الثلاثاء، سبتمبر 11، 2012

علمتني الحياة … ان لكل بداية نهاية


علمتني الحياة … ان لكل بداية نهاية … و بعد كل نهاية هناك بداية جديدة. لا يفصل بينهما الا لحظة . و بتلك اللحظة لا بد لنا من الانهيار الى حطام  فالعدم … الى لا شيء.  بدون ان نترك اثرا او بقايا فلا فائدة مرجوة من لملمة بقايا اشلائنا المتناثرة هنا و هناك و محاولة اعادة تركيبها حتى  ترجع اشبه ما يمكن الى ذلك الكيان الذي كانت عليه قبل الانهيار او حتى كجزء منه. بل و على غير المتوقع وجب علينا الانهيار … حتى الاندثار. عندها فقط نكون قد وصلنا الى الى ما يمكن تسميته … بداية جديدة. عندها فقط … بإمكاننا البدء ببناء كياننا مرة اخرى … و من لا شيء … حتى لو استغرقنا الكثير من الوقت … فكل ما نملكه في النهاية … هو الوقت.
علمتني الحياة … اننا دائما ما نهرب الى الاحلام. و اننا لا نهرب الى الاحلام الا لأننا لا نستطيع تحمل الواقع … فنهرب الى عالم نخطه و نرسمه بأيدينا كقصيدة عذبة نكتبها بعاطفة جياشة و بريشة منمقة … نكتبها بأقصى عناية … و في النهاية لا نوجه تلك القصيدة لأحد … حتى لأنفسنا. لأننا لو كنا نقدر على ارسالها لأنفسنا لاستطعنا جعلها واقعا. نكتبها بلا هدف يذكر … سوى الهرب. و لو استفقنا لرأينا كيف ان تلك القصيدة ( بكل جمالها ) قد فقدت معناها. فاذا استمرت تلك الأحلام بقد معانيها … سأمنا احلامنا و واقعنا.
علمتني الحياة … اننا لسنا بحاجة الى الهرب … فما الواقع الى مرآة لانفسنا … و ما الواقع الا انعكاسات خياراتنا على تلك المرآة … انعكاسات اسميناها قدَرَاً … نعم فما القدر الى اختيار. فكل لحظة تمر بنا تأتي محملة باختيارات شتى … و فرص عدة … ز كل ما علينا عمله … هو الاختيار. نعم ، ذلك هو القدر … هو قصة حياتنا كما نكتبها … بأيدينا … باختياراتنا. نعم ، انا اؤمن ان قدر المرء مقسوم ، و بتعبيرنا … مكتوب … و لكنه مكتوب بأيدينا و نتاج اختياراتنا. ففي كل لحظة تأتي باختياراتها … نحن لا نختار الا ( قدر الله …على قدر الله ) فبكل الاحوال و لو اخترنا اي خيار كان لن يكون الا قدر الله لنا … باختيارنا. لذلك ايقنت اننا لسنا بحاجة الى الهروب الى اي شيء… فنحن و باختيارنا نستطيع اسقاط كل احلامنا على واقعنا لنعيشه … واقع خفيف فاقد لثقله … بلا ندم فهوواقعنا صنعناه بأنفسنا. ففي النهاية .. اهم شيء يبقى لنا خو ان نحيا واقعنا … فالحياة و مضيها لا يقاسان بمضي الثواني و الساعات … بل يقاسان بقدر ما يشعر الانسان انه حي.
علمتني الحياة 1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ورحمة الله

شكرا لك على التعليق يسعدني أن اتلقى توجيهاتكم وملاحظاتكم

لمـــن خــــــــــــــــــاف مقام ربــه جنتا