سنن مهجورة فلنعمل على احيائها




  • قال تعالى:
    " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم

    ذنوبكم والله غفور رحيم "
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولدهوالناس أجمعين " 
    متفق عليه.
    جعل الله سبحانه وتعالى طاعةَ رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ طاعةَ له قال الله
    { مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ } 
    النساء 80
    ******************
    وجعل الله ـ سبحانه وتعالى ـ محبته في إتباع رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،
    قال الله :
    { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
    آل عمران 31
    وقد اشتد الكرب وكثرت الفتن اليوم بما آل إليه حال كثير من المسلمين من التخلي عن هدي نبيهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقليد الكافرين والفاسقين في المأكل والمشرب والملبس وغير ذلك ، حتى رأينا كثيرا من سنن الرسول الأمين مهجورة . فمن يُحيي هذه السُنن المهجورة وأعلاها الرجوع إلى شرع الله وتطبيق منهج السماء على أهل الأرض؟
    يقول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم 
    . « من أحيا سنة من سُنني، فعلم بها الناس، كان لـه مثل أجر من عمل بها، لا ينقص من أجورهم شيءٌ » 
    ( ابن ماجة)
    وقال ذو النون المصري :
    "من علامة المحبة لله عز وجل متابعة حبيبه صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وأفعاله وأوامره وسننه"
    وكما هو مشاهد أن الكثير من سنن حبيبنا عليه الصلاة والسلام اصبحت مهجورة
    فلنحيي معا سنن حبيبنا عليه الصلاة والسلام في واقعنا ، وفي حياتنا اليومية
    أرجو من الجميع المشاركة لكى تعم الفائدة
    سوف أقوم بجمع هذة السنن من النت مع بعض التوضيح إن أمكن
    عسى الله أن ينفعنا به
    جزاكم الله خيرا

(1)" التصبح على سبع ثمرات عجوة

التصبح بسبع تمرات عجوة
يدفع الإصابة بالسحر أو السم- بإذن الله تعالى.
قال رسول الله ( من تصبح بسبع تمرات من عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر )
رواه مسلم في الصحيح

(2)
"المصافحة"

من هديه - صلى الله عليه وسلم -
عدم نزع يده عند المصافحة حتى ينزعها الآخـر
عن أنس - رضي الله عنه- قال: 


« كان إذا صافح رجلاً لم يترك يده حتى يكون
هو التارك ليد رسول الله صلى الله عليه وسلم ».
وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة





(3)
الدّعاء عند لبس الثّوب الجديد
عن معـاذ بن أنـس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" من لبس ثوبا فقال : الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه
من غيـر حــول منـي ولا قــوة غـفر لـه مـا تقـدم من ذنبـه "

الذكر المشروع عند لبس الثوب الجديد أو القديم
الحمد لله

أولا : 
الأحاديث الواردة في الذكر المستحب عند لبس الثوب على نوعين :

النوع الأول : أحاديث تخصص الذكر المستحب عند لبس الثوب الجديد :

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قال :
( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَجَدَّ ثَوْبًا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ ، إِمَّا قَمِيصًا
أَوْ عِمَامَةً ، ثُمَّ يَقُولُ : اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ ، أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ ، أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهِ وَخَيْرِ
مَا صُنِعَ لَهُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ ) رواه أبو داود (رقم/4023)

وصححه ابن القيم في "زاد المعاد" (2/345)، والألباني في " صحيح أبي داود ".


النوع الثاني : أحاديث مطلقة ، لم تقيد استحباب الذكر عند لبس الثوب " الجديد "
فقط ، بل عند لبس أي ثوب :
عن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( مَنْ لَبِسَ ثَوْبًا فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي هَذَا الثَّوْبَ وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْل
مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ )
رواه أبو داود (رقم/4023)،

صححه ابن حجر في " الخصال المكفرة " (74) والألباني في صحيح أبي داود
دون لفظة : ( وما تأخر ). وقد بوب البيهقي على الحديث في " شعب الإيمان "
(8 / 307) بقوله : " فصل فيما يقول إذا لبس ثوبا " انتهى.

هكذا مطلقا من غير تقييد بالجديد .

هذا وفي بعض الكتب التي تنقل الحديث إضافة قيد ( ثوبا جديدا )
والغالب أنها زيادة ليست من أصل هذا الحديث ، فقد تم الرجوع إلى
أكثر الكتب الأصلية التي أخرجته فلم يُذكر فيها هذا القيد.

ثانيــا :

وبناء على هذا التنوع في الأحاديث فرق العلماء بين هذين الذكرين ، فجعلوا

الذكر الأول اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ ، أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ ، أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهِ وَخَيْرِ

مَا صُنِعَ لَهُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ ) عند لبس الثوب الجديد .
وجعلوا الذكر الثاني : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي هَذَا الثَّوْبَ وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْر
حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ ) عند لبس أي ثوب ، سواء كان قديما أم جديدا .
هذا ظاهر صنيع الإمام النووي رحمه الله في " الأذكار " (ص/20-21).

وصرح بذلك في موطن آخر ، فقال رحمه الله :
" السنة ...أن يقول إذا لبس ثوبا ...الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه
من غير حول مني ولا قوة . وإذا لبس جديدا قال : اللهم أنت كسوتنيه
أسألك خيره وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له " انتهى.

" المجموع " (4/647).

وبه أخذت بعض كتب الأذكار المعاصرة اليوم ، ككتاب " حصن المسلم ".

وإن كان ظاهر صنيع بعض أهل العلم أن استحباب هذه الأذكار إنما يكون
عند لبس الثياب الجديدة فقط .
ينظر: " سنن الدارمي" (2/378) ، ونحوه في " الوابل الصيب " (226) ،
حيث قال :"فصل في الذكر الذي يقوله أو يقال له إذا لبس ثوبا جديدا
" وأيضا " كشاف القناع" (1/288).

وأما السؤال عن تكرار هذا الذكر مع تعدد قطع الملابس التي يلبسها ،
فالأمر واسع إن شاء الله ، وإن كان الأظهر ـ فيما يبدو لنا ـ
أنه يقال مرة واحدة للملابس كلها .

رواه أبو داود و حسنه الألبانـي في صحيح أبي دواود - رقم : 4023



الإسلام سؤال وجواب
(4)
صلاة ركعتين عند التنازع ( المخاصمة )



قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
(( تكفير كل لحاء ركعتان ))


الراوي: أبو أمامة الباهلي - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني -

المصدر: صحيح الجامع
معنى اللحاء : أى المنازعة
فمن السنن المهجورة صلاة ركعتين عند التنازع

فهل أحيينا هذه السنة إذا وقع منا أو بيننا ذلك ؟؟؟



(5)
"عدم عيب الطعام"

عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ:
مَا عَابَ النَّبِيُّ- صلى الله عليه وسلم- طَعَاماً قَطُّ، إنْ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ، وَإنْ كَرِهَهُ تَرَكَهُ.
متفق عليه.


(6)
" وضع اليد على موضع الألم والدعاء "


قال مسلم فى صحيحه : حَدَّثَنِي ‏‏أَبُو الطَّاهِرِ ،‏‏وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى‏‏ قَالَا :
أَخْبَرَنَا ‏ابْنُ وَهْبٍ ‏،قال :‏أَخْبَرَنِي ‏يُونُسُ ،‏‏ عَنْ ‏‏ابْنِشِهَابٍ ‏، ‏أَخْبَرَنِينَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ‏، ‏عَن ‏عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ ‏ ،أَنَّهُشَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَجَعًا يَجِدُهُ فِي جَسَدِهِمُنْذُ أَسْلَمَ ،
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ‏صَلَّى 
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :


"ضَعْ يَدَك عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ وَقُلْ بِاسْمِ اللَّهِ ثَلَاثًا ، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ بِاللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ ."

صحيح مسلم / كتاب السلام / باب استحباب وضع يده على موضع الألم مع الدعاء / حديث رقم : 4082


أى : إذا مرضت ضع يدك على موضع الألم و قل بسم الله ثلاثا والاستعاذة سبعا يعني فإن ذلك يزيل الألم أو يخففهبشرط قوة اليقين وصدق النية
ويظهر أنه إذا كان المريض نحو طفل أنيأتي به من يعوذه ويقول من شر ما يجد هذا ويحاذر وإطلاق اليد يتناو
ل اليسرى فتحصل السنة بوضعها لكن الظاهر من عدة أحاديث تعين اليمنى 

للتيمن أي إلا لعذر . فإن قلت لم عبر بالوضع دون الألم ؟ قلت : إشارة إلى
ندب الذكر المذكور وإن لم يكن المرض شديدا إذ الألم
كما قال الراغب :
الوجع الشديد فلو عبر به اقتضى أن الندب مقيد بما إذا اشتد الوجع وأنه
بدون الشدة غير مشروع وهذا الحديث من الطب الروحاني
--------------


فيض القدير شرح الجامع الصغير

(7)

" صلاة ركعتين عند الخروج من المنزل وعند الدخول "



فقد ثبت استحباب صلاة ركعتين عند الخروج من المنزل،

وهذا شامل للسفر وغيره 
فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" إذا خرجت من منزلك فصل ركعتين يمنعانك من مخرج السوء، وإذا دخلت إلى منزلك فصل ركعتين يمنعانك من مدخل السوء."
رواه البزار وغيره. وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة.

واستدل به الغزالي على ندب ركعتين عند الخروج من المنزل وركعتين عند دخوله


وقد حض النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة النفل في البيوت فقال:

"صلاةُ المرءِ في بيتِهِ أفضلُ من صلاتِهِ في مسجدِي هذا إلَّا المكتوبةَ"
الراوي: زيد بن ثابت المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 2/68
خلاصة حكم المحدث: أصله في الصحيح 
الراوي: زيد بن ثابت المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1044
خلاصة حكم المحدث: صحيح

قال عليه الصلاة والسلام :

" اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ، ولا تتخذوها قبورا ."
رواه البخاري ومسلم . 

فإذا أراد الخروج وصلى ركعتين قبل خروجه، فالله عز وجل يحفظه بهاتين الركعتين عن الدخول في الأمر الخبيث والسيئ، 

ويحفظه مما يسوءه، كذلك إذا دخل الإنسان إلى بيته ورجع من سفر فصلى ركعتين،
فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يمنعانك من مدخل السوء)، 
والمدخل من الدخول، وقد يدخل الإنسان إلى بيته ويرى ما يغضبه فيتأذى ويؤذي،
فإذا صلى ركعتين فإن الله عز وجل يذهب عنه ذلك.
(8)المسح على رأس اليتيم"




شكا رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال له صلى الله عليه وسلم :
 إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين ، وامسح رأس اليتيم “.
(السلسلة الصحيحة) (2/533).

الفائدة :
اليتيم هو الطفل الذي مات أبوه وهو دون سن البلوغ ،
أما بعد البلوغ فلا يسمى يتيماً . ففي هذا الحديث توجيه نبوي لمن يجد في قلبه قسوة أن يمسح رأس اليتيم ليلين قلبه ؛
لأنه بفعله هذا يتذكر غربة هذا الطفل الصغير ووحشته بين الناس بفقده من يراعي شئونه
ويقوم على تلبية حاجاته وإسعاده، فيرق لحال هذا الصبي وتلين قسوة قلبه




(9)

الدعاء بعد التشهد الأخير وقبل السلام "
حيث يستحب الدعاء بما شاء من خيري الدنيا والآخرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما علم الصحابة التشهد .. ثم قال :
( ثم لتختر من المسالة ما تشاء )
رواه مسلم . 

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 550x350 .

ومن الأدعية الواردة في ذلك :
ماورد عن علي رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يكون آخر مايقول بين التشهد والتسليم
( اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت اعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا اله إلا أنت )
رواه مسلم


(10)
" السواك "


ما هي السنة في السواك ؟؟؟
ما معنى السواك 
؟؟؟وما حكم استعماله

؟؟؟ وما هي الأوقات التي يستعمل بها ؟؟؟
ما هي صفات السواك وكيفية طريقة استعماله 
؟؟؟ 

الحمد لله
السواك والاستياك بمعنى تنظيف الفم والأسنان بالسواك ،
ويطلق السواك على الآلة وهي العود الذي يستاك به .
والسواك سبب لتطهير الفم وموجب لمرضاة الرب سبحانه وتعالى ، كما ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" السواك مطهرة للفم ، مرضاة للرب "
علقه البخاري في صحيحه (2/274) ووصله أحمد (6/47) والنسائي (1/50) وإسناده صحيح (الإرواء 1/105) .
وقد ورد في حقه الندب المؤكد كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " رواه البخاري (2/299) ومسلم (1/151) .
وفي رواية للبخاري : " عند كل وضوء " .
وقد حكى الإمام النووي رحمه الله إجماع من يعتد برأيهم على استحباب السواك وسنيته ، ومما يدل على عظم شأنه أن بعض السلف قال بوجوبه ومنهم الإمام إسحاق بن راهويه .
---------
الأوقات التي يستحب فيها السواك : 
السواك مستحب في كل جميع الأوقات من ليل أو نهار لعموم قوله صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة المتقدم :
" السواك مطهرة للفم مرضاة للرب " .
وقد ذكر العلماء مواضع يتأكد فيها استحباب السواك فمن ذلك : 
1- عند الوضوء والصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم : " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " وفي رواية مع كل وضوء وقد تقدم . 
2- عند دخول البيت للالتقاء بالأهل والاجتماع بهم كما ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها أنها سئلت : بأي شيء يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته ، قالت : " كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك " رواه مسلم (1/220) . 
3- عند الإنتباه من النوم لحديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك " رواه البخاري (1/98) ومسلم (1/220) ومعنى : يشوص فاه ، أي : يغسله ويدلكه . 
4- عند تغير رائحة الفم سواء كان التغير بأكل ماله رائحة كريهة أو بسبب طول الجوع أو العطش أو غير ذلك : لأنه إذا كان السواك مطهرة للفم فإن مقتضى ذلك أن يتأكد السواك متى احتاج الفم إلى التطهير . 
5- عند دخول المسجد لأنه من تمام الزينة التي أمر الله بها عند كل مسجد ، قال تعالى : ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ) ، ولما فيه من حضور الملائكة واجتماع المصلين . 
6- عند قراءة القرآن وفي مجالس الذكر لحضور الملائكة . 

ما يستاك به : 
اتفق العلماء على أن أفضل ما يستاك به هو عود الأراك لما فيه من طيب وريح وتشعير يخرج وينقي ما بين الأسنان من بقايا الطعام وغير ذلك ، ولحديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال :
كنت أجتني لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكاً من الأراك .. الحديث
" وراه أحمد (3991) وسنده حسن ( الإرواء 1/104) .
ومن ثم استحب الفقهاء إذا لم يوجد عود الأراك التسوك بجريد النخل ، ويليه التسوك بعود شجرة الزيتون وقد رويت في ذلك أحاديث لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم .
والصواب أن كل عود مُنقٍّ غير مضر يقوم مقام السواك عند عدمه في التنظيف وإزالة ما يعلق بالأسنان من أذى . وكذلك فرشاة الأسنان المعروفة نافعة واستخدامها مفيد .
ما لا يتسوك به : 
ذكر أهل العلم أنه يحرم التسوك بالأعواد السامة أو ما ليس بطاهر ، وكذلك يكره الاستياك بكل عود يُدْمي أو يحدث ضرراً أو مرضاً .
صفات المسواك :
ذكر الفقهاء استحباب السواك بعود متوسط الغلظ والطول ، وحدوه بغلظ الخنصر ، وأن يكون خالياً من العُقَد ، وأن لا يكون رطباً يلتوي لأنه إذا كان كذلك فلا يزيل الأذى ، وأن لا يكون يابساً يجرح الفم أو يتفتت فيه ، ولا شك أن تطلب ذلك من باب الكمال وإلا فإن الأدلة الواردة في السواك لم تقيد سواكاً دون آخر بل يجوز الاستياك بكل عود يحقق مقصود الشارع في الأمر بالسواك والحث عليه .

كيفية الاستياك : 

اختلف الفقهاء في الاستياك هل يكون باليد اليمنى أو باليد اليسرى :
فذهبت طائفة وهم الجمهور إلى أن الأفضل الاستياك باليد اليمنى لعموم حديث عائشة رضي الله عنها قالت :
" كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيامن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله "
متفق عليه .
ولأن السواك طاعة وقربة لله تعالى فلا يكون باليسرى .
وذهبت طائفة أخرى من العلماء إلى استحباب الاستياك باليد اليسرى لأنه من باب إزالة الأذى وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
وفصّل بعض أهل العلم بأن المتسوك إن كان يقصد تحصيل السنة فيستاك باليد اليمنى وإن كان يستاك لإزالة الأذى فباليسرى ، والراجح أن الأمر في هذا واسع لعدم ثبوت النص الخاص في المسألة ولكل قول وجهه .
واستحب الفقهاء أن يبدأ المرء في استياكه من الجانب الأيمن عرضاً لأن الاستياك طولاً قد يجرح اللثة ،
وذكروا من جملة آدب السواك : 
- أن لا يستاك بحضرة جماعة أو في المحافل العامة لأنه ينافي المروءة .
- أن يغسل السواك بعد الاستياك لتخليصه مما علق به وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يستاك ، فيعطيني السواك لأغسله ، فأبدأ به فأستاك ، ثم أغسله وأدفعه إليه " رواه أبو داود (1/45) .
- أن يحفظ السواك بعيداً عما يستقذر .
يكون في عرض الأسنان لخبر :" إذا استكتم فاستاكوا عرضاً " ، ويجزيء طولا لكنه يكره وكيفية الاستياك المسنون : أن يبدأ بجانب فمه الأيمن فيستوعبه باستعمال السواك في الأسنان العليا ظهرا وبطنا إلى الوسط ثم السفلى كذلك ثم الأيسر كذلك ثم يمره على سقف حلقه إمرارا لطيفاً ..


السواك في العلم الحديث
إن ما توصل إليه الباحثون بتقنيات العلم الحديث ، فيما يتعلق بالسواك وفوائده ، قد جاء متأخرا بأكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان ، عما توصل إليه النبي الأمي سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي قال عنه رب العزة : (( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى)) (لنجم:3) ، (( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ )) (الحشر: من الآية7) ...
فماذا عسانا أن نعرف عن السواك ؟ وماهي مكانته في السنة النبوية الشريفة ؟ وماذا عن التجارب والأبحاث الحديثة ، التي أثبتت فاعليته ؟ ...






مكانة السواك في السنة النبوية :
للسواك مكانة مرموقة في سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فقد ورد بشأن السواك عشرات الأحاديث .. فعند كل صلاة ، كان صلى الله عليه وسلم يتسوك ويحث أصحابه على التسوك فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " وفي رواية ( عند كل صلاة مع الوضوء ) رواه البخاري ومسلم والنسائي .. وعن المقداد بن شريح عن أبيه قال : " سألنا عائشة رضي الله عنها : بأي شيء كان النبي يبدأ إذا دخل بيته ، قالت : بالسواك " صحيح مسلم . وفي حديث آخر : ( لقد أ ُمرتُ بالسواك حتى خشيت أن أدْرَد ) أخرجه البزار .الدْرَد : سقوط الأسنان ، وكان يقول لأصحابه : (( لقد أكثرت عليكم في السواك )) رواه البخاري ..


آخر ما فعله النبي قبل وفاته :
ويكفي في ذلك أنه كان أخر شيء فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أستاك وهو في حجر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ..

متى يستاك رسول الله ؟
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من استعمال السواك وهو صائم . عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه ، قال : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مالا أحصى يستاك وهو صائم " رواه ابن خزيمة وكان يتسوك كثيراً في ليله ، ففي الصحيحين عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك " .
وكان صلى الله عليه وسلم يتسوك قبل أكله وبعد أن يفرغ من الأكل . وليس ثمة مبالغة إذا قلنا بأن السواك لم يكن يفارق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أينما ذهب وقد احتذى حذوه واتبع سنته صحابته رضوان الله عليهم جميعاً .

كاد أن يكون السواك أمراً !!
لقد كان الصحابة يظنون بأن رب العزة جل وعلا ، سوف ينزل في السواك أمراً ، لكثرة ما كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يحثهم على استعماله عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكثرت عليكم بالسواك " رواه البخاري في صحيحه ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد أمرت بالسواك حتى ظننت أنه سينزل به علي قرآن أو وحي " ، أخرجه لإمام أحمد في مسنده .

الحكمة من السواك :
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " السواك مطهرة للفم ، مرضاة للرب " .

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 850x315 .
 
فوائد في السواك :

قال ابن دقيق العيد : الحكمة في استحباب السواك عند القيام إلى الصلاة كونها حال تقرب إلى الله , فاقتضى أن تكون حال كمال ونظافة إظهارا لشرف العبادة , وقد ورد من حديث علي عند البزار ما يدل على أنه لأمر يتعلق بالملك الذي يستمع القرآن من المصلي , فلا يزال يدنو منه حتى يضع فاه على فيه , لكنه لا ينافي ما تقدم . وأما حديث أنس فرجال إسناده بصريون ..

ومن فوائده أيضاً : أنه مسخطة للشيطان ، يذكر الشهادة عند الوفاة ، يقوي اللثة ويطهر المعدة ويقوي الذاكرة ويطرد الشيطان .. وقال ابن القيم : أنه يقطع البلغم ويجلو البصر يذهب بالحفر ويصفي الصوت ويعين على هضم الطعام ويسهل مخارج الكلام و ينشط للقراءة والذكر والصلاة يطرد النوم يعجب الملائكة يكثر الحسنات .

وفوائد أيضاً : أنه يطهر الفم ويرضي الرب ويبيض الأسنان ويطيب النكهة ويسوي الظهر ويبطىء الشيب ويصفي الخلقة ويزكي الفطنة ويضاعف الأجر ويسهل النزع ويذكر الشهادة والموت وإدامته : تورث السعة والغنى وتيسر الرزق وتطيب الفم وتسكن الصداع وتذهب جميع ما في الرأس من الأذى وتقوي الأسنان وتزيد في الحسنات وتفرح الملائكة وتصافحه لنور وجهه وتشيعه إذا خرج للصلاة ويعطى الكتاب باليمين وتذهب الجذام وتنمي المال والأولاد وتؤانس الإنسان في قبره ويأتيه ملك الموت عليه السلام وقبض روحه في صورة حسنة

(11)
الجلوس أثناء الشرب "
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يشرب الماء و هو جالس في الأغلب، 

و أوصانا بالشرب و نحن جلوس، و نهانا عن الشرب أثناء الوقوف؛
فقد ورد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم
"زجر عن الشرب قائماً،
"

و قال صلى الله عليه و سلم في من نسي و شرب قائماً: "لا يشربنَّ أحد منكم قائماً، فمن نسي فليستقي
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2026 خلاصة حكم المحدث: صحيح. 
و جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه رأى رجلاً يشرب قائماً فقال له: " قِهْ " قال: لما ؟ قال صلى الله عليه و سلم: " أيسرك أن يشرب معك الهر ؟" قال: لا، قال: "فإنه قد شرب معك من هو شر منه: الشيطان"،
صححه الألباني في السلسلة الصحيحة، الجزء: 1 ، الصفحة:337.

وعَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-
( أَنَّهُ نَهَى أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ قَائِمًا. قَالَ قَتَادَةُ فَقُلْنَا فَالأَكْلُ فَقَالَ ذَاكَ أَشَرُّ أَوْ أَخْبَثُ)
صحيح مسلم 

و ورد عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال:
" لو يعلم الذي يشرب و هو قائم ما في بطنه لاستقاء "
تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 5336 في صحيح الجامع.

و لا شك أن في ذلك حكماً صحية، نعلم بعضها و نجهل جُلَّها؛ و لعل الحكمة من وراء الترغيب النبوي في الشرب في وضعية الجلوس أن ذلك أدعى للتأني و التروي أثناء الشرب،




و في ذلك العديد من الفوائد الصحية:
1)أن شرب الماء جالساً أصح و أسلم و أهنأ و أمرأ؛ حيث يجري ما يتناول الآكل و الشارب على جدران المعدة بتؤدة و لطف. أما الشرب واقفاًُ فيؤدي إلى تساقط السائل بعنف إلى قعر المعدة و يصدمها صدماً، و إن تكرار هذه العملية يؤدي مع طول الزمن إلى استرخاء المعدة و هبوطها و ما يلي ذلك من عسر هضم.2)أن الإنسان في وضعية الوقوف يكون جهازه العصبي متوتراً؛ حيث يقع عليه عبء السيطرة على جميع عضلات الجسم لتقوم بعملية التوازن و الوقوف منتصباً. و هي عملية دقيقة يشترك فيها الجهاز العصبي و العضلي في آن واحد مما يفقد الإنسان شعوره بالهدوء و الطمأنينة العضوية التي تعتبر من أهم الشروط اللازم توفرها لابتلاع الماء، و هذه الطمأنينة تتوفر للإنسن في وضعية الجلوس؛ حيث تكون الجملة العصبية و العضلية في حالة من الهدوء و الاسترخاء و تزداد قابلية الجهاز الهضمي لاستقبال الماء و امتصاصه و تمثله بشكل صحيح.

3)قد يؤدي شرب الماء في وضعية الوقوف (القيام) إلى حدوث انعكاسات عصبية شديدة تقوم بها نهايات العصب المنتشرة في بطانة المعدة، و المعروف بالعصب الحائر (Vagus Nerve)، و هذه الانعكاسات العصبية قد تؤدي إلى إطلاق شرارة النهي العصبي الخطيرة (Vagal inhibition) إذا حصلت بشكل شديد و مفاجئ، مما يؤدي إلى توقف مفاجئ لعمل العصب الحائر الذي يغذي عضلة القلب أيضاً، فيتوقف القلب محدثاَ الإغماء أو الموت المفاجئ.4)يهدد الاستمرار على عادة الشرب واقفاً سلامة جدران المعدة، و ينذر بإمكانية حدوث تقرحات فيها، و يلاحظ أطباء الأشعة التشخيصية أن قرحات المعدة تكثر في المناطق التي تكون عرضة لصدمات جرعات الماء بنسبة تبلغ 95% من حالات الإصابى بالقرحة.


5)ترافق عملية حفظ التوازن أثناء الوقوف تشنجات عضلية في المرئ تعيق مرور الطعام بسهولة إلى المعدة، و قد تحدث في بعض الأحيان آلاماً شديدة تضطرب معها وظيفة الجهاز الهضمي و تُفقد صاحبها البهجة عند تناوله الماء أو أي شراب آخر.


و قد ورد أن النبي صلى الله عليه و سلم شرب واقفاً، و لكن كان شُرب النبي صلى الله عليه و سلم واقفاً لسبب اضطراري منعه من الجلوس مثل الزحام المعهود في المشاعر المقدسة، و ليس على سبيل العادة و الدوام، فقد شرب صلى الله عليه و سلم قائماً من زمزم ذات مرة ليبين لأمته أن الأمر مستحب و ليس بواجب.

و شُرب النبي صلى الله عليه و سلم واقفاً يفيد جواز الشرب قائماً؛ مما يدل على استحباب الجلوس عند الشرب لا وجوبه، فحمل العلماء أحاديث النهي على الاستحباب و الحث و على ما هو أَوْلى و أكمل.


(12)
" الصلاة في النعال "



عن سعيد بن يزيد أبي سلمة قال : قلت لأنس بن مالك
(( أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه ؟ قال : نعم ))
رواه البخاري ومسلم .


وعن يعلى بن شداد بن أوس عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم ولا في خِفافهم ))
رواه أبو داود وابن حبان .


وقد اشتد نكير الصحابة ومن بعدهم على من تعمّد خلع النعال .

وقفة ..

وفي هذه الأيام يصعب تطبيق هذه السنة في المساجد نظراً لعناية ولاة الأمر والمؤسسات المسؤولة عن المساجد بنظافة بيوت الله وفرشها بأجمل الفرش مما قد يتسبب في إتساخ هذه الفرش ويؤدي إلى الفوضى والنقد والتهريج ؛ لذا من الأولى عدم تطبيقها في المساجد رفعاً للحرج وتقديماً للمصلحة ، ولكن يستطيع كل منا تطبيقها متى ما كان يصلي على أرض ترابية عندما يتحين له ذلك في رحلة أو مساجد الطرقات الغير مفروشة وغير ذلك احياءاً لهذه السنة .
كما قد يتردد البعض منا في تطبيقها بحجة أن النعل قد يكون فيها نجاسة ؛ ولمثل هؤلاء نقول أن الحبيب صلى الله عليه وسلم قد بينا لنا أن الأرض تطهر النعل ، وقد كانت طرقات المدينة في عصره ليست كما عليه طرقاتنا من النظافة والعناية ، ولم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ترك الصلاة في نعليه إلا لما أوحي إليه بضرورة خلعها لأن فيها نجاسة ولذا أنكر على الصحابة - رضوان الله عنهم - خلعهم لنعالهم .
هذا والله تعالى أعلم .


(13)

" التنفس خارج الإناء والشرب ثلاثا "

عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : 

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلَاثًا ، وَيَقُولُ : إِنَّهُ أَرْوَى ، وَأَبْرَأُ ، وَأَمْرَأُ )
رواه مسلم (رقم/2028)

وتفسير أهل العلم لهذا الحديث :هو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يشرب ما يحتاجه من الماء على ثلاث دفعات ، فيشرب جزءا ، ثم يبعد الإناء عن فمه ليتنفس ويخرج زفيره خارج الإناء ، ثم يعود فيشرب جزءا آخر ، ثم يبعد الإناء عن فمه الشريف صلى الله عليه وسلم ، ليأخذ نفسا ثانيا كما فعل في المرة الأولى ، ثم يعود ليشرب الجزء الثالث حتى يرتوي ويأخذ حاجته من الشراب . 
فقول أنس رضي الله عنه في وصف شرب النبي صلى الله عليه وسلم
أنه كان ( يَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلَاثًا )
يعني أنه كان يتنفس أثناء الشراب ، لكن إخراج هذا النفس إنما يكون خارج الإناء ، كما بين ذلك الإمام النووي رحمه الله ، ثم فسر رحمه الله معاني كلمات الحديث الأخرى فقال :

( أروى ) من الرِّي : أي : أكثر رِّيا . 
( وأبرأ ) أي : أبرأ من ألم العطش ، وقيل : ( أبرأ ) أي : أسلم من مرض أو أذى يحصل بسبب الشرب في نفَس واحد . 
( وأمرأ ) أي : أجمل انسياغا . 
" شرح مسلم " (13/199)
وهناك حديث آخر يوضح الحديث السابق ، وفق ما مر معنا في شرحه ؛ فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : 
( إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعُودَ فَلْيُنَحِّ الْإِنَاءَ ، ثُمَّ لِيَعُدْ إِنْ كَانَ يُرِيدُ )
رواه ابن ماجة (رقم/3427) وحسنه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/386)


قال ابن القيم رحمه الله : 
" معنى تنفسه في الشراب : إبانته القدح عن فيه ، وتنفسه خارجه ، ثم يعود إلى الشراب . 
وفى هذا الشرب حِكَم جَمَّة ، وفوائد مهمة ، وقد نبه صلى الله عليه وسلم على مَجامعها بقوله : ( إنه أروى ، وأمرأ ، وأبرأ ) ؛ فأروى : أشد رِيَّا وأبلغه وأنفعه . وأبرأ : من البرء ، وهو الشفاء ، أي : يبرىء من شدة العطش ودائه ، لتردده على المعدة الملتهبة دفعات ، فتسكن الدفعة الثانية ما عجزت الأولى عن تسكينه ، والثالثة ما عجزت الثانية عنه ، وأيضا فإنه أسلم لحرارة المعدة ، وأبقى عليها من أن يهجم عليها البارد وهلة واحدة ، ونهلة واحدة ؛ فإنه لا يروي لمصادفته لحرارة العطش لحظة ، ثم يقلع عنها ، ولما تكسر سورتها وحدتها ، وإن انكسرت لم تبطل بالكلية ، بخلاف كسرها على التمهل والتدريج . 
وأيضا فإنه أسلم عاقبة ، وآمن غائلة من تناول جميع ما يروي دفعة واحدة ، فإنه يخاف منه أن يطفئ الحرارة الغريزية بشدة برده ، وكثرة كميته ، أو يضعفها فيؤدى ذلك إلى فساد مزاج المعدة والكبد" انتهى باختصار. 
" زاد المعاد " (4/230)
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : 
" يؤخذ من ذلك : أنه أقمع للعطش ، وأقوى على الهضم ، وأقلُّ أثرًا في ضعف الأعضاء وبرد المعدة "
" فتح الباري " (10/94)
وقال ولي الله الدهلوي : 
" المعدة إذا وصل إليها الماء قليلا قليلا صرفته الطبيعة إلى ما يهمها ، وإذا هجم عليها الماء الكثير تحيرت في تصريفه ، والمبرود إذا ألقى في معدته الماء أصابته البرودة لضعف قوته من مزاحمة القدر الكثير ، بخلاف ما إذا تدرج ، والمحرور إذا ألقى على معدته ماء دفعة حصلت بينهما المدافعة ولم تتم البرودة ، وإذا ألقى شيئا فشيئا وقعت المزاحمة أولا ثم ترجحت البرودة " انتهى. 
" حجة الله البالغة " (2/292) . 
وينظر كلام مهم لبعض الباحثين المعاصرين حول هذه المسألة في كتاب " 
" روائع الطب الإسلامي " ، تأليف الطبيب محمد نزار الدقر (2/33-34) ترقيم الشاملة .
وقد اتفق أهل العلم على كراهة أن يتنفس الشارب داخل إنائه ،
فيصيب نفسه الماء الذي يشرب منه فيتقذر به ،
وقد ورد النهي صريحا عن ذلك في حديث أبي قتادة رضي الله عنه 

أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُتَنَفَّسَ فِي الْإِنَاءِ ) 
رواه مسلم (رقم/267)

والله أعلم . 


الإسلام سؤال وجواب(14)
" التيامن "

كان صلى الله عليه وسلم يحب التيامن في أمره كله ،
فإن كان حبيبنا يحب التيامن ..
فهلا أحببناه نحن أيضاً ..!


(التيمــــن):
تعريفه لغة: جاء في [ مختار الصحاح ]
أيمن الرجل ويمن ويامن .. إذا أتى اليمين وكذلك إذا أخذ في سيره يميناً ..
يقال يامن يا فلان بأصحابك، أي خذ بهم يمنة ولا تقل تيامن .
اصطلاحاً: قال ابن الأثير: التيمن: الابتداء في الأفعال باليد اليمنى والرجل اليمنى والجانب الأيمن .
وقال ابن حجر: قال النووي قاعدة الشرع المستمرة استحباب البداءة باليمين في كل ما كان من باب التكريم والتزيين وما كان بضدها استحب التياسر

الآيات الواردة في التيمن :
( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَأُونَ كِتَابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) (الإسراء:71)(وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً) (مريم:52)


الأحاديث الواردة في التيمن :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ( إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين وإذا نزع فليبدأ بالشمال ليكن اليمنى أولهما تنعل وآخرهما تنزع ) أخرجه البخاري .
وعن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
( إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله ) 
أخرجه مسلم .


*
*


فوائد التيمن :1ـ أنه من أدلة الإيمان وحسن الإذعان
2_أن فيه القوة والبركة .
3- أنه من حسن الاتباع .
4- أنه من شعائر الإسلام .
5- فيه مخالفة لأهل الشرك، إذ أن شعارهم استعمال الشمال، وكذا مخالفة الشيطان .
6- فيه مرضاة الرب ومحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- .


*
*




ومن السنة التيامن:


1- عند دخول المسجد: البدء بالرجل اليمنى، وعند الخروج البدء بالرجل اليسرى
2- في الوضوء: في غسل اليدين أو الرجلين .
3- في التنعل .
4- البدء في الغسل بالشق الأيمن .
5- استحباب الصلاة عن يمين الإمام وفي ميمنة المسجد عند تساوي الطرفين .
6- في الأكل والشرب .
7- أن يعطي الإنسان الإناء – عند شربه منه – من يجلس عن يمينه حتى ولو كان الجالس الذي عن يساره أعلى منزلة ، أو أكبر سناً .
-----------

(15)
" إفشاء السلام "

إن السلام سنة قديمة منذ عهد آدم - عليه السلام - إلى قيام الساعة،
وهي تحية أهل الجنة " وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ " [يونس:10]
وهي من سنن الأنبياء،
وطبع الأتقياء، وفي هذه الأيام أصبح بين المسلمين وحشة ظاهرة وفرقة واضحة!
فترى أحدهم يمر بجوار أخيه المسلم ولا يلقي عليه تحية الإسلام. والبعض يلقي السلام على من يعرف فقط،
وآخرون يتعجبون أن يلقى عليهم السلام من أُناس لا يعرفونهم! حتى استنكر أحدهم من ألقى إليه السلام وقال متسائلاً: هل تعرفني؟!
وهذا كله من مخالفة أمر الرسول حتى تباعدت القلوب، وكثرت الجفوة، وزادت الفرقة.
يقول : { لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا. ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم }[رواه مسلم].




وفي الحديث المتفق عليه أن رجلاً سأل رسول الله : أي الإسلام خير؟ قال:
{ تطعم الطعماء، وتقر السلام على من عرفت ومن لم تعرف }.
وفي هذا حثّ على إشاعة السلام بين المسلمين، وأنه ليس مقتصراً على معارفك وأصحابك فحسب! بل للمسلمين جميعاً.
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يغدو إلى السوق ويقول:
إنما نغدو من أجل السلام، فنسلم على من لقيناه "
قال الإمام النووي رحمه الله:
( واعلم أن ابتداء السلام سنة ورده واجب، وإن كان المُسلم جماعة فهو سنة كفاية في حقهم، وإذا سلم بعضهم حصلت سنة السلام في حق جميعهم، فإن كان المسلم عليه واحد تعين عليه الرد، وإن كانوا جماعة كان الرد فرض كفاية في حقهم، فإن رد واحد منهم سقط الحرج عن الباقين، والأفضل أن يبتدئ الجميع بالسلام وأن يرد الجميع)

صيغ السلام:

قال النووي: ( وأفضل السلام أن يقول: ( السلام عليكم ) فإن كان المُسلم عليه واحداً فأقله ( السلام عليك ) والأفضل أن يقول: ( السلام عليكم ) ليتناوله وملكيه، وأكمل منه أن يزيد ( ورحمة الله ) وأيضاً ( وبركاته )، ولو قال: ( سلام عليكم ) أجزأه.

رد السلام:

يقول الإمام النووي: ( وأما صفة الرد، فالأفضل والأكمل أن يقول: ( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ) فيأتي بالواو ( التي تسبق عليكم ) فلو حذفها جاز وكان تاركاً للأفضل، ولو اقتصر على ( وعليكم السلام ) أو ( عليكم السلام ) أجزأه، ولو اقتصر على ( عليكم ) لم يجزأه بلا خلاف، ولو قال: ( وعليكم ) بالواو، ففي إجزائه وجهان لأصحابنا ).

مراتب السلام:
السلام ثلاث مراتب: أعلاها وأكملها وأفضلها: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم دون ذلك السلام عليكم ورحمة الله وأقله السلام عليكم.
والمسلم إما أن يأخذ أجراً كاملاً،
وإما أن يأخذ دون ذلك، على حسب السلام، ولذلك ورد أن رجلاً دخل المسجد ورسول الله جالس وأصحابه عنده فقال الداخل: ( السلام عليكم )،
فقال : { وعليكم السلام، عشر} ثم بعد ذلك دخل رجل آخر فقال: ( السلام عليكم ورحمة الله )، فقال : { وعليكم السلام ورحمة الله، عشرون } ثم بعد ذلك دخل رجل آخر فقال: ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته )
فقال رسول الله : { وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ثلاثون }
[ رواه أبو داود والترمذي]،
أي :عشر وعشرون وثلاثون حسنة
لعق اليد بعد الأكل ."
قال علية الصلاة والسلام :
( إذا أكل أحدكم فلا يمسح يده حتى يَلعَقَها ، أ,و يُلعِقَها )
رواهـ البخاري 



قال الشيخ الألباني رحمه الله :


و في الحديث أدب جميل من آداب الطعام الواجبة ألا وهو 
لعق الأصابع و مسح الصحفة بها . و قد أخل بذلك أكثر 
المسلمين اليوم متأثرين في ذلك بعادات أوربا الكافرة 
وآدابها القائمة على الاعتداد بالمادة و عدم الاعتراف
بخالقها و الشكر له على نعمه . فليحذر المسلم من أن
يقلدهم في ذلك فيكون منهم لقوله صلى الله عليه وسلم :
" ... و من تشبه بقوم فهو منهم " .
و إنما قلت : " ... الواجبة " لأمره صلى الله عليه 
وسلم بذلك , و نهيه عن الإخلال به .
فكن مؤمنا يأتمر بأمره صلى الله عليه وسلم وينتهي 
عما نهى عنه , ولا تبال بالمستهزئين الذين يصدون 
عن سبيل الله من حيث يشعرون أو لا يشعرون .



ملاحظـــــــة :
بعض الناس قد يفهم من الأمر بلعق

الاصابع أن ذلك يكون أثنـاء أكـل الطعام فتراه يعلق
أصابعه ثم يعيدها إلى الطعام وعليها شيئ من لعابه،
فهذا الفعل فهم خاطىء واللعق يكون فى آخر الطعام
عند الفراغ منه وليس في أثنائه، كما جاء مبينا في
بعض طـرق الأحـاديث الـواردة في البـاب ، ومنهـا 
ما رواه مسلم قال : حَدَّثَنَا ‏‏مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ،
قال ‏حَدَّثَنَا ‏أَبِي ، قال ‏حَدَّثَنَا ‏هِشَامٌ ‏، ‏عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
ابْنِ سَعْدٍ ‏‏أَنَّ ‏عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ‏‏أَوْ عَبْدَ اللَّهِ 
ابْنَ كَعْبٍ ‏ ‏أَخْبَرَهُ عَنْ ‏أَبِيهِ ‏كَعْبٍ ‏‏أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ ‏أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
" ‏كَانَ 
‏يَأْكُلُ بِثَلَاثِ أَصَابِعَ
فَإِذَا فَرَغَ لَعِقَهَا "‏ 


صحيح مسلم كتاب الأشربة باب ‏استحباب لعق الأصابع

 (17)
" النوم على طهــارة "


عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ ،
ثُمَّ قُلْ : اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ ،
لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ ؛
فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ ) . 

قَالَ : فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا بَلَغْتُ : اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ ،
قُلْتُ : وَرَسُولِكَ . قَالَ : ( لَا ؛ وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ ) . 
قال الإمام الترمذي رحمه الله ، عقب روايته لهذا الحديث في "سننه" (3574) : "
ولا نعلم في شيء من الروايات ذكر الوضوء [ يعني : عند النوم ] إلا في هذا الحديث" انتهى . 
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله : 
قَوْله فَتَوَضَّأْ وُضُوءَك لِلصَّلَاةِ ) الْأَمْر فِيهِ لِلنَّدَبِ .




وَلَهُ فَوَائِد :
" مِنْهَا أَنْ يَبِيت عَلَى طَهَارَة لِئَلَّا يَبْغَتهُ الْمَوْت فَيَكُون عَلَى هَيْئَة كَامِلَة ,
وَيُؤْخَذ مِنْهُ النَّدْب إِلَى الِاسْتِعْدَاد لِلْمَوْتِ بِطَهَارَةِ الْقَلْب لِأَنَّهُ أَوْلَى مِنْ طَهَارَة الْبَدَن .. ،
وَيَتَأَكَّد ذَلِكَ فِي حَقّ الْمُحْدِث وَلَا سِيَّمَا الْجُنُب وَهُوَ أَنْشَط لِلْعَوْدِ , 
وَقَدْ يَكُون مُنَشِّطًا لِلْغُسْلِ ، فَيَبِيت عَلَى طَهَارَة كَامِلَة .
وَمِنْهَا أَنْ يَكُون أَصْدَق لِرُؤْيَاهُ وَأَبْعَد مِنْ تَلَعُّب الشَّيْطَان بِهِ " . انتهى .(18)
" نفض الفراش قبل النوم "

عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 
إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ ،
ثُمَّ يَقُولُ : بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي ، وَبِكَ أَرْفَعُهُ ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا ،
وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ ) .
رواه البخارى



قال النووي رحمه الله في "شرح مسلم" :
( دَاخِلَة الْإِزَار ) : طَرَفه ,
وَمَعْنَاهُ : أَنَّهُ يُسْتَحَبّ أَنْ يَنْفُض فِرَاشه قَبْل أَنْ يَدْخُل فِيهِ ,
لِئَلَّا يَكُون فِيهِ حَيَّة أَوْ عَقْرَب أَوْ غَيْرهمَا مِنْ الْمُؤْذِيَات ,
وَلْيَنْفُضْ وَيَدُهُ مَسْتُورَة بِطَرَفِ إِزَاره , لِئَلَّا يَحْصُل فِي يَده مَكْرُوه إِنْ كَانَ هُنَاكَ " انتهى .
وبهذا تعلم أن نفض الفراش يكون عند إرادة النوم ، ويكون بطرف ثوبك أو غيره .
موقع الاسلام سؤال وجواب
(19)

"
المضمضة والاستنشاق من غرفة واحدة "

الصحيح الثابت في السنة النبوية في أحاديث وصف وضوء النبي صلى الله عليه وسلم
أن يُجمع بين المضمضة والاستنشاق في غَرفة واحدة يتمضمض ويستنشق منها ،
يفعل ذلك ثلاث مرات من ثلاث غرفات .
روى البخاري (191) ومسلم (235)
عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه في وصف وضوء النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( ثم مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ مِنْ كَفَّةٍ وَاحِدَةٍ ، فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلاَثًا ) ،


وبوب عليه البخاري رحمه الله بقوله : باب من مضمض واستنشق من غرفة واحدة .
وفي رواية للبخاري: ( فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ مِنْ غَرْفَةٍ وَاحِدَةٍ ) .
قال النووي رحمه الله :
" وعلى أي صفة وصل الماء إلى الفم والأنف حصلت المضمضة والاستنشاق ،
والأفضل أن يتمضمض ويستنشق بثلاث غرفات ، يتمضمض من كل واحدة ، ثم يستنشق منها .
وبه جاءت الأحاديث الصحيحة في البخاري ومسلم وغيرهما ،
وأما حديث الفصل فضعيف وهو حديث : رأيته يفصل بين المضمضة والاستنشاق ) رواه أبو داود
، فيتعين المصير إلى الجمع بثلاث غرفات كما ذكرنا ؛ لحديث عبد الله بن زيد "
انتهى باختصار .
"شرح مسلم" (3/105-106) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" الجمع بين المضمضة والاستنشاق بماء واحد أفضل من أن يفصل كل واحد بماء ؛
لأن في حديث عبدالله بن زيد في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم :
(
 أنه مضمض واستنشق واستنثر ثلاثا بثلاث غرفات ) 
الإسلام سؤال وجواب
(20)


( قولك لمن تحبه فى الله " إنى أحبك فى الله)


قال عليه الصلاة والسلام:

إذا أحب الرجل اخاه فيخبره انه يحبه "
حديث صحيح رواه أبو داود

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 567x425 .




(21)
" سجود الشكر"

قالَ أَبِي دَاوُد فِي سُنَنِهِ : حَدَّثَنَا ‏‏مَخْلَدُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: ‏حَدَّثَنَا ‏أَبُو 
عَاصِمٍ ، قَال :‏‏عَنْ ‏أَبِي بَكْرَةَ بَكَّارِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ،‏‏أَخْبَرَنِي ‏‏أَبِي 
‏عَبْدُ الْعَزِيز‏،عَنْ ‏أَبِي بَكْرَةَ ،‏عَنْ النَّبِيِّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏:
أَنَّهُ كَانَ ‏‏إِذَا جَاءَهُ أَمْرُ سُرُورٍ أَوْ بُشِّرَ بِهِ خَرَّ سَاجِدًا شَاكِرًا لِلَّهِ "

حديث صحيح صححه الشيخ الألباني في صحيح
سنن ابى داوود
نوجز الكلام على " سجود الشكر " في النقاط التالية :
1. سجود الشكر من أعظم ما يشكر به العبد ربه جل وعلا ؛ لما فيه من الخضوع لله بوضع أشرف الأعضاء - وهو الوجه - على الأرض ، ولما فيه من شكر الله بالقلب ، واللسان والجوارح .
2. سجود الشكر من السنن النبوية الثابتة التي هجرها كثير من الناس .
3. الخلاف في مشروعية سجود الشكر يعدُّ خلافاً ضعيفاً ؛ لمخالفته ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن كثير من أصحابه رضي الله عنهم في ذلك .
4. سجود الشكر يُشرع كلما حصلت للمسلمين نعمة عامة ، أو اندفعت عنهم نقمة ، أو حصلت للمسلم نعمة خاصة ، سواء تسبب في حصولها ، أو لم يتسبب ، وكلما اندفعت عنه نقمة .
قال الإمام الشوكاني - رحمه الله - : 
فإن قلتَ : نعَمُ الله على عباده لا تزال واردة عليه في كل لحظة ؟ قلت : المراد النعَم المتجددة التي يمكن وصولها ويمكن عدم وصولها ، ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسجد إلا عند تجدد تلك النعم مع استمرار نعم الله سبحانه وتعالى عليه وتجددها في كل وقت .
" السيل الجرار " (1/175).
5. الصحيح أنه لا يشترط لسجود الشكر ما يشترط للصلاة ، من الطهارة ، وستر العورة – ومنه الحجاب للمرأة - ، واستقبال القبلة ، وغيرها .وهذا قول كثير من السلف ، واختاره بعض المالكية ، وكثير من المحققين ، كابن جرير الطبري ، وابن حزم ، وشيخ الإسلام ابن تيمية ، وابن القيم ، والشوكاني ، والصنعاني ، ورجحه كثير من مشايخنا ، ومنهم : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، والشيخ محمد بن صالح بن عثيمين ، والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين – رحمهم الله - ، وغيرهم .
خلافاً لمن اشترط لسجود الشكر ما يشترط للنافلة ، وهو مذهب الشافعية ، وقال به أكثر الحنابلة ، وبعض الحنفية ، وبعض المالكية .
ومما استدل به أصحاب القول الأول :
أ. أن اشتراط الطهارة ، أو غيرها من شروط الصلاة لسجود الشكر : يحتاج إلى دليل ، وهو غير موجود ، إذ لم يأت بإيجاب هذه الأمور لهذا السجود كتاب ، ولا سنَّة ، ولا إجماع ، ولا قياس صحيح ، ولا يجوز أن نوجب على أمة محمَّد صلى الله عليه وسلم أحكاماً لا دليل عليها.
ب. أن ظاهر حديث أبي بكرة – " أنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا جَاءَهُ أَمْرُ سُرُورٍ أَوْ بُشِّرَ بِهِ خَرَّ سَاجِدًا شَاكِرًا لِلَّهِ " رواه الترمذي ( 1578 ) وحسَّنه ، وأبو داود ( 2774 ) وابن ماجه ( 1394 ) - وغيره من الأحاديث التي روي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد سجود الشكر ، تدل على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يتطهر لهذا السجود ، فخروره صلى الله عليه وسلم مباشرةً يدل على أنه كان يسجد للشكر بمجرد وجود سببه ، سواء كان محدثا ، أم متطهراً ، وهذا أيضا هو ظاهر فعل أصحابه رضي الله عنهم .
ج. أنه لو كانت الطهارة - أو غيرها من شروط الصلاة - واجبة في سجود الشكر : لبيَّنها النبي صلى الله عليه وسلم لأمَّته ؛ لحاجتهم إلى ذلك ، ومن الممتنع أن يفعل النبي صلى الله عليه وسلم هذا السجود ويسنُّه لأمته وتكون الطهارة - أو غيرها - شرطاً فيه ، ولا يسنُّها ، ولا يأمر بها صلى الله عليه وسلم أصحابَه ، ولا يروى عنه في ذلك حرف واحد .
د. أن سبب سجود الشكر يأتي فجأة ، وقد يكون من يريد السجود على غير طهارة ، وفي تأخير السجود بعد وجود سببه حتى يتوضأ أو يغتسل : زوالٌ لسرِّ المعنى الذي شُرع السجود من أجله .
هـ. أن هذه الشروط من الطهارة وغيرها إنما تشترط للصلاة ، ومما يدل على ذلك ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ الْخَلاءِ فَأُتِيَ بِطَعَامٍ فَذَكَرُوا لَهُ الْوُضُوءَ فَقَالَ : ( أُرِيدُ أَنْ أُصَلِّيَ فَأَتَوَضَّأَ ) – رواه مسلم ( 374 ) - وسجود الشكر ليس صلاة ؛ لأنه لم يرد في الشرع تسميته صلاة ، ولأنه ليس بركعة ولا ركعتين ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسن له تكبيراً ولا سلاماً ولا اصطفافاً ولا تقدم إمام ، كما سنَّ ذلك في صلاة الجنازة وسجدتي السهو بعد السلام وسائر الصلوات ، فلا يشترط لسجود الشكر ما يشترط للصلاة .
و. قياس السجود المجرد على سائر الأذكار التي تفعل في الصلاة وتشرع خارجها ، كقراءة القرآن - التي هي أفضل أجزاء الصلاة وأقوالها ، وكالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل ، فكما أن هذه الأمور لا تشترط لها الطهارة إذا فعلت خارج الصلاة - مع أنها كلها من أجزاء الصلاة - : فكذلك السجود المجرد .
قال علماء اللجنة الدائمة :
الصحيح : أن سجود الشكر وسجود التلاوة لتالٍ أو مستمع : لا تشترط لهما الطهارة ؛ لأنهما ليسا في حكم الصلاة .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن قعود .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 7 / 263 ) .
6. القول الراجح في صفة سجود الشكر أنه لا يجب فيه تكبير في أوله ، أو في آخره ، أو تشهد ، أو سلام ،
وهذا هو المنصوص عن الإمام الشافعي ، وهو قول الإمام أحمد في رواية عنه ، وهو وجه في مذهب الشافعية ؛ لعدم ثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم .

وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى أنه لا يشرع في هذا السجود تشهد أو سلام ، بل هو بدعة ، لا يجوز فعله .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
وأما سجود التلاوة والشكر : فلم يَنقل أحدٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه أن فيه تسليماً ، ولا أنهم كانوا يسلمون منه ، ولهذا كان أحمد بن حنبل ، وغيره من العلماء : لا يعرفون فيه التسليم ، وأحمد في إحدى الروايتين عنه لا يسلِّم فيه ؛ لعدم ورود الأثر بذلك ، وفي الرواية الأخرى يسلِّم واحدة ، أو اثنتين ، ولم يثبت ذلك بنصٍّ ، بل بالقياس ، وكذلك من رأى فيه تسليماً من الفقهاء ليس معه نصٌّ ، بل القياس أو قول بعض التابعين .
" مجموع الفتاوى " ( 21 / 277 ) .
وقال – رحمه الله – عن سجود التلاوة والشكر - :
فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمِّ ذلك صلاة ، ولم يشرع لها الاصطفاف ، وتقدم الإمام ، كما يشرع في صلاة الجنازة ، وسجدتي السهو بعد السلام ، وسائر الصلوات ، ولا سنَّ فيها النبي صلى الله عليه وسلم سلاماً ، لم يُروَ ذلك عنه ، لا بإسنادٍ صحيح ولا ضعيف ، بل هو بدعة ، ولا جعل لها تكبير افتتاح .
" مجموع الفتاوى " ( 23 / 171 ) .
7.أنه لا يجب فيه ذِكْرٌ معيَّن ، وإنَّما يشرع للساجد أن يقول في سجوده ما يناسب المقام ، من حمد الله وشكره ودعائه واستغفاره ، ونحو ذلك .
قال الشوكاني - رحمه الله - : 
فإن قلت : لم يرِد في الأحاديث ما كان يقوله صلى الله عليه وسلم في سجود الشكر ، فماذا يقول الساجد للشكر ؟ قلت : ينبغي أن يستكثر من شكر الله عز وجل ؛ لأن السجود سجود شكر .
" السيل الجرار " ( 1 / 286 ) .
8. أنه لا يسجد للشكر إذا بُشِّر بما يسره وهو يصلي . 
لأن سبب السجود ، في هذه الحالة ليس من الصلاة ، وليس له تعلق بها ، فإن سجد متعمِّداً : بطلت صلاته ، كما لو زاد فيها سجوداً متعمداً ، أو سجد فيها لسهو صلاة أخرى ، وكما لو صلى فيها صلاة أخرى ، وهذا القول هو مذهب الشافعية ، وقال به أكثر الحنابلة .
وقال بعض الحنابلة : إنه يستحب سجود الشكر في هذه الحالة ، قياساً على سجود التلاوة .
ويمكن أن يناقش دليلهم : بأن ما ذكروه من القياس غير صحيح ؛ لأنه قياس مع الفارق ، فإن سجود التلاوة سببه من أفعال الصلاة ، وهو القراءة ، أما سجود الشكر : فسببه من خارج الصلاة .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
مَن سَجَدَ سَجْدةَ الشُّكر عالماً بالحُكم ، ذاكِراً له : فإنَّ صلاتَه تبطُلُ ... .
وما ذكرَه المؤلِّفُ صحيحٌ ؛ أي : أنَّ الصَّلاة تبطلُ بسُجودِ الشُّكرِ ؛ لأنَّه لا علاقة له بالصَّلاة ، بخلافِ سُجودِ التِّلاوة ؛ لأن سُجودَ التِّلاوةِ لأمرٍ يتعلَّق بالصَّلاة ، وهو القِراءة .
" الشرح الممتع على زاد المستقنع " ( 4 / 107 ، 108 ) .
9. سجود الشكر يُشرع للراكب على الراحلة بالإيماء ، ويومئ على قدر استطاعته .
10. أنه يجوز قضاء سجود الشكر إذا لم يتمكن من أدائه في وقته .
وإذا بُشِّر الإنسان بما يسرُّه ، أو حصلت له نعمة ولم يسجد ، ولم يأت له عذر في ترك السجود عند حصول سببه : فقد ذكر بعض أهل العلم أنه لا يشرع له قضاء هذا السجود بعد ذلك ؛ وذلك لأنه غير معذور في تأخير السجود .
انظر " حاشية قليوبي " ( 1 / 209 ) . 

انتهى ملخَّصاً مرتَّباً – بزيادة يسيرة - من بحث بعنوان " سجود الشكر وأحكامه في الفقه الإسلامي " ، إعداد : الدكتور : عبد الله بن عبد العزيز الجبرين وفقه الله .
نشره في " مجلة البحوث الإسلامية " ( 36 / 267 – 309 ) .

والله أعلم


الإسلام سؤال وجواب(22) 
" 
كفارة المجلس "
فعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : 
مَنْ جَلَسَ مَجْلِساً كَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ ،فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ :
" سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ
أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ في مَجْلِسِهِ ذَلِكَ " )

رواه أحمد وأبو داوود .
وعند الترمذي
" سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك".


(23) 
" دعاء الركوب 
"

حين تركب انت سيارتك وأنتِ حين تركبين سيارة الأجرة أو الباص هل فكرتم يوما أن تدعوا دعاء الركوب ؟؟؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن أهل العلم من ذهب إلى قصر استحباب دعاء الركوب على السفر فقط.
وهذا ما ذهب إليه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله؛ إذ قال في مجموع الفتاوى:
دعاء الركوب إنما يستحب عند ركوب العبد للدابة، أو السيارة، أو الطائرة، أو الباخرة أو غيرها لقصد السفر.
أما الركوب العادي في البلد أو في المصعد فلا أعلم في الأدلة الشرعية ما يدل على شرعية قراءة دعاء السفر.
ومعلوم عند أهل العلم أن العبادات كلها توقيفية،
لا يشرع منها إلا ما دل عليه الدليل من الكتاب أو السنة أو الإجماع الصحيح.


ومن أهل العلم من ذهب إلى استحباب دعاء الركوب عند الركوب عموما سفر أو حضرا.
وممن ذهب إلى ذلك سماحة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله،
فقد سئل: هل يلزم في ركوب الدابة كلما ركب الدابة قرأ دعاء الركوب ؟

فأجاب رحمه الله:

ظاهر القرآن أن الإنسان كلما ركب على البعير، أو السيارة، أو السفينة،
أو القطار أن يقول: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ. 
لقاءات الباب المفتوح -اللقاء الخامس
وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية ما نصه: يسن للراكب إذا استوى على دابته أن يكبر ثلاثا ثم يقرأ آية: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ. ويدعو بالدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم فعن علي بن ربيعة قال: شهدت عليا رضي الله عنه أتي بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: بسم الله، فلما استوى على ظهرها قال: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ. ثم قال:... إلخ

وإذا ركب للسفر دعا بما جاء في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا ثم قال: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى... إلخ.

والله أعلم.


إسلام ويب


هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 599x422 .
(24) 
" الأستئذان ثلاثاً "
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
سلم عبد الله بن قيس على عمر
بن الخطاب ثلاث مرات فلم يؤذن له فرجع ، فأرسل عمر بن الخطاب في
أثره فقال : لم رجعت ؟ قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : (( إذا سلم أحدكم ثلاثا فلم يُجَب فليرجع )) 
رواه البخاري ومسلم


فأين حالنا من هدي السلف في الإستئذان ؟ يستأذن الرجل فلا ينصرف حتى
يوقظ النائم ، ويفزع الصغير ، وربما استأذن في أوقات النهي المحددة في آيةالإستئذان




قال الله تعالى:
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ
مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ
لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ
لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ))
[النور : 58]


وربما يستخدم كل وسيلة ثلاثا : القرع ثلاثا ، فإن لم يجب فالجرس ، فإن لم يجب
فالنداء بالصوت ثلاثا ، فإن لم يجب فربما استعمل الهاتف .

الحكمة من تثليث الاستئذان 
قال ابن عبد البر في التمهيد : قال بعضهم: المرة الأولى من الاستئذان:
استئذان ، والمرة الثانية: مشورة ، هل يؤذن في الدخول أم لا ،
والثالثة: علامة الرجوع ولايزيد على الثلاث. أهـ 


السلام أم الاستئذان 
قال النووي في شرح صحيح مسلم :
أجمع العلماء أن الاستئذان مشروع وتظاهرت به دلائل القرآن والسنة وإجماع الأمة ،
والسنة أن يسلم ويستأذن ثلاثا فيجمع بين كلاهما السلام والاستئذان كما صرح به القرآن ،
واختلفوا في أنه هل يستحب تقديم السلام ثم الاستئذان أو تقديم الاستئذان ثم السلام ؟ 

الصحيح الذي جاءت به السنة وقاله المحققون أنه يقدم السلام فيقول : السلام عليكم أأدخل ؟
والثاني : يقدم الاستئذان ، والثالث : هو اختيار الماوردي من أصحابنا إن وقعت عيني المستأذن على صاحب المنزل
قبل دخوله قدم السلام ولا يقدم الاستئذان ، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثان في تقديم السلام. 


والله المستعان
(25) 
" المضمضة بعد شرب اللبن ونحوه"

عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
" شرب لبنًا فمضمض وقال: إن لـه دسمًا".
[البخاري ومسلم ].

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 800x600 .

قال ابن حجر في الفتح
(
فيه بيان العله للمضمضة من اللبن فيدل على استحبابها من كل شيء دسم) .
المرجع : مختصر لكتاب الوصية ببعض السنن شبه المنسية

قال الشيخ عبد المحسن العباد في شرح الترمذي : عندما سئل :
هل يقاس الحليب على اللبن ؟
أجاب حفظه الله : والحليب مثل اللبن الدسومة موجودة في هذا وفي هذا وقد يكون أشد من اللبن
لأن اللبن اُخرج منه الدهن ولكن بقي له بقايا وأما الحليب فالدهن موجود فيه لم يخرج
واللبن يطلق على الحليب " شَرب اللبن أو يُرضع اللبن "
لكن اللبن يطلق على المخيض الذي أخرج زبده ودهنه والحليب هو الذي لم يخرج منه
ويطلق على الحليب أنه لبن مثل ما يقال رضع اللبن أي رضع الحليب .
إنتهى كلامه حفظه الله 

فيمكن هنا أن نقول أنّ العلة دائرة حول الدسم فإن وجد دسم
تستحب المضمضة في اللبن والحليب أو أي شيء له دسم
كما أفاده الحافظ في الفتح لحديث ابن عباس الذي رواه الشافعي وقال فيه ابن عباس لو لم أتمضمض ماباليت .


(26) 

" كف الصبيان عند جنح الليل"
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ ، وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا ، وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا ، وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ 
رواه البخاري (3280) ومسلم (2012) ،
وبوب عليه النووي بقوله : باب الأمر بتغطية الإناء ،
وإيكاء السقاء ، وإغلاق الأبواب ،
وذكر اسم الله عليها ، وإطفاء السراج والنار عند النوم ،
وكف الصبيان والمواشي بعد المغرب .

وروى مسلم (2013) عن جابر رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لَا تُرْسِلُوا فَوَاشِيَكُمْ – أي كل ما ينتشر من ماشية وغيرها - وَصِبْيَانَكُمْ إِذَا غَابَتْ الشَّمْسُ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْبَعِثُ إِذَا غَابَتْ الشَّمْسُ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ ) .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ـ في الحديث الأول ـ :
( جُِنح الليل ) هو بضم الجيم وبكسرها ، والمعنى : إقباله بعد غروب الشمس ، يقال : جنح الليل : أقبل . 
قوله : ( فخلوهم ) قال ابن الجوزي : إنما خيف على الصبيان في تلك الساعة ،
لأن النجاسة التي تلوذ بها الشياطين موجودة معهم غالبا ، 
والذكر الذي يحرز منهم مفقود من الصبيان غالبا ،
والشياطين عند انتشارهم يتعلقون بما يمكنهم التعلق به ،

فلذلك خيف على الصبيان في ذلك الوقت . 
والحكمة في انتشارهم حينئذ أن حركتهم في الليل أمكن منها لهم في النهار ؛ 
لأن الظلام أجمع للقوى الشيطانية من غيره ، وكذلك كل سواد " انتهى. 
" فتح الباري " (6/341)
-------------
وقال الإمام النووي رحمه الله :
" هذا الحديث فيه جمل من أنواع الخير والأدب الجامعة لمصالح الآخرة والدنيا ،
فأمر صلى الله عليه وسلم بهذه الآداب التي هي سبب للسلامة من إيذاء الشيطان ، 
وجعل الله عز وجل هذه الأسباب أسبابا للسلامة من إيذائه ، فلا يقدر على كشف إناء ،ولا حل سقاء ، ولا فتح باب ، ولا إيذاء صبي وغيره إذا وجدت هذه الأسباب 
وهذا كما جاء في الحديث الصحيح أن العبد إذا سمى عند دخول بيته 
قال الشيطان : ( لا مبيت )أي : لا سلطان لنا على المبيت عند هؤلاء ،
وكذلك إذا قال الرجل عند جماع أهله :
( اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ) 

كان سبب سلامة المولود من ضرر الشيطان ، وكذلك شبه هذا مما هو مشهور في الأحاديث الصحيحة . 
وفى هذا الحديث الحث على ذكر الله تعالى في هذه المواضع ، ويلحق بها ما في معناها ، 
قال أصحابنا : يستحب أن يذكر اسم الله تعالى على كل أمر ذي بال ،
وكذلك يحمد الله تعالى في أول كل أمر ذي بال ، للحديث الحسن المشهور فيه . 
قوله ( جنح الليل ) هو بضم الجيم وكسرها ، لغتان مشهورتان ،
وهو ظلامه ، ويقال : أجنح الليل : أي : أقبل ظلامه ، وأصل الجنوح الميل .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( فكفوا صبيانكم ) أي : امنعوهم من الخروج ذلك الوقت .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( فإن الشيطان ينتشر)أي : جنس الشيطان ،
ومعناه أنه يخاف على الصبيان ذلك الوقت من إيذاء الشياطين لكثرتهم حينئذ . والله أعلم " انتهى.
" شرح مسلم " (13/185)



 وسئلت اللجنة الدائمة السؤال الآتي :
" في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري :
( إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم )
ثم جاء فيه : ( وأطفئوا مصابيحكم ) فهل هذا الأمر للوجوب ؟؟؟
وإن كان للاستحباب فما هي القرينة الصارفة له عن الوجوب ؟؟؟
فأجابت :
" هذه الأوامر الواردة في الحديث محمولة على الندب والإرشاد عند أكثر العلماء ،
كما نص عليه جماعة من أهل العلم ، منهم : ابن مفلح في " الفروع " (1/132) ،
والحافظ ابن حجر في " فتح الباري " (11/87) والله أعلم " انتهى.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (26/317)
والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب
 (27)

" التأخر فى الطريق للنساء"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((إستأخرن ؛ فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق. فكانت المرأة تلتصق بالجدار ،
حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به )) 

الراوي: أبو أسيد المحدث: الألباني المصدر: صحيح أبي داود

إن من آداب مشي النساء مع الرجال في الطريق ألا يمشين في وسط الطريق حيث يكون فيه الرجال،
وإنما يمشين في الجوانب، ووسط الطريق يكون للرجال، بحيث لا تزاحم النساء الرجال،
وتكون بعيدة عن مزاحمتهم في حافات الطريق وجانبيه، ولا تمشي في وسطه،
فالوسط إنما هو للرجال، فهذا من الآداب التي جاء بها الإسلام،
وأنه عند وجود النساء مع الرجال في الطريق لا يختلطن أو يمتزجن معهم،
وإنما يسلكن الجوانب وهم في الوسط.
وقد أورد أبو داود حديث أبي أسيد الأنصاري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
يقول وهو خارج من المسجد، فاختلط الرجال مع النساء في الطريق،
فقال: (استأخرن، فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق).
(استأخرن) أي: عن الرجال، (فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق) أي: أن تمشين في وسطه،
(عليكن بحافات الطريق) وهي جوانبه، فكانت المرأة تلتصق بالجدار
وتقرب من الجدار حتى إن ثوبها يعلق بالجدار من شدة قربها منه، والتصاقها به

(28)
" سؤال الله من فضله عند سماع صوت الديك
والاستعاذة من الشيطان عند سماع نهيق
الحمار ونباح الكلب "
عن أبي هريرة رضي الله عنه عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال
(إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت مَلَكَاً وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنه رأى شَيطاناً) 
رواه البخاري ومسلم.
قوله (إذا سمعتم نهيق الحمير).
زاد النسائي وأبو داود والحاكم من حديث جابر (ونباح الكلاب).


* قال القاضي عياض:
سببه رجاء تأمين الملائكة على الدعاء واستغفارهم وشهادتهم بالتضرع والإخلاص"
و قال أيضاً: " وفائدة الأمر بالتعوذ لما يخشى من شر الشيطان وشر وسوسته فيلجأ إلى الله في ذلك".أ.هـ

* قال الفيروزبادي في عون المعبود:"قيل في الحديث دلالة على نزول الرحمة عند حضور أهل الصلاح فيستحب الدعاء في ذلك الوقت وعلى نزول الغضب عند رؤية أهل المعصية فيستحب التعوذ"
* قال المباركفوري في تحفة الأحوذي : 
( الديكة)"جمع ديك وهو ذكر الدجاجة وللديك خصيصته ليست لغيره من معرفته الوقت الليلي فإنه يقسط أصواته فيها تقسيطاً لا يكاد يتفاوت ويوالي صباحه قبل الفجر وبعده لا يكاد يخطئ سواء طال الليل أم قصر" أ.هـ
قال الشيخ ابن باز رحمه الله
----------
شرع لنا عند صياح الديك أن نسأل الله من فضله،
قال النبي
(إذا سمعتم صياح الديك فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكاً)، وعند نهيق الحُمر ونباح الكلاب يتعوذ الإنسان بالله من الشيطان الرجيم فإنها رأت شيطاناً، هذا مأمورٌ به، وهذا الأمر يرجى أن تجاب فيه الدعوة، لكن ما أعلم فيه صريحاً أنها تجاب الدعوة، لكن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا يؤخذ منه أنه حري بالإجابة في هذا؛ لأنه امتثل أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا قال: اللهم اغفر لي، اللهم أعطني من فضلك، أو اللهم أدخلني الجنة عند سماع صوت الديكة فيرجى له الخير؛ لأنه امتثل أمر النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الرسول قال:
(إذا سمعتم صياح الديك فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكاً، وإذا سمعتم نهيق الحُمر- وفي اللفظ الآخر: ونباح الكلاب- فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطاناً).


(29)
" صوم ثلاثة أيام من كل شهر"

عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
( صم في كل شهر ثلاثة فإن لك بكل حسنة عشرة أمثالها فإن ذلك صيام الدهر)
متفق عليه.



ويستحب أن تكون الأيام البيض لحديث أبي ذر قال :
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
( إذا صمت من الشهر ثلاثاً فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة). 
رواه الترمذي وقال حديث حسن.

*وحديث قتادة بن ملحان عند أصحاب السنن بلفظ
" كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يأمرنا أن نصوم البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة وقال : هي كهيئة الدهر".

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 632x492 .
وجاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال :
( أوصاني خليلي صلي الله عليه وسلم بثلاث : صيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أنام )
قال الحافظ ابن حجر :
الذي يظهر أن المراد بها البيض.

*و جاء في فضل الصيام حديث أبي هريرة في الصحيحين
أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
"قال الله :كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به وفي رواية : والحسنة بعشرة أمثالها والصيام جُنَّة...... والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما :إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصيامه 
وجاء في رواية مسلم " والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به "

* قال النووي "
استحباب الثلاثة هي أيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر.


 




وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، هل لابد أن تكون في الأيام البيض فقط ؟ أم يجوز أن يصام منها ثلاثة أيام من أي يوم في الشهر ؟
فأجاب : 
" يجوز للإنسان أن يصوم في أول الشهر ، أو وسطه ، أو آخره ، متتابعة ، أو متفرقة ، لكن الأفضل أن تكون في الأيام البيض الثلاثة وهي : ثلاثة عشر ، وأربعة عشر ، وخمسة عشر ،
"قالت عائشة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ، لا يبالي أصامها من أوله ، أو آخر الشهر " انتهى .
"مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (20 /السؤال رقم 376) 

(30)
" صوم يوم الإثنين والخميس"فإن الاثنين والخميس يومان تعرض فيهما أعمال العباد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومهما.

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 600x424 .


روى الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم. "
ويكفيهما هاتان الخصلتان فضلا.

وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ
" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام الاثنين والخميس "

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 567x425 .



ويمكننا احتساب هذه النوايا فى صيامنا :


(1) ابتغاء مرضاة الله تعالى


(2) اتباعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم


(3) أن يباعد اللهُ منك جهنمَ مسيرة مائة عام


يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :


" من صام يوماً في سبيل الله ؛ باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام "


السلسلة الصحيحة ( 6 / 2565 )


(4) أن يجعل الله بينك وبين النار خندقا
كما بين السماء والأرض


يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" من صام يوماً في سبيل الله ؛ جعل الله بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض "
حسن : السلسلة الصحيحة ( 2 / 563 )

(5) أن يشفع لك الصيام يوم القيامة

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوة ؛
فشفعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل ، فشفعني فيه ، قال : فيشفعان "

إسناده صحيح : رواه أحمد ( 2/174 )

(6) أن تدخل من باب الريان يوم القيامة

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إن في الجنة باباً يقال له الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال :
أين الصائمون ؟ فيقومون ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أغلق ؛ فلم يدخل منه أحد "

و في رواية عند ابن خزيمة :

" ....... فإذا دخل آخرهم أغلق ، و من دخل شرب ، و من شرب لم يظمأ أبداً "
رواه البخاري (1896) ، و مسلم (1152) ، و الترمذي (765) ،
و ابن ماجة (1640) ، و النسائي (4/118) ، و ابن خزيمة (1902)

(7) رجاء أن يُختم لك بصيام يوم فتدخل الجنة

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" من خُتم له بصيام يوم ؛ دخل الجنة "

رواه البزار عن حذيفة ، و صححه الألباني في صحيح الجامع (6224)

(8) أن يُرفع عملُك وأنت صائم

عن أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الاثنين والخميس ،
فسألته ؟ فقال : " إن الأعمال تعرض يوم الاثنين والخميس ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم "
صحيح : فتح الباري ( 4 / 278 )

فلنزيد من النوايا والاحتساب

ونسأل الله الكريم أن ننال هذا الفضل العظيم

ولا ننسى إخواننا المسلمين والمسلمات المستضعفين في كل مكان 
فلا نستهين بدعوة ـ حال صيامنا ـ يفتح الله لها أبواب السماء 
فينتصر بها إخواننا .... لا ندري


(31)
"إصلاح ذات البين"
قال - صلى الله عليه وسلم :
(( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله!
قال : إصلاح ذات البين ، فإن فساد ذات البين هي الحالقة ))

صحيح الجامع : ح 2595 .





** لقد غابت هذه السنة المباركة من بين أكثر الناس .. 

فبدلا من أن يسعى الرجل لإصلاح ذات البين وإذا به يمشي بين الناس بالنميمة لإفساد ذات البين - ولا حول ولا قوة إلا بالله - .

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 567x567 .


**فإصلاح ذات البين أمر جليل ولذلك أباح النبي - صلى الله عليه وسلم - الكذب في ثلاث مواطن وكان من بينهما أن يكذب الرجل للإصلاح بين المسلمين المتخاصمين .

قال - صلى الله عليه وسلم :
(( ليس الكذاب بالذي يصلح بين الناس فينمي خيرا ويقول خيرا )) 
متفق عليه .
---------------

التحذير من التخاصم والتقاطع والتدابر : 


حذرنا الله تعالى من التخاصم والتدابر والتقاطع وبغضه إلينا وحبب السلام والأمان والوئام والتوافق إلى خلقه 



فقال تعالى : 



( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا )


وقال تعالى : 



( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) .


وقال الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم : 



( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام ) 



وقال صلى الله عليه وسلم :


( من هجر أخاه فوق سنة فهو كسفك دمه ) 



فبادر أخي الحبيب وأختي الحبيبة إلى إنهاء كل خصومة وكن من الذين يصلحون إذا افسد الناس



واعلم أن إصلاح ذات البين من شعب الإيمان .


إن المكارم كلها لو حصلت ؛؛؛؛؛؛؛؛؛ردعت بجملتها إلى شيئين


تعظيم أمر الله جلا جلاله ؛؛؛؛؛؛؛؛؛والسعي في إصلاح ذات البين


لعله اثر هذا الكلام على قلوبنا وعقولنا وضمائرنا فأزاح عنها غبش وآثار الخصام والتقاطع والتجافي


وان لم يؤثر كل الذي ذكرته أقول لذلك القلب والعقل والضمير ما قاله الشاعر : وعند الله تجتمع الخصوم !! .(32)

" قضاء حوائج المسلمين"


قال - صلى الله عليه وسلم :

(( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة
فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة )) 
متفق عليه .


هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 640x480 .


قال الله تعالى : وَافْـعَـلـُوا الْخـَيـْرَ لَعَـلـَّكـُمْ تُفـْلـِحـُونَ)[الحج: 77] 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ؛ نفس الله عنه كربة من كرب يومالقيامة،
ومن يسر على معسرٍ ؛ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلماً ، 
ستره الله في الدنيا والآخرة.والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ،
ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ؛ سهل الله له طريقاً إلى الجنة. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى 
، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة،
وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن بطأ به عمله؛ لم يسرع به نسبه)) 

رواه مسلم

* فهل يعمل كل مسلم بتلك الوصية النبوية المباركة أم أن أكثر الناس لا ينشغل إلا بنفسه ولسان حاله يقول : نفسي نفسي ؟!!!

* أين الذين كانوا يمشون في حوائج إخوانهم رغبة فيما عند الله ؟
* أين هذا الصنف الكريم الذين كان الله ( عز وجل ) يستعملهم لإدخال السرور والسعادة على المسلمين ؟.
نسأل الله ( عز وجل ) أن يؤلف بين قلوب المسلمين وأن يجمع شتاتهم وأن يجعلهم جميعا كالجسد الواحد
إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .
آآآمين
(33)
الأكل بثلاثة أصابع , ورفع اللقمة عند سقوطها , وإماطة ما بها من أذى وأكلها "

عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال عن أبيه قال:
( كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يأكل بثلاث أصابع ويلعق يده قبل أن يمسحها ).
رواه مسلم وأحمد وأبو داود .

وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه قال
" فلا يمسح يده بالمنديل حتى يَلعَقَها أو يُلعقها ".
رواه البخاري ومسلم.

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 600x450 .


* والعلة من ذلك جاءت في حديث جابر :
( أن النبي صلي الله عليه وسلم أمر بلعق الأصابع والصحفة وقال :
" إنكم لا تدرون في أيِّهِ البركة "
رواه مسلم.

* قال ابن عثيمين "
أنه ينبغي للإنسان أن يأكل بثلاث أصابع ...لكن هذا في الطعام الذي يكفي فيه ثلاث أصابع
أما الطعام الذي لا يكفي فيه ثلاث أصابع مثل الأرز فلا بأس أن تأكل بأكثر".


*قال ابن القيم -رحمه الله – "
... فأنفع الأكل أكله صلي الله عليه وسلم وأكل من أقتدى به بالأصابع الثلاث

* لعق النبي صلي الله عليه وسلم أصابعه سنة ,
والحكمة منها جاءت في حديث جابر قول النبي صلي الله عليه وسلم"لا تدرون في أيِّهِ البركة".
* ذكر بعض الأطباء أن الأنامل –بإذن الله- تفرز إفرازات عند الطعام تعين على هضم الطعام في المعدة .
* إن الشيطان يلازم الإنسان ويرغب في مشاركته حتى في أكله وشربه
وأن أكل اللقمة الساقطة بعد إماطة الأذى منها فيه حرمان للشيطان .
* أن البركة قد تكون فيما أكله الإنسان أو فيما بقي على أصابعه أو فيما بقي في الصحفة أوفي اللقمة الساقطة .
(34)" لبس البياض من الثياب "
عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
(البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم ) 
رواه أحمد وأبو داوود والترمذي.

* فيه استحباب لبس الأبيض من الثياب ,
فقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يلبسه ,
جاء عند البخاري
"أن أبا ذر قال : أتيت النبي صلي الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض"

* وقد رأى النبي صلي الله عليه وسلم ملكين شاركا في غزوة أحد وعليهما ثياب بيض ,
" عن سعد بن أبي قاص رضي الله عنه قال قال : رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم أحد
ومعه رجلان يقاتلان عنه عليهما ثياب بيض كأشد القتال ما رأيتهما قبل ولا بعد " متفق عليه
وزاد مسلم قال سعد :" يعني جبريل وميكائيل ".
قال النووي في شرح هذا الحديث : 
" فيه فضيلة الثياب البيض"
(35)" الاستنثار بعد القيام من النوم "
عن ‏‏أبي هريرة ‏‏رضي الله عنه ‏ -عن النبي ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏‏قال
" ‏‏إذا استيقظ أراه أحدكم من منامه فتوضأ ‏فليستنثر ‏‏ثلاثا فإن الشيطان يبيت على خيشومه "
.صحيح البخاري


حديث أبي هريرة في الأمر بالاستنثار , وفيه ‏
" فإن الشيطان يبيت على خيشومه " ‏ 
والخيشوم بفتح الخاء المعجمة وبسكون الياء التحتانية وضم المعجمة وسكون الواو هو الأنف , وقيل : المنخر , ‏
وقوله : " فليستنثر " ‏
أكثر فائدة من قوله : " فليستنشق " لأن الاستنثار يقع على الاستنشاق بغير عكس ,
فقد يستنشق ولا يستنثر , والاستنثار من تمام فائدة الاستنشاق ,
لأن حقيقة الاستنشاق جذب الماء بريح الأنف إلى أقصاه والاستنثار إخراج ذلك الماء ,
والمقصود من الاستنشاق تنظيف داخل الأنف والاستنثار يخرج ذلك الوسخ مع الماء فهو من تمام الاستنشاق ,
وقيل : إن الاستنثار مأخوذ من النثرة وهي طرف الأنف ,
وقيل : الأنف نفسه , فعلى هذا فمن استنشق , فقد استنثر لأنه يصدق أنه تناول الماء بأنفه أو بطرف أنفه , وفيه نظر .
ثم إن ظاهر الحديث أن هذا يقع لكل نائم ويحتمل أن يكون مخصوصا بمن لم يحترس من الشيطان بشيء من الذكر ,
لحديث أبي هريرة المذكور قبل حديث سعد فإن فيه " فكانت له حرزا من الشيطان " وكذلك آية الكرسي ,
وقد تقدم فيه " ولا يقربك شيطان " ويحتمل أن يكون المراد بنفي القرب هنا أنه لا يقرب من المكان الذي يوسوس فيه
وهو القلب فيكون مبيته على الأنف ليتوصل منه إلى القلب إذا استيقظ ,
فمن استنثر منعه من التوصل إلى ما يقصد من الوسوسة ,
فحينئذ فالحديث متناول لكل مستيقظ . ثم إن الاستنشاق من سنن الوضوء اتفاقا لكل من استيقظ أو كان مستيقظا ,
وقالت طائفة بوجوبه في الغسل وطائفة بوجوبه في الوضوء أيضا ,

فتح الباري بشرح صحيح البخاري 


(36)
" صلاة الضحى "

في صحيح مسلم والنسائي و غيرهما في الحديث الصحيح 
من حديث أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( يصبح على كل سُلامي من أحدكم صدقة فكل تسبيحه صدقة وكل تحميده صدقة
وكل تهليله صدقة وكل تكبيرة صدقة أمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة
ويجزي من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى 
فصلاة الضحى أنها تجزي عن الصدقة التي تصبح على مفاصل الإنسان في كل يوم وهي ثلاثمائة وستون مفصلاً ) 

كما أخرجه الإمام مسلم 



فالجسم فيه ثلاثمائة وستون مفصلاً لابد من التصدق عنها كلها 
، ويجزي عن ذلك أي يقوم مقام ذلك ركعتان يركعهما من الضحى 


أقل صلاة الضحى: ركعتــان.
أفضلها: أربع ركعـات، مثـنى مثـنى.
أكثرها: ثمان ركعات، وقيل اثنتا عشرة ركعة، وقيل لا حدَّ لأكثرها.
خرج البخاري في صحيحه بسنده قال:سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول:
"ما حدثنا أحد أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى غير أم هانئ
، فإنها قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة فاغتسل وصلى ثماني ركعات " .
وعن عائشة عند مسلم: "كان يصلي الضحى أربعاً ويزيد ما شاء"
وعن نعيم بن همار رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: 
"يقول الله تعالى: ابن آدم، لا تعجزني من أربع ركعات من أول نهارك أكفك آخره". 
وعن جابر عند الطبراني في الأوسط كما قال الحافظ في الفتح: "أنه صلى الله عليه وسلم صلى الضحى ست ركعات
وعن أنس مرفوعاً: "
من صلى الضحى ثنتي عشرة بنى الله له بيتاً في الجنة
". 



وموعدها من بعد شروق الشمس بثلث الساعة حتى قبل صلاة الظهر بثلث ساعة أيضاً 
وحكى الحافظ العراقي في شرح الترمذي أنه اشتهر بين العوام أن من صلى الضحى
ثم قطعها يعمي فصار كثير من الناس يتركونها أصلا لذلك . 

وليس لما قالوه أصل بل الظاهر أنه مما ألقاه الشيطان على ألسنة العوام ليحرمنهم
الخير الكثير لاسيما ما وقع في حديث أبي ذر واعلموا :
( أن الشيطان لكم عدواً فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه لتكونوا من أصحاب السعير ) .
قال الإمام النووي رحمه الله في شرح مسلم على حديث أبي ذر
ويجزي في ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ،



كان صلى الله عليه وسلم يخفف فيها القراءة، مع إتمام الركوع والسجود، فهي صلاة قصيرة خفيفة،فعن أم هانئ رضي الله عنها في وصفها لصلاته لها:
"
 فلم أر قط أخَـفًّ منها، غير أنه يتم الركوع والسجود".
وفي رواية عبد الله بن الحارث رضي الله عنه:
"
لا أدري أقيامه فيها أطول أم ركوعه أم سجـوده،
كل ذلك يتقارب".
قال الحافظ:
(
واستدل به على استحباب تخفيف صلاة الضحى، وفيه نظر،
لاحتمال أن يكون السبب فيه التفرغ
لمهمات الفتح لكثرة شغله به، وقد ثبت من فعله صلى الله عليه وسلم أنه صلى الله عليه وسلم الضحى،
فطوَّل فيها أخرجه ابن أبي شيبة من حديث حذيفة
).


وقـــت صـــلاة الضحـــى 
في رواية مسلم رحمه الله من حديث أم هانئ أن النبي صلى الله عليه وسلم
أتى بعد ما أرتفع النهار يوم الفتح
ورواه أصحاب السنن والبيهيقي وأحمد
أنه من طلوع الفجر وعلى تقدير أن يكون النهار من طلوع الفجر 

فلا مانع من أن يراد بهذه الأربع ركعات بعد طلوع الشمس لأن ذلك الوقت ما خرج عن كونه أول النهار 
وهذا هو الظاهر من الحديث وعمل الناس فيكون المراد بهذه الأربع ركعات صلاة الضحى 
وأن وقت صلاة الضحى من بعد طلوع الفجر إلى الاستواء وأفضله حين ترمض الفصال وهو قبيل الاستواء 
وفي الحديث الذي أخرجه ابن خزيمه في صحيحه من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم :
( صلاة الضحى صلاة الأوابين لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب وهي صلاة الأوابين )
وصححه الألباني 

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 600x849 .



ومن السنة أن يقرأ فيها بسورتي

( والشمس وضحاها – والضحى )
(37)
" السترة فى الصلاة "
السترة في الصلاة هي احد السنن المهجورة في مجتمعنا اليوم حيث اعرض عن العمل بها العديد من الناس
وحتى أئمة المساجد الذين يُفترض فيهم أن يكونوا قدوة للناس،
وصاروا يصلون في كثير من الأحيان في منتصف المسجد ليس بين أيديهم سترة، وقليل جداً الذين يتخذونها 

والسترة هي:
ما يضعه المصلي امامه ليحول بينه وبين الناس كمؤخرة الرحل او شيء بارز او قائم كالعصا المنصوب المغروز بالأرض ...

عن ابن عمر:" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يغدو إلى المصلى في يوم العيد والعنزة تحمل بين يديه فإذا بلغ المصلى
نصبت بين يديه فيصلي إليها وذلك أن المصلى كان فضاء ليس فيه شيء يستتر به
"العنزة :بفتحات , مثل نصف الرمح وأكبر شيئاً ، وفيها سنان كسنان الرمح ،
وهي تسمى حربة . يستتر به : أي يتخذه سترة في حالة الصلاة (1)

 
فهكذا كان عليه الصلاة والسلام إذا سافر أو خرج إلى العراء فحضرته الصلاة صلى إلى سترة،
فقد تكون هذه السترة هي عَنزَته، وقد تكون شجرة يصلي إليها، وكان أحيانا يصلي إلى الرَّحل،
وهو ما يُرمى على ظهر الجمل يضعه بين يديه ويصلي إليه

و قوله عليه الصلاة والسلام:
{إذا صلى أحدكم الى سترة فليدن منها ، لا يقطع الشيطان عليه صلاته}.(2)

فنستنتج من هذا الحيث امرين :
الاول : الصلاة الى سترة .
الثاني: أن لا يكون بعيدا عن هذه السترة ، وإنما عليه أن يدنو منها ، هذا الدنو قد جاء تحديده في الاحاديث الاتية : "وكان صلى الله عليه وسلم يقف قريبا من السترة فكان بينه وبين الجدار ثلاثة اذرع " "و بين موضع الصلاة والجدار ممرة شاة " (3) 
ممر شاة تكون عادة في عرض شبر أو شبرين بكثير يعني اذا سجد المصلي فيكون الفراغ الذي بينه وبين السترة مقدار شبر أو شبرين ، وبالتالي لا يدنو منها كثيرا حتى لا يكون كبعض الناس الذين يُبالغون في التقرب إليها حتى يكاد أحدهم أن ينطحَ الجدار برأسه .وبالتالي فاثناء الوقوف تكون بينه وبين الجدار مسافة ثلاث اذرع وفي حالة السجود تكون ممر شاة .

حكم السترة في الصلاة
وكما هو معلوم فان اتفق العلماء على ثبوت السترة عن رسول الله
الا انهم اختلفو حول وجوبها ولكلا الفريقين ادلة اعتمدو عليها
وايّا كان القول الراجح فتبقى السترة امرا حرص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
وامر به في احاديث صحاح وعلينا اتباعه فيه

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 550x450 .
مسائل حول السترة
1- تحصل السترة بكل ما ينصبه المصلي تجاه القبلة كالجدار أو العصا أو العمود ، ولا تحديد لعرض السترة .
2- الارتفاع للسترة يكون مثل مؤخرة الرحل أي ما يقارب الشبر تقريبا.
3- المسافة بين القدمين إلى السترة ثلاثة أذرع تقريبا بحيث يكون بينه وبينها قدر إمكان السجود.
4- السترة إنما تشرع بالنسبة للإمام والمنفرد (سواء الفريضة أو النافلة).
5- سترة الإمام سترة للمأموم فيجوز المرور بين يدي المأموم لحاجة.
_________________
(1) - صحيح سنن ابن ماجه باختصار السند للشيخ الالباني /ج:1/ الحديث رقم :1077
(2) - صحيح سنن ابي داود للشيخ الالباني /ج:1/ الحديث رقم 643
(3) الاول رواه البخاري واحمد والثاني رواه مسلم والبخاري

(38)" إدخال السرور على المؤمن "أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تطرد عنه جوعا، أو تقضي عنه دينا.
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 576x425 .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أفضل العمل إدخال السرور على المؤمن تقضي عنه ديناً تقضي له حاجة تنفس له كربة"
. صحيح الجامع (5773).
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سروراً، أو تقضي عنه ديناً، أو تطعمه خبزاً ".
صحيح الجامع (1107)، والصحيحة رقم (2715).

وسُئِلَ الإمام مالك:
أي الأعمال تحب؟" فقال: "إدخال السرور على المسلمين، وأنا نَذَرتُ نفسي أُفرِج كُرُبات المسلمين ".

هل تذكرت يوما أن هناك شيء يدخل السرور والبهجة والسعادة على أخيك فجئت به لأخيك من أجل أن تدخل السعادة على قلبه ؟... إن هذا من أفضل الأعمال كما أخبر بذلك الحبيب - صلى الله عليه وسلم .هيا فلنعمل على إدخال السرور إلى قلوب أحبتنا فى الله

(39)
" دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب "


أين القلوب التى اجتمعت على الحب في الله .. أين الأخوه الصادقة ... 

أين المحبة التى لا يشوبها شيء من المصالح والمنافع النيوية ... 
أين أصحاب القلوب التقية النقية الذين يحبون إخوانهم لله ويحبون لهم الخير كما يحبونه لأنفسهم
فيدعون لهم بظهر الغيب فيسخر الله ( عز وجل ) لم ملكا كريما ليدعو لهم .


هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 600x375 .
قال - صلى الله عليه وسلم : 
(( دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل. ))
رواه مسلم .


(40)

" ستر عورات المسلمين "
قال تعالى :

ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخره
وعن ابي هريره رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:

لا يستر عبد عبدا في الدنيا الا ستره الله يوم القيامه


ستر الله على المسلم:
إن المسلم إذا أصاب حدًّا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذبه.. وإن أقيم عليه الحد فهو كفارة ذنبه...
إن من الصفات الحميدة التي ضيعها الكثير من المسلمين إلا من رحم الله ،
ستر عورات المسلمين، والأخذ بأيدي هؤلاء الذين يعملون السيئات إلي الله تعالى،
ليتوبوا من قريب بدلا من هتك عوراتهم، وكشف عيوبهم ،
وإعانة الشيطان عليهم. يجب على كل مسلم ان يتقي الله في نفسه وفي أهل بيته، 

وفي أمواله وفي الناس جميعا، وأن يتجنب معصيته. وإذا تغلب عليه الشيطان و اوقعه في معصية،
وجب عليه أن يستر نفسه بستر الله، ولا يفضح نفسه بين الناس، وأن يتوب إلي الله عز وجل عسى أن يغفر له ويتوب عليه. 

.. والله تعالى يستر ذنوب عبده المؤمن في الدنيا وفي الآخرة،
ففي الحديث:
إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول: أتعرف ذنب كذا.. فيقول نعم أي رب، 

حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك، قال: سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم.." 

(البخاري: 2441، وأحمد: 2 / 74)



وفي الحديث:
"كل أمتي معافى إلا المجاهرون وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً
ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان عملتُ البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه".
البخاري 6069..
والحديث صرح بذم من جاهر فيستلزم مدح من يستر.
(41)" التبسم فى وجه أخيك "يظن بعض الناس أن المسلم الملتزم لابد أن يكون عابس الوجه ...
وهذا خطأ شديد فالمسلم لابد أن يرفع شعار الرحمة والبسمة ليعرف الناس أن الإسلام يدعو إلى الرحمة وحسن الخلق .


قال تعالى:
{ فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين }
آل عمران : 159 

وقال تعالى
{ واخفض جناحك للمؤمنين } 
الحجر : 88 .

وقال صلى الله عليه وسلم :
(( اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة )) .
متفق عليه .

وقال صلى الله عليه وسلم :
(( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق )) 
اخرجه مسلم .

وقال صلى الله عليه وسلم : 
(( تبسمك في وجه أخيك لك صدقة ....))
صحيح الجامع : 2908 .


(41)
" النصيحــــــــــــة "
أصل النصيحة : من الإخلاص
كما يقال : " نصح العسل " أي : خلصه من شوائبه
وإذا كان كذلك فإن إخلاص كل شيء بحسبه
فالإخلاص لكتاب الله أن تحسن تلاوته
كما قال عزوجل : { ورتل القرآن ترتيلا } ( المزمل : 4 )
وأن تتدبر ما فيه من المعاني العظيمة ، وتعمل بما فيه ، ثم تعلمه للناس .

النصيحة في الدين مكانتها عظيمة
ومنزلتها عند الله عالية رفيعة
وحاجة كل إنسان للنصح لا تقل عن حاجته إلى الطعام والشراب و الهواء
لذلك حصر رسول الله صلى الله عليه وسلم كل الدين فيها
فقال: "الدين النصيحة" ثلاثاً، لأنها بها قوامه و صلاحه؛ وعندما قيل له: لمن يا رسول الله؟
قال: "لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم."


حكم النصيحة::
حكم النصيحة لكل مسلم الوجوب 
وإن لم يسأله، وقد قال بعضهم وجوب النصح يتوقف على السؤال
لقوله صلى الله عليه وسلم: "وإذا استنصحك فانصح له"،
وهو يعد من حقوق المسلم على أخيه المسلم.
ووجوبها آكد من ولاة الأمر، علماء و حكام نحو رعاياهم ، لما صح عنه صلى الله عليه وسلم:
"ما من أمير يلي أمر المسلمين ثم لا يجتهد لهم وينصح إلا لم يدخل الجنة معهم."
والنصيحة لله، ولرسوله، ولكتابه
تكون بالإيمان والتصديق والعمل بما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
والإنتهاء عما نهيا عنه، والذب والدفاع عن الله وكتابه ورسوله، وإزالة الشبه
وتعليم الناس ما جهلوا من ذلك؛ والنصيحة لله، ولرسوله، ولكتابه في حقيقتها نصح لأنفسنا
وتزكية وتطهير لها.

عن تميم بن أوس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم ) 
رواه البخاري ومسلم .

قال المروزي: "سمعت أبا عبد الله يقول: قال رجل لمسعر بن كدام: تحب أن تنصح؟
قـال: نعم، أما من ناصح فنعم، وأما من شامت فلا"؛
وقال مسعر: "رحم الله من أهدى إليّ عيوبي في سر بيني و بينه،
فإن النصيحة في الملأ تقريع".


هذا فيما يتعلق بالأمور الشخصية ولمستورى الحال؛ أما المسائل العامة،
وللمجاهرين بالبدع والمعاصي، المعلنين عنها، الداعين إليها ، فلا حرج من نصحهم علناً
وذلك عن طريق التعليم، والتذكير، والإفتاء.

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 567x425 .
قال صلى الله عليه وسلم :
(( الدين النصيحة )) 
قلنا : لمن قال : (( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ))
رواه مسلم .

وعن جرير بن عبد الله ( رضي الله عنه ) قال : بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على
: إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والنصح لكل مسلم .
متفق عليه .

وعن أنس ( رضي الله عنه ) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ))
متفق عليه .

** فأين من يقدم النصيحة لإخوانه في هذا الزمان ؟ .

آداب الناصح:
1- الإخلاص:
فلا يبغي الناصح من نصحه إظهار رجاحة عقله، أو فضح المنصوح والتشهير به
وإنما يكون غرضه من النصح الإصلاح، وابتغاء مرضاة الله.
2- الحكمة والموعظة الحسنة واللين: 
فالكلمة الطيبة مفتاح القلوب
قال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}
[_النحل: 125].
3- عدم كتمان النصيحة:
المسلم يعلم أن النصيحة هي أحد الحقوق التي يجب أن يؤديها لإخوانه
المسلمين، فالمؤمن مرآة أخيه، يقدم له النصيحة، ويخبره بعيوبه، ولا يكتم عنه ذلك.
قال صلى الله عليه وسلم: 
(حق المسلم على المسلم ست).
قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال:
(إذا لقيتَه فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجبْه، وإذا استنصحك فانصحْ له،
وإذا عطس فحمد فشمِّته، وإذا مرض فَعُدْه (فزُرْه) وإذا مات فاتبعه (أي سِرْ في جنازته)
[مسلم].
4- أن تكون النصيحة في السر: 
المسلم لا يفضح المنصوح ولا يجرح مشاعره، وقد قيل: النصيحة في الملأ (العلن) فضيحة.
وكان صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينصح أحد الحاضرين يقول: ما بال أقوام يفعلون كذا
ما بال أحدكم يفعل كذا. وقيل: النصح ثقيل فلا تجعلوه جبلا، ولا ترسلوه جدلا،
والحقائق مرة فاستعينوا عليها بخفة البيان.
5- الأمانة في النصح: 
فلا يخدع المنصوح ولا يستهين بأمره، بل يبذل الجهد، ويعمل الفكر، 
قبل أن ينصح، وعليه بيان ما يراه من المفاسد إن وجد في ستر وأمانة.


آداب المنصوح:

1- أن يتقبل النصيحة بصدر رحب:
وذلك دون ضجر أو ضيق أو تكبر، وقد قيل: تقبل النصيحة بأي وجه، وأدِّها على أحسن وجه.
2- عدم الإصرار على الباطل: 
فالرجوع إلى الحق فضيلة والتمسك بالباطل رذيلة
والمسلم يحذر أن يكون
ممن قال الله -تعالى- فيهم: 
{وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد} 
[_البقرة: 206].

3- أخذ النصح من المسلم العاقل:
لأنه يفيده بعقله وحكمته، كما أن المسلم يتجنب نصح الجاهل أو الفاسق؛ لأنه يضره من حيث لا يحتسب.
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(من أراد أمرًا فشاور فيه امرءًا مسلمًا، وَفَّقَهُ الله لأرشد أموره)
[الطبراني].
4- شكر الناصح: 
فعلى المنصوح أن يقدم الشكر لمن نصحه، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.

(42)
الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات "
قال تعالى :
{والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم} 
الحشر : 10 .

وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : 
{ فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم } 
محمد : 19 .

وقال صلى الله عليه وسلم
(( من استغفر للمؤمنين وللمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة )) 
صحيح الجامع : 6026 .


** فهيا بنا نتعايش بقلوبنا مع هذا التوجيه النبوي الكريم فنستغفر للمؤمنين والمؤمنات
( الأحياء منهم والأموات )
لنفوز بهذا الأجر العظيم وليسخر الله من يستغفر لنا بعد موتنا .



(43)
الدعاء فى المرض "
دعاء في المرض .. بأجر شهيد
-----------
( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) 
الأنبياء : 87 .
إنها دعوة نبي الله يونس ( عليه السلام ) .
قال (صلى الله عليه وسلم ) :
(( أيما مسلم دعا بها في مرضه أربعين مرة فمات في مرضه ذلك أعطى أجر شهيد ، وإن برأ برأ وقد غفر له جميع ذنوبه ))
أخرجه الحاكم بإسناد صحيح .

قال (صلى الله عليه وسلم ) :
(( ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم كرب ، أو بلاء ، من أمر الدنيا دعا به ففرج عنه ؟
دعاء ذي النون : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ))
الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2605
خلاصة حكم المحدث: صحيح
* فهل قال أحدنا هذا الدعاء في مرضه ليفوز بهذا الأجر العظيم ؟ .


(44)
" الهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدية "
للهدية أثر عظيم فى إيجاد المحبة وتقارب القلوب 

قال صلى الله عليه وسلم :(( تهادوا تحابوا ))
صحيح الجامع : 3004 .

إن للهدية أثرا عظيما في قلوب الناس ، ولطالما كانت الهدية سببا في تأليف القلوب وهدايتها .
ونحن نستطيع أن نفعل ذلك من خلال شراء بعض الكتيبات النافعة والأشرطة الهادفة لبعض العلماء الأفاضل ، ونخلص النية عند شرائها وإهدائها فلعل الله أن يهد بها مسلما أو مسلمة فيكون ذلك في ميزان الحسنات .
ولكن هذه السنة المباركة كادت أن تختفى بسبب الحرص على جمع المال وبسبب كثرة التشاحن بين الناس من أجل حطام الدنيا الزائل .

وقد قال القائل :
هدايا الناس لبعضهم بعض . . . . . تولد في قلوبهم الوصالوتزرع في الضمير هوى ووداً . . . وتلبسهم اذا حضروا جمالا
 وعن عائشة رضي الله عنها قالت :
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها)
رواه البخاري .
كل هذا يدل على مشروعية الهدية في الاسلام ..
والحث على قبول الهدية, فلقد ربط الهدية بالحب ,وهي
سلاح المودة, وهي مفتاح من مفاتيح القلوب, وسنة هجرها الكثيرون ....
فالهدية تذهب الحقد والغل في الصدور, وتذهب الشحناء والضغائن من صدور الناس, فالهدية تزيل السخائم وتنسخ الشتائم, وهيمكساة للمهابة والجلال

فالهدية هي ابعد مايكون عن الماديات فهي تحتفظ برونق خاص جداً !
وتبقى على كل حال أسلوب من الأساليب الراقية لجلب الود والمحبة !
ويظل معنى الهدية جميل جداً مهما كانت قيمة المادية !


(45)
" الإحسان إلى الجيران 
"

الجار قبل الدار.. مقولة شائعة بين الناس، وعلى قدر الجار يكون ثمن الدار، والجار الصالح من السعادة.فضل الإحسان إلى الجار في الإسلام :
لقد عظَّم الإسلام حق الجار، وظل جبريل عليه السلام يوصي نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم بالجار حتى ظنَّ النبي أن الشرع سيأتي بتوريث الجار:
"مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سَيُورِّثه"

متفق عليه .هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 567x425 .
 

وقد أوصى القرآن بالإحسان إلى الجار:
(وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ)
[النساء:36]. 
وانظر كيف حض النبي صلى الله عليه وسلم على الإحسان إلى الجار وإكرامه: 
"...ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره".

وعند مسلم:
"فليحسن إلى جاره". 
بل وصل الأمر إلى درجة جعل فيها الشرع محبة الخير للجيران من الإيمان،
قال صلى الله عليه وسلم:
"والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه". 
والذي يحسن إلى جاره هو خير الناس عند الله: "خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره".
* حقوق الجار*
1-رد السلام وإجابة الدعوة: وهذه وإن كانت من الحقوق العامة للمسلمين بعضهم على بعض،
إلا أنها تتأكد في حق الجيران لما لها من آثار طيبة في إشاعة روح الألفة والمودة.
2كف الأذى عنه:
نعم فهذا الحق من أعظم حقوق الجيران، والأذى وإن كان حرامًا بصفة عامة فإن حرمته تشتد إذا كان متوجهًا إلى الجار، فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من أذية الجار أشد التحذير وتنوعت أساليبه في ذلك، واقرأ معي هذه الأحاديث التي خرجت من فم المصطفى صلى الله عليه وسلم:"والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن. قيل: مَنْ يا رسول الله؟ قال: مَن لا يأمن جاره بوائقه".

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 550x350 .
 

ولما قيل له: يا رسول الله! إن فلانة تصلي الليل وتصوم النهار، وفي لسانها شيء تؤذي جيرانها. قال:
"لا خير فيها، هي في النار".
"لا يدخل الجنة مَن لا يأمن جاره بوائقه".
3-تحمل أذى الجار:
وإنها والله لواحدة من شيم الكرام ذوي المروءات والهمم العالية،
إذ يستطيع كثير من الناس أن يكف أذاه عن الآخرين،
لكن أن يتحمل أذاهم صابرًا محتسبًا فهذه درجة عالية:
(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ)
[المؤمنون:96].
ويقول الله تعالى:
(وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)
[الشورى:43].
وقد ورد عن الحسن – رحمه الله –
قوله: ليس حُسْنُ الجوار كفّ الأذى، حسن الجوار الصبر على الأذى.
4- تفقده وقضاء حوائجه:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ما آمن بي من بات شبعانًا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم".وإن الصالحين كانوا يتفقدون جيرانهم ويسعون في قضاء حوائجهم،
فقد كانت الهدية تأتي الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
فيبعث بها إلى جاره، ويبعث بها الجار إلى جار آخر،
وهكذا تدور على أكثر من عشرة دور حتى ترجع إلى الأول.


هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 567x425 .
 
5-ستره وصيانة عرضه:
وإن هذه لمن أوكد الحقوق، فبحكم الجوار قد يطَّلع الجار على بعض أمور جاره فينبغي أن يوطن نفسه على ستر جاره مستحضرًا أنه إن فعل ذلك ستره الله في الدنيا والآخرة، أما إن هتك ستره فقد عرَّض نفسه لجزاء من جنس عمله:
(وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)
[فصلت:46].
وقد كان العرب يفخرون بصيانتهم أعراض الجيران حتى في الجاهلية،
يقول عنترة:
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي.. ... ..حتى يواري جارتي مأواها
وقالصلى الله عليه وسلم:((خير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه - وخير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره ))صحيح الجامع 3270.

وعلى الرغم من كل هذا نجد الإيذاء الشديد بين الرجل وجاره حتى إننا نكاد في زماننا هذا نسمع عن رجل مسلم لا يشتكي من جاره
ولا حول ولا قوة إلا بالله .

فأين الإحسان إلى الجيران يا أهل الإسلام الإيمان والإحسان ؟!! .

(46)"الدالّ على الخير كفاعله "إن الإنسان لا يستطيع أن يفعل كل أنواع الخير ، ولذلك فالمؤمن الكيس هو الذي يدل الناس من حوله على كل خير 
فإن فعلوه فله من الأجر مثلهم لا ينقص من أجورهم شيئا .

عن أنس بن مالك أنه قال:

{ أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يستحمله فلم يجد عنده ما يتحمله فدله على آخر 
فحمله فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال إن الدال على الخير كفاعله.}

رواه الترمذي

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم 
{ من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ،
ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا }



. فأخبر صلى الله عليه وسلم أن المتسبب إلى الهدى بدعوته له من الأجر مثل أجر من اهتدى به وكذلك المتسبب إلى الضلالة عليه من الوزر مثل وزر من ضل به ، لأن الأول بذل وسعه وقدرته في هداية الناس ، والثاني بذل قدرته في ضلالتهم ،

فيا ترى هل نحن ممن يحرص على هذا الخير أم لا ؟.
(47)
" الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر "

وهذا من الواجبات التي غابت بين أبناء تلك الأمة الميمونة.
للأسف الكثير والكثير تساهلوا في هذه العبادة

الجليلة العظيمة ، التي هي من أجلها أرسل الرسل
عبادة :( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )
كيف تركناها أو قصرنا فيها ؟؟
وهي من علامات المؤمنين والمؤمنات
قال تعالى :
( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض 
يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)

وهي من أوصاف سيد المرسلين

كما قال تعالى :
( يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر
 ........)
وخيرية هذه الأمة منوطة بهذه الشعيرة 

كما قال تعالى :
(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون 
بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ).


هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 851x360 .


والقيام به من من لوازم التمكين في الأرض

كما قال تعالى
( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا 
الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر .
هذه الفضائل وغيرها كثير وكثير

نعم : لماذا قصر الكثير منا في هذه الطاعة ، حتى ممنهو محسوب من أهل العلم وطلابه ؟
هل هو خوفاً من الناس ؟ فأين الخوف من الله 

هل هو خوفاً على المنزلة والمكانة ؟ المنزلة والمكانة إنما
هي عند الله تعالى لا عند الناس .
قال تعالى :
لعن الذين كفروا من بني~ إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون 78 
كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون )
المائدة : 78 : 79 .
وقال (صلى الله عليه وسلم ) :
(( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ))
رواه مسلم .


وقال (صلى الله عليه وسلم ) :
(( ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ،
ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون ، ويفعلون ما يؤمرون ، 
فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ،
ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل )) 
رواه مسلم .
وقال (صلى الله عليه وسلم ) :
(( والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ، ولتنهون عن المنكر ،
أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم ))
صحيح الجامع : 7070 .

(47)
" الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر "

وهذا من الواجبات التي غابت بين أبناء تلك الأمة الميمونة.
للأسف الكثير والكثير تساهلوا في هذه العبادة

الجليلة العظيمة ، التي هي من أجلها أرسل الرسل
عبادة :( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )
كيف تركناها أو قصرنا فيها ؟؟
وهي من علامات المؤمنين والمؤمنات
قال تعالى :
( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض 
يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)

وهي من أوصاف سيد المرسلين

كما قال تعالى :
( يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر
 ........)
وخيرية هذه الأمة منوطة بهذه الشعيرة 

كما قال تعالى :
(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون 
بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ).


هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 851x360 .


والقيام به من من لوازم التمكين في الأرض

كما قال تعالى
( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا 
الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر .
هذه الفضائل وغيرها كثير وكثير

نعم : لماذا قصر الكثير منا في هذه الطاعة ، حتى ممنهو محسوب من أهل العلم وطلابه ؟
هل هو خوفاً من الناس ؟ فأين الخوف من الله 

هل هو خوفاً على المنزلة والمكانة ؟ المنزلة والمكانة إنما
هي عند الله تعالى لا عند الناس .
قال تعالى :
لعن الذين كفروا من بني~ إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون 78 
كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون )
المائدة : 78 : 79 .
وقال (صلى الله عليه وسلم ) :
(( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ))
رواه مسلم .


وقال (صلى الله عليه وسلم ) :
(( ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ،
ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون ، ويفعلون ما يؤمرون ، 
فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ،
ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل )) 
رواه مسلم .
وقال (صلى الله عليه وسلم ) :
(( والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ، ولتنهون عن المنكر ،
أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم ))
صحيح الجامع : 7070 .

(48)" الإستخارة "ما أجمل أن يتوكل الإنسان على ربه في كل شيء ويعلن عجزه أمام قدرة الله .. فالله هو القوي ونحن الضعفاء وهو الغني ونحن الفقراء .


قال تعالى

( يآ أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد )
فاطر 15 .

وهذا هو معنى (( لا حول ولا قوة إلا بالله ))

فالعبد يخرج من حوله وقوته إلى حول الله وقوته .
والله هو الذي يعلم ما ينفع العبد وما يضره .

عن جابر رضي الله عنه قال - كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها

كالسورة من القرآن - يقول
(( إذا همّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل - اللهم إني أستخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم -
فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب .
اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ))
أو قال :
(( عاجل أمري وآجله - فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه - وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري )) 
أو قال :
(( عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به ))
قال - ويسمي حاجته .
أخرجه البخاري .

وقال ابن أبي جمرة :
الحكمة في تقديم الصلاة على الدعاء أن المراد بالاستخارة حصول الجمع بين خيري الدنيا والآخرة
فيحتاج إلى قرع باب المَلِك , ولا شيء لذلك أنجع ولا أنجح من الصلاة لما فيها من تعظيم الله
والثناء عليه والافتقار إليه مآلا وحالا 
 * ومع ذلك فصلاة الاستخارة لا يعلمها كثير من المسلمين فيكتفي الواحد منهم باستشارة الناس في أدق أمور حياته ولا يستخير رب الناس جلا وعلا ) الذي بيده مقاليد الأمور وبيده ملكوت السماوات والأرض

وهو الذي يملك النفع والضر ويعلم ما ينفع العبد وما يضره .

(49)
صلاة أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها "
هكذا يحرم الله جسدك على النار


قال ( صلى الله عليه وسلم ): 

(( من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرّم على النار ))

صحيح الجامع 6195 .

وعَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ رضي الله عنها عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

(( مَنْ صَلَّى أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ وَأَرْبَعًا بَعْدَهَا لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ )).
رواه النسائي (1817) والترمذي (428)



ووقت هذه السنّة القبلية :

هو ما بين أذان الظهر ، وصلاة الفرض . 
ووقت البعدية :
من الفراغ من صلاة الظهر إلى أذان العصر . 

* نهدي هذا الحديث للذين لا يصلون إلا الفرائض فقط ويحرمون أنفسهم من هذا الخير الذي أخبرنا به الحبيب - صلى الله عليه وسلم ... 
فتلك الركعات إذا حافظ عليها العبد كانت سببا لأن يحرم الله جسده على النار 
وقد قال تعالى: 
(فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) آل عمران 185 .

(50)
" التنعل باليمين وخلع النعل باليسار"
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
(( إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمنى ، وإذا خلع فليبدأ بالشمال، ولينعلهما جميعًا، أو ليخلعهما جميعًا )) 
[ متفق عليه:5855 - 5495 ]. 





وهذه السنة تتكرر مع المسلم في يومه وليله عدة مرات فهو يلبسه لدخوله وخروجه إلى المسجد ،
ولدخوله وخروجه من الحمام ، ولدخوله وخروجه إلى العمل خارج المنزل ،
فتتكرر هذه السنة في لبس
النعال مرات كثيرة في اليوم والليلة ،
وكلما كان لبسه أو خلعه على السنة ويستحضر هذه النية 
حصل له خير عظيم وتكون جميع حركاته وسكناته على السنة ...

(51)
" تقصير الثوب إلى فوق الكعبين للرجال فقط "



بخصوص إسبال الثياب عموماً ، والسروال خصوصاً : ينبغي التنبيه على أمور :
1. إسبال الثياب حتى تلامس الكعبين من كبائر الذنوب ، وليس تحريم الإسبال مقيَّداً بالكِبْر ،
بل هو محرَّم لذاته ، وهو نفسه من الكِبْر ، فإذا أضيف إليه كِبْر قلبي : كان الإثم أكبر .
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :
قال ابن العربي رحمه الله : لا يجوز للرجل أن يجاوز بثوبه كعبه ويقول " لا أجره خيلاء " ؛
لأن النهي قد تناوله لفظا ، ولا يجوز لمن تناوله اللفظ حكماً أن يقول " لا أمتثله ؛
لأن تلك العلة ليست فيَّ " : فإنها دعوى غير مسلَّمة ، بل إطالته ذيله دالة على تكبره ا.هـ ملخصاً .
وحاصله :
أن الإسبال يستلزم جرَّ الثوب ، وجرُّ الثوب يستلزم الخيلاء ،
ولو لم يقصد اللابس الخيلاء ، ويؤيده : ما أخرجه أحمد بن منيع من وجه آخر عن ابن عمر في أثناء حديث رفعه :
( وإياك وجر الإزار ؛ فإن جر الإزار من المَخِيلة ) .
" فتح الباري " ( 10 / 264 ) .
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
( وإياك والإسبال فإنه من المَخِيلة ) ، فجعل الإسبال كلَّه من المَخِيلة ؛ لأنه في الغالب لا يكون إلا كذلك ،
ومَن لم يسبل للخيلاء : فعمله وسيلة لذلك ، والوسائل لها حكم الغايات .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 6 / 383 ) .
وينظر في ذلك جواب السؤال رقم ( 762 ) ففيه بيان أدلة تحريم الإسبال .
2. لا يحل لأحدٍ أن يقسِّم الدين إلى لبٍّ وقشور ،
ويجعل هؤلاء المقسِّمون إسبال الإزار وحلق اللحية من القشور ! وهذا خطأ وسببه الجهل بحكم الشرع ،
وهذا الفعلان من كبائر الذنوب ، فانظر لتهوين هؤلاء المقسمين من ارتكاب الكبائر بقولهم السوء ذاك .
وانظر الرد عليهم في جواب السؤال رقم (12808) .
3. الإسبال ليس فقط في الثوب ، بل في الإزار والسراويل والبناطيل والعباءات ،
وكل ما يلبسه المسلم من ثياب .
4. وننبه إلى أن الذي يُلبس إلى نصف الساق هو الإزار ،
أما الثوب والبنطال فلا يُلبسان كذلك ، بل يُلبسان فوق الكعبين ، ولا يحل أن يلمسا الكعبين .
وقد بيَّنا هاتين المسألتين ( 4 و 5 ) في جواب السؤال رقم : ( 10534 ) فلينظر .
5. لا يحل لبس البنطال – وهو المقصود فيما ظهر لنا من قول السائل " السروال " إذا كان ضيقاً يصف العورة .
ولينظر جواب السؤال رقم : ( 69789 ) .


هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 666x498 .


وأخيراً :

7. إسبال البنطال من كبائر الذنوب ، وعليه : فلا اعتبار لذوق الناس ورأيهم في تقصيره وفقاً للسنَّة النبويَّة ،
كما بينَّا في أول الجواب ، ونعجب – حقيقة – ممن ينظر لهذا التقصير على أنه مفسد لمنظر المسلم ،
ولا يرى تقصير ثياب النساء إلى نصف الفخذ كذلك ، ولا يرى البناطيل الضيقة المقززة التي يلبسها بعض الشباب كذلك ،
ولا يرى البناطيل الساحلة ! التي خرج بها علينا بعض الشباب كذلك ،
ولا يرى قصات الشباب والشابات التي تشبهوا بها بالحيوانات كذلك
– قصة الأسد ، وعُرف الديك ، والبطة ، والفأر - .
وعلى الأخ الذي يلتزم تقصير الثوب أن لا يبالغ في ذلك ، فحكم إسبال الثياب محرَّم ،
وليس فيه مجال مراعاة للناس ، أما المبالغة في التقصير فهي التي فيها المجال ،
وعلى الإخوة الذين يلتزمون هذا الهدي أن لا يعرِّضوا أنفسهم للسخرية ،
وأن لا يفتحوا مع الناس هذه المسألة على حساب غيرها ،
وأن لا يجعلوا بينهم وبين الناس حاجزاً بمثل هذه الأفعال التي وسَّعت فيها الشريعة ،
ويمكنهم مراعاة أعراف بلدانهم ، ولو أطال ثيابه إلى ما قبل الكعبين بقليل من أجل منع الناس من السخرية ،
ومن أجل عدم وضع حواجز بينه وبين الناس : لرُجي أن يؤجر أكثر من أجر تقصير ثيابه بأكثر مما فعل .
فإسبال البنطال إلى ما تحت الكعبين من المحرمات التي لا يراعى فيها ذوق الناس وعرفهم ،
وليس للمكلف أن يخالف في هذا من أجل الناس ، أما حد التقصير : فلو راعى المكلَّف عرف بلده ،
ونظرة الناس له : لكان أفضل له وأسلم .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
اللباس إلى نصف الساق سنَّة ، وإلى ما تحت نصف الساق سنَّة ،
الممنوع : أن يكون أسفل من الكعبين ، فإن الصحابة رضوان الله عليهم وهم أجلُّ قدراً ممن بعدهم
، وأحب للخير لمن بعدهم : كانت ألبستهم تصل إلى الكعب ،
أو إلى ما فوقه يسيراً ،
كما قال أبو بكر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم :
" يا رسول الله ، إن أحد شقي إزاري يسترخي عليَّ إلا أن أتعهده ،
وهذا يدل على أن إزاره ينزل عن نصف ساقه ؛
لأنه لو كان إلى نصف ساقه واسترخى عليه حتى يصل إلى الأرض لزم من ذلك انكشاف عورته من فوق ،
وهذا هو المعروف بين الصحابة .
فإذا رأيت مثلاً : أن الناس يكرهون اللبس إلى نصف الساق أو أعلى ،
وأنك لو لبست كما يلبس الناس في غير إسراف ولا مخيلة أدعى لقبول كلامك : الحمد لله ،
اترك هذا الذي تريد أن تفعله ؛ تأليفاً للقلوب ؛ وقبولاً للكلام ،
ولهذا أجد الناس الآن تلين قلوبهم للناصح إذا كان لباسه على العادة ،
لكنه ليس محرَّماً ، أكثر مما تميل إلى الذين يرفعون لباسهم إلى نصف الساق أو أكثر ،
والإنسان قد يدع المستحب لحصول ما هو أفضل منه ،
هذا وأرى أنه إذا قال له والداه : أنزل ثوبك إلى أسفل من نصف الساق :
أرى أنه يطيعهما في هذا الحال ؛ لأنه كله سنَّة ، والحمد لله ، كلٌّ عمل به الصحابة رضي الله عنهم .
" لقاءات الباب المفتوح " ( 83 / السؤال رقم 14 ) .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب

(51)
" صـــــــــــــــــــلة الرحم "


قال تعالى:

(واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام )
النساء 1.
وقال تعالى:
(والذين يصلون مآ أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب ) 
الرعد 21 .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قال:

(( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه - ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه - ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ))
متفق عليه .

وعنه قال - قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) -

(( إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة
- قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟قالت بلى - قال فذلك لك))
ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم )
اقرءوا إن شئتم
فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم 22 أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم )
محمد 22-23 
متفق عليه .

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 600x400 .
 

وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم قال )
(( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه ))
متفق عليه .


هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 567x425 .
وعن ابن عمرو رضي الله عنهما - عن النبي (صلى الله عليه وسلم ) قال:

(( ليس الواصل بالمكافيء ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ))
أخرجه البخاري .


فأين صلة الأرحام في هذا الزمان الذي انتشرت فيه قطيعة الأرحام وعقوق الوالدين 





ولا حول ولا قوة إلا بالله .
(52)
الإهتمام بأمر الآخرة "
ففي هذا الزمان الذي انتشرت فيه الشبهات والشهوات وانصرف فيه كثير من الناس عن طاعة رب الأرض والسماوات كان لابد لنا من وقفة صادقة قبل أن تأتيهم الساعة بغتة وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون .
* لقد غاب ذكر الآخرة عن قلوب أكثر الناس فتاهوا في دروب الحياة المتشابكة وتنافسوا فيها فخسروا دنياهم وأخراهم .

ولذلك جاءت وصية الحبيب ( صلى الله عليه وسلم ) بأن نجعل الأخرة همنا لنفوز في الدنيا والآخرة فقال ( صلى الله عليه وسلم )
( مَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ )
رواه الترمذي ( 2389 ) وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 6510 ).


فليس معنى الحديث أن يجعل المسلم الآخرة همه ونيته لينال بذلك الدنيا،
وليس معناه أيضاً أن يترك التكسب وطلب الرزق الحلال،
ويفرط في مصالحه الدنيوية التي لا بد منها،
بل المعنى أنه ينبغي للإنسان المسلم أن تكون الآخرة أكبر همه،
وأن لا يجعل طموحه في الدنيا هو شغله الشاغل،
فإذا فعل ذلك فإن الله سبحانه وتعالى يكفيه هم الدنيا،
ويرزقه القناعة بالكفاف والكفاية، ويجعل غناه في قلبه،
ويجمع له أموره المتفرقة وتأتيه الدنيا -أي ما قسم له منها- وهي راغمة،
لا يحتاج في طلبها إلى سعي كثير، بل تأتيه هينة لينة على رغم أنفها وأنف أربابها. 

(53)" التبكير إلى صلاة الجمعة " :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله  قال: 
"من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة (أي مثل غسل الجنابة) ثم راح فكأنما قرب بدنة، 
ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن،
ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، 
فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر
متفق عليه. 

عن ابن عمر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات (أي تركها) أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين 
أخرجه مسلم. 

(54)" صلاة ركعتين بعد الوضوء "
يستحب لمن توضأ أن يصلي رَكْعَتَيْنِ عَقِبَ فَرَاغِهِ مِنَ الْوُضُوءِ ؛
لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(مَا مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ يُقْبِل بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ عَلَيْهِمَا إِلاَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ)
رواه مسلم (234) .
وروى البخاري (160) ومسلم (226) عن عُثْمَانَ بْن عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
(مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
فيه استحباب صلاة ركعتين عقب الوضوء انتهى . 
والمشروع أن تؤدى عقب الوضوء مباشرة .
قال النووي رحمه الله :
يستحب ركعتان عقب الوضوء للأحاديث الصحيحة فيها "

انتهى .
"المجموع شرح المهذب" (3 /545) 

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ عَقِبَ الْوُضُوءِ وَلَوْ كَانَ وَقْتَ النَّهْيِ ، وَقَالَهُ الشَّافِعِيَّةُ " انتهى .
"الفتاوى الكبرى" (5 / 345). 

وقال زكريا الأنصاري في "أسنى المطالب" (1/44) :
"وَنُدِبَ لِمَنْ تَوَضَّأَ أَنْ يُصَلِّيَ عَقِيبَ وُضُوئِهِ رَكْعَتَيْنِ فِي أَيِّ وَقْتٍ كَانَ " انتهى . 




وقال التناري الشافعي في "نهاية الزين" (ص 104) :
" ومنه صلاة سنة الوضوء عقب الفراغ منه وقبل طول الفصل والإعراض ، 
وتحصل بما تحصل به تحية المسجد ؛ فلو أتى بصلاة غيرها عقب الوضوء من فرض

أو نفل ففيها ما تقدم في تحية المسجد من جهة حصول الثواب وسقوط الطلب " انتهى .

فقولهم : " عقب الوضوء " و "عقيب الوضوء " وقبل طول الفصل " 
دليل على أنهما تؤديان بعد الفراغ من الوضوء مباشرة . 
ولا بأس أن يجمع بين سنة الوضوء وصلاة الفريضة ، أو السنة الراتبة ؛ 
لأن الأعمال بالنيات ، ولأن ركعتي الوضوء ليستا مقصودتين لذاتهما ، فصح أن يُدخلهما في غيرهما بالنية .
قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
" إذا توضأ المسلم ودخل المسجد بعد أذان الظهر وصلى ركعتين ناويا بهما تحية المسجد وسنة الوضوء 

وسنة الظهر أجزأه ذلك عن الثلاث ؛
لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى) 
إلا أنه يسن له أن يصلي ركعتين أخريين إتماماً لسنة الظهر الراتبة القبلية ؛ 
لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحافظ على صلاة أربع ركعات قبل الظهر " انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (7 / 248-249) . 



وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
هل السنن تتداخل في بعضها ؟ مثل مَن أراد سنة الوضوء فإنه يدخلها في سنة الضحى .
فأجاب : " نعم ، يصح ذلك ؛ لأن بعض السنن تكون مقصودة بذاتها ، فهذه لا تتداخل ،

وبعض السنن يكون المقصود منها تحصيل الصلاة فقط ،
فمثلاً : سنة الوضوء المقصود بها أن تصلي ركعتين بعد الوضوء ؛ سواء سنة الوضوء أو ركعتي الضحى
أو راتبة الظهر أو راتبة الفجر أو السنة التي تكون بين الأذان والإقامة ؛ 
لأن بين كل أذانين صلاة ، وكذلك تحية المسجد يجوز إذا دخلتَ المسجد أن تصلي بنية الراتبة وتغني عن تحية المسجد .
أما إذا كانت العبادة مقصودة بذاتها فإنها لا تتداخل ،

ولهذا لو قال قائل : سأجعل راتبة الظهر الأولى - التي هي أربع ركعات - ركعتين وأنويها عن الأربع ، نقول له : لا يصلح ، لماذا ؟ 
لأن السنة هنا مقصودة بذاتها ، بمعنى أن تصلي ركعتين ثم ركعتين " انتهى .
"لقاء الباب المفتوح" (25 / 20) . 

وسئل الشيخ ابن عثيمين - أيضاً - رحمه الله : 
هل يصح صلاة سنة الوضوء مع سنة الظهر القبلية أو سنة المغرب مثلاً ؟
فأجاب : " سنة الوضوء أن الإنسان إذا توضأ وأسبغ الوضوء وصلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر الله له ما تقدم من ذنبه .

فإذا صادف أن تكون راتبة الظهر بعد الوضوء وصلى الراتبة ولم يحدث فيهما نفسه فإنه يرجى أن يكون داخلاً في الحديث .
أما راتبة المغرب فتصويرها بعيد ، إلا إذا قلنا إنه بعد أن صلى المغرب أحدث ثم ذهب وتوضأ ثم صلى ركعتي المغرب ، 

فهذه يمكن ، وإلا فالغالب أن ركعتي المغرب تكون بعد صلاة المغرب ، ويكون الإنسان متطهراً " انتهى .

والخلاصة :
أن ركعتي الوضوء ينبغي أن تكونا عقب الوضوء مباشرة ، فإن تأخرت عن الوضوء بوقت طويل ، ـ 

كالوقت الذي يصلي فيه الفريضة ـ فقد فات وقتها . 
والله تعالى أعلم 

الإسلام سؤال وجواب


(55)
معاونة الأهل والزوجة فى الأعمال المنزلية "
لا شكّ أنّ إعانة الرجل زوجته في أعمال المنزل من إحسان العشرة
ومن مكارم الأخلاق التي سنّها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم،

فقد روى البخاريّ في صحيحه قال:
بَاب خِدْمَةِ الرَّجُلِ فِى أَهْلِهِ - فيه : الأسْوَدِ : أنه سَأَل عَائِشَةَ، مَا كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه
وسلم يَصْنَعُ فِى الْبَيْتِ ؟ قَالَتْ: كَانَ يَكُونُ فِى مِهْنَةِ أَهْلِهِ ، فَإِذَا سَمِعَ الأذَانَ خَرَجَ .



وعن عروة عن عائشة رضي الله عنها قلت لها : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم 
يعمل في بيته ؟
 قالت : كان يخصف نعله ، ويخيط ثوبه ، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته .

أخرجه البخاري في الأدب المفرد وأحمد والترمذي وصححه الألباني .
قال المهلّب:

هذا من فعله عليه السلام، على سبيل التواضع وليسنَّ لأمته ذلك،
فمن السنة أن يمتهن الإنسان نفسه في بيته فيما يحتاج إليه من أمر دنياه وما يعينه على دينه.

شرح صحيح البخاري ـ لابن بطال.




وقال السندي: 
ففيه أن خدمة الدار وأهلها سنّة عباد الله الصالحين. 
حاشية السندي على صحيح البخارى.
وهذا الأمر كما أنّه من أسباب وجود المودة والرحمة بين الزوجين،
فهو أيضاً ممّا يعين الإنسان على تطهير نفسه من الكبر والتجبّر وتعويدها على الرفق والتواضع،
وذلك من أنفع الأخلاق التي يحبّها الله ويرفع قدر صاحبها،
فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:
... وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ.
رواه مسلم.

وقال شيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين 3/529 :
" فمثلا الإنسان إذا كان في بيته فمن السنة أن يصنع الشاي مثلا لنفسه، ويطبخ إذا كان
يعرف ويغسل ما يحتاج إلى غسله كل هذا من السنة أنت إذا فعلت ذلك تثاب عليه ثواب
سنة، اقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام وتواضعا لله عز وجل، ولأن هذا يوجد المحبة
بينك وبين أهلك، إذا شعر أهلك أنك تساعدهم في مهنتهم أحبوك وازدادت قيمتك
عندهم، فيكون في هذا مصلحة كبيرة 
" .


(56)
" الــــــــــــــــــــــــــــــــــوتر"

صلاة الوتر سنة .. واظب عليها البعض حتى قاربت عنده من مقام الفريضة
و غفل عنها البعض الآخر حتى نسيها أو تناساها ( والفرق كبير )
مع انها من اسهل و ابسط السنن فأدائها غير شاق و في نفس الوقت فضلها عظيم وكبير


1- فضل صلاة الوتر:
إن صلاة الوتر فضلها عظيم، وأعظم ما يدل على ذلك هو:-
أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يدعها في حضر ولا سفر، وهذا دليل واضح على أهميتها.


2- حكم صلاة الوتر:
الوتر سنة مؤكدة.


3- وقت صلاة الوتر:
أجمع العلماء على أن وقت الوتر لا يدخل إلا بعد العشاء، وأنه يمتد إلى الفجر.
فعن أبي بصرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
 إن الله زادكم صلاة فصلوها بين العشاء والفجر
رواه أحمد.


4- أفضل وقت لصلاة الوتر:
الأفضل تأخير فعلها إلى آخر الليل وذلك لمن وثق باستيقاظه لحديث
جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه وسلم:
 من خاف أن لا يقوم آخر الليل ، فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة ، وذلك أفضل 
أخرجه مسلم.

5- عدد ركعات الوتر:
ليس للوتر ركعات معينة، وإنما أقله ركعة،
لقوله صلى الله عليه وسلم:
 الوتر ركعة من آخر الليل 
رواه مسلم.
ولا يكره الوتر بواحدة لقوله صلى الله عليه وسلم:
” ومن أحب أن يوتر بواحدة، فليفعل 
أخرجه أبو داود
وأفضل الوتر إحدى عشرة ركعة يصليها مثنى مثنى ويوتر بواحدة
لقول عائشة رضي الله عنها:
 كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة 
وفي لفظ  يسلم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة” 
أخرجه مسلم.
ويصح أكثر من ثلاث عشرة ركعة ولكن يختمهن بوتر كما جاء في الحديث:
 صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشيت الصبح أوتر بواحدة
أخرجه البخاري.

6- القراءة في الوتر:
يسن للمصلي أن يقرأ في الركعة الأولى من الوتر بـ سبح اسم ربك الأعلى } 
وفي الركعة الثانية بـ { قل ياأيها الكافرون }
وفي الثالثة بـ { قل هو الله أحد }
لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : 
 كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعة الأولى بـ { سبح اسم ربك الأعلى وفي الثانية بـ { قل ياأيها الكافرون }
وفي الثالثة بـ قل هو الله أحد } والمعوذتين 
أخرجه الترمذي.

7- القنوت في الوتر:
القنوت في الوتر مستحب وليس بواجب، والدليل على مشروعيته:
أنه صلى الله عليه وسلم كان يقنت في ركعة الوتر ولم يفعله إلاّ قليلاً.
ولما روي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال:
” علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر:
اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت،
وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت،
إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت ”
أخرجه أبو داود.

8- محل القنوت:
القنوت في الوتر يكون في الركعة الأخيرة من الوتر بعد الفراغ من القراءة وقبل الركوع،
كمايصح بعد الرفع من الركوع وكلها قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم.


9- قضاء من فاته الوتر:
ذهب جمهور العلماء إلى مشروعية قضاء الوتر
فقد جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
 من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا ذكره 
أخرجه أبو داود.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
” إذا أصبح أحدكم ولم يوتر فليوتر ” 
أخرجه الحاكم.
والسنة قضاؤها ضحى بعد ارتفاع الشمس وقبل وقوفها,
شفعاً لا وتراً، فإذا كانت عادتك الإيتار بثلاث ركعات في الليل فنمت عنها أو نسيتها
شرع لك أن تصليها نهاراً أربع ركعات في تسليمتين، وإذا كانت عادتك الإيتار بخمس ركعات في الليل
فنمت عنها أو نسيتها شرع لك أن تصلي ست ركعات في النهار في ثلاث تسليمات، وهكذا الحكم فيما هو أكثر من ذلك.


10- حكم ترك صلاة الوتر:
فقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن ذلك فقال:
 الحمد لله، الوتر سنة باتفاق المسلمين، ومن أصر على تركه فإنه ترد شهادته،
والوتر أوكد من سنة الظهر والمغرب والعشاء،
والوتر أفضل الصلاة من جميع تطوعات النهار، كصلاة الضحى،
بل أفضل الصلاة بعد المكتوبة صلاة الليل، وأوكد ذلك الوتر وركعتا الفجر،
والله أعلم .



(57)

" عيادة المريض"هي زيارته , وسميت عيادة لأن الناس يعودون إليه مرة بعد أخرى . 
حكم عيادة المريض : 
ذهب بعض العلماء إلى أنها سنة مؤكدة , واختار شيخ الإسلام أنها فرض كفاية ،
كما في "الاختيارت" (ص 85) , وهو الصحيح .
فقد ثبت في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم : ( خمس تجب للمسلم على أخيه المسلم : وذكر منها : عيادة المريض ) وفي لفظ : ( حق المسلم على المسلم ...)
وقال البخاري : " باب وجوب عيادة المريض 
وروى قول النبي صلى الله عليه وسلم :
( أطعموا الجائع , وعودوا المريض , وفكوا العاني) "
انتهى . 
وهذا الحديث يدل على الوجوب , وقد يؤخذ منها أنها فرض كفاية كإطعام الجائع وفك الأسير .
ونقل النووي الإجماع على أنها لا تجب . قال الحافظ في الفتح (10/117) : يعني على الأعيان .



وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "الشرح الممتع" (5/173) : 

" الصحيح أنها واجب كفائي ، فيجب على المسلمين أن يعودوا مرضاهم "
انتهى بتصرف . 

فضل عيادة المريض : 
وورد في فضلها أحاديث كثيرة ، منها : قوله صلى الله عليه وسلم :
( إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا عَادَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ )
رواه مسلم (2568) . 
خرفة الجنة أي جناها . 
شبه ما يحوزه العائد من ثواب بما يحوزه الذي يجتني الثمر . 
وليست عيادة المريض خاصة بمن يعرفه فقط ، بل هي مشروعة لمن يعرفه ومن لا يعرفه 

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 567x425 .


حد المريض الذي تجب عيادته : 

هو المريض الذي يحبسه مرضه عن شهود الناس ,
أما إذا كان مريضاً ولكنه يخرج ويشهد الناس فلا تجب عيادته . 

هل يكرر العيادة ؟ 
اختار بعض العلماء أنه لا يعوده كل يوم حتى لا يثقل عليه ,
والصواب أن ذلك يختلف باختلاف الأحوال , 
فبعض الناس يستأنس بهم المريض ويشق عليه عدم رؤيتهم كل يوم ,

فهؤلاء يسن لهم المواصلة ما لم يعلموا من حال المريض أنه يكره ذلك . 
حاشية ابن قاسم (3/12) . 

 

لا يطيل الجلوس عند المريض 
ينبغي أن لا يطيل الجلوس عند المريض ,
بل تكون الزيارة خفيفة حتى لا يشق عليه , أو يشق على أهله ،
فإن المريض قد تمر به حالات أو أوقات يتألم فيها من المرض ،
أو يفعل ما لا يحب أن يطلع عليه أحد , فإطالة الجلوس عنده يوقعه في الحرج . 
إلا أنه يعمل في ذلك بقرائن الأحوال , فقد يحب المريض من بعض الناس طول الجلوس عنده . 
حاشية ابن قاسم (3/12) ، الشرح الممتع (5/174) . 

وقت الزيارة : 

وأما وقت الزيارة , فلم يرد في السنة ما يدل على تخصيصها بوقت معين قال ابن القيم : لم يخص صلى الله عليه وسلم يوماً من الأيام ,
ولا وقتاً من الأوقات بعيادة , بل شرع لأمته ذلك ليلاً ونهاراً , وفي سائر الأوقات اهـ . 
"زاد المعاد" (1/497) . 
وكان بعض السلف يعود المريض في أول النهار أو أول المساء حتى تصلي عليه الملائكة وقتاً أطول ,
عملاً بالحديث :
( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إلا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ ,
وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إلا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ ) 
لكن يجب مراعاة حال المريض والأرفق به ،
فلا ينبغي للزائر أن يختار الوقت الأنسب له ، ولو كان في ذلك مشقة على المريض أو على أهله ،
ويمكن تنسيق ذلك بالاتفاق مع المريض نفسه أو أهله . 
وقد تتسبب كثرة زيارات الناس للمرضى وعدم مراعاتهم تخفيفها واختيار الوقت المناسب لها في زيادة المرض على المريض . 




سنن مهجورة يوم الجمعة "

--------
(58)
" قصر الخطبة وإطالة الصلاة "
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 576x425 .




(59)
" صلاة سنة الجمعة "
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 576x425 .




(60)
" عدم إفراد يوم الجمعة بالصوم "
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 576x425 .




(61)
" الانصات إذا تكلم الإمام "
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 576x425 .




(62)
" قراءة سورتى السجدة والإنسان " 
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 576x425 .


(63)
" التطهر والتطيب قبل الذهاب " 

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 576x425 .

(64)
صلاة ما تيسر حتى يتكلم الإمام "

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 576x425 .

(65)
" الاغتسال يوم الجمعة "

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 576x425 .

 (66)
" التبكير للصلاة "

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 576x425 .

(67)
تحرى ساعة استجابة الدعاء "

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 576x425 .

(68)
" الصلاة على النبى "

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 576x425 .

(69)
" عدم تخصيص ليلة الجمعة بقيام الليل "

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 576x425 .


فنعمل على إحيائها يوم الجمعة ما استطعنا
(70)

" إماطة الأذى عن الطريق"

تساهل كثير من الناس في هذا الأمر فصاروا لا يبالون بأذية الناس
في طرقاتهم وأمكنة جلوسهمواستراحاتهم:
يحفرون الحفر في الطريق، ويطرحون القمامة، ويلقون الأحجار والحديد
وقطع الزجاج، ويرسلون المياه، ويقوفون السيارات في الطرقات -
ولو كان في ذلك أذية الناس وسد
الطريق وعرقلة السير وتعرض المارة للخطر.
ونسوا أو تناسوا ما في ذلك من الوعيد والإثم.
ولا تجد من يحتسب الأجر فيزيل هذا الأذى أو يتسبب في إزالته
بمراجعة المسئولين عن ذلك.
وإذا كان هناك ظل حول الطرق العامة الطويلة من شجر
أو جسور يستريح تحتها المسافرون جاء
من يفسد ذلك عليهم بوضع القاذورات والأوساخ فيها،
أو التبول والتغوط، أو تفريغ زيت السيارة، أو
ذبح الأغنام وترك الدم والفرث والعظام، ومخلفات الطعام
أو غير ذلك مما يفسد الظل على من جاء بعده

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 567x425 .

لإماطة الأذى عن الطريق فضائل تابتة :
------------------
أ. فإماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً ، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ ) .
رواه البخاري ( 9 ) ومسلم ( 35 ) - واللفظ له - .

ب. وإماطة الأذى عن الطريق موجب لشكر الله تعالى لفاعله ، ولمغفرة ذنوبه :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَه ) .
رواه البخاري ( 624 ) ومسلم ( 1914 ) .

ج. وإماطة الأذى عن الطريق موجب لدخول الجنة :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : 
( لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ ) .
رواه مسلم ( 1914 ) .
وفي رواية :
( مَرَّ رَجُلٌ بِغُصْنِ شَجَرَةٍ عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ فَقَالَ وَاللَّهِ لَأُنَحِّيَنَّ هَذَا عَنْ الْمُسْلِمِينَ لَا يُؤْذِيهِمْ فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ ) .




د. وإماطة الأذى عن الطريق من العمل النافع :

عن أَبي بَرْزَةَ الأسلمي قَالَ : قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَنْتَفِعُ بِهِ قَالَ :
( اعْزِلْ الْأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ ) .
رواه مسلم ( 1915 ) .

قال النووي – رحمه الله - :

هذه الأحاديث المذكورة في الباب ظاهرة في فضل إزالة الأذى عن الطريق 
سواء كان الأذى شجرة تؤذي ، أو غصن شوك ، أو حجراً يعثر به ، أو قذراً ، أو جيفة ، وغير ذلك .
وإماطة الأذى عن الطريق من " شُعَب الإيمان " – كما سبق في الحديث الصحيح -
وفيه التنبيه على فضيلة كل ما نفع المسلمين وأزال عنهم ضرراً .
قوله صلى الله عليه و سلم 
( رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق )
أي :
يتنعم في الجنة بملاذِّها بسبب قطعه الشجرة .

" شرح مسلم " ( 16 / 171 ) . 
(71)
" الــــعقيقـــــــــــــــــــــــــــة"
من السنن المؤكدة
والعقيقة ذبح شاة عن المولود يوم سابعه



روى البخاري ان رسول الله قال:(( مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دما وأميطواعنه الاذى ))
وفي رواية :
(( العقيقة تذبح لسبع او لاربع عشر او لاحدى وعشرين )) 
صحيح الجامع
للغلام شاتان والانثى واحدة
ولا يشترط في العقيقة شروط الاضحية
قال ابن القيم: 
"فالذبيحة عن الولد فيها معنى القربان والشكران والفداء والصدقة،
وإطعام الطعام عند حوادث السرور العظام؛
شكراً لله وإظهاراً لنعمته التي هي غاية المقصود من النكاح،
فإذا شُرع الإطعام للنكاح الذي هو وسيلة إلى حصول هذه النعمة؛ فلأن يُشرع عند الغاية المطلوبة أولى وأحرى"

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 600x849 .

(72)
" تغيير الشيب "
من السنة تغيير الشيب وصبغه بأي لون كالأحمر أو الأصفر أو البني ،
إلا اللون الأسود فإنه محرم !
وفي هذا يقول صلى الله عليه وسلم
(غيروا هذا الشيب بشيئ وجنبوه السواد)
حديث صحيح رواه مسلم 

وقال صلى الله عليه وسلم
(غيروا الشيب ولا تقربوه السواد)
حديث صحيح رواه أحمدوقال صلى الله عليه وسلم
(غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود والنصارى
حديث صحيح رواه أحمد
---------

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 576x425 .

"
 لعل الحكمة من تجنب السواد ـ

---------------
والله أعلم ـأن السواد يحصل به التلبيس والتغيير أكثر ،
ففيه تشبه بالشباب ، وتلبيس بأنه في دور الشباب وسن الشباب ،
أما الحمرة والصفرة فلا يحصل بها تلبيس ، فالحمرة والصفرة يعرف بأنها شيب ،
وأنه قد صبغ لأجل تغيير الشيب ، أما السواد فيحصل به اللبس ويحصل به التزوير ،
ويحصل بذلك ما لا ينبغي من التزوير على الناس . وكأنه يقول : أنا ما شبت أنا شاب ،
فهذا نوع من الكذب الفعلي بفعله ، بخلاف الأصفر والأحمر فإنه واضح " انتهى .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
"فتاوى نور على الدرب" (2/592) .

(73)
" مسح أثر النوم عن الوجة باليد "

وقد نص على استحبابه النووي وابن حجر لحديث ،،
[ فاستيقظ رسول الله ، فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده 
رواه مسلم .


يسن مسح الوجه باليدين 
فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من النوم جعل يمسح النوم عن وجهه،
ولعل ذلك يكسب نشاطًا ويذهب الكسل ويقوي على العبادة. 


(74)
التزاور فى الله "
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : 
(( أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى ، فأرصد الله له على مدرجته ملكًا
( أي: أقعده على الطريق يرقبه )
فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟
قال: لا ، غير أني أحببته في الله عز وجل ، قال: فإني رسول الله إليك ، بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه ))
[ رواه مسلم: 6549 ].


فضل الزيارة في الله عز وجل، والتي يكون الباعث عليها الحب في الله تعالى وليس غرض من أغراض الدنيا،
أو مصلحة من المصالح العاجلة، فهي سبب لمحبة الله تعالى للعبد، وسبب لدخول الجنة؛
ففي الحديث أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :
« مَنْ عَادَ مَرِيضًا، أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ، نَادَاهُ مُنَادٍ : أَنْ طِبْتَ، وَطَابَ مَمْشَاكَ، وَتَبَوَّأْتَ مِنْ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا»
رواه الترمذي رقم (2008) وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم : (2578).



وعن مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ :
« قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ »
رواه مالك في الموطأ 2/953 ح: (1711)، وأحمد 2/533 وصححه الألباني في تخريج مشكاة المصابيح رقم 5011.
الزيارة في الله عز وجل فيها فوائد جمة؛ فهي تؤلف القلوب،
وتزيد الإيمان، وتفرح النفس، وفيها التناصح والتعاون على الخير،
قال محمد بن المنكدر:
وقد سئل: ما بقي من لذةٍ في هذه الحياة؟ قال:التقاء الإخوان، وإدخال السرور عليهم 
وقال الحسن البصري:
إخواننا أحب إلينا من أهلينا؛ إخواننا يذكرونا بالآخرة، وأهلونا يذكرونا بالدنيا ".


(75)
" البكاء من خشية الله "
إن أهل المعاصي ليسوا من الله في شيء فقد اجتمعت على قلوبهم الذنوب 
حتى صارت قلوباً قاسية كالحجارة أو أشد قسوة وأبعد القلوب من الله القلب القاسي
أما أهل الإيمان فهم أهل الله وخاصته الذين ما تركوا لله طاعة إلا شمروا عن ساعد الجد لأدائها 
وما علموا بشيء فيه رضا لله إلا فعلوه راغبين راهبين فأورثهم الله نور الإيمان في قلوبهم 
فصارت قلوبهم لينه من ذكره تعالى وقادت جوارحهم للخشوع فما تكاد تخلوا بالله إلا فاضت أعينهم من الدمع 
من كمال خشيته وكانت تلك الدموع أكبر حائل يحول بين صاحبها وبين النار .




قال المباركفورى :


[ عينان لا تمسهما النار] 
أي: لا تمس صاحبهما فعبر بالجزء عن الجملة وعبر بالمس إشارة إلى امتناع ما فوقه بالأولى 
[عين بكت من خشيه الله] 
وهى مرتبه المجاهدين مع النفس التائبين عن المعصية سواء كان عالماً أو غير عالم 
[وعين باتت تحرس في سبيل الله] 
وهى مرتبة المجاهدين في العبادة وهى شاملة لأن تكون في الحج أو طلب العلم أو الجهاد

أو العبادة والأظهر أن المراد به الحارس للمجاهدين لحفظهم عن الكفار 
---------
ولقد أثنى الله في كتابة الكريم في أكثر من موضع على البكائين من خشيته تعالى فقال جل شأنه :
[وقرءاناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا قل آمنوا به أولا تؤمنوا


إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا
ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا]
الإسراء 106-109 .



وقال تعالى:
[أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبين من ذريه آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذريه إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا
إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكيا]


مريم 58 .
وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم


[ لايلج النار رجل بكى من خشيه الله حتى يعود اللبن في الضرع ولايجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم ]

رواه الترمزى .





قال القرطبي:


وفيض العين بحسب الذاكر وما ينكشف له فبكاؤه خشيه من الله تعالى حال أوصاف الجلال وشوقاً إليه سبحانه حال أوصاف الجمال .



(76)
" 
كشف بعض البدن ليصيبه المطر"

عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: أصابنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مطر .
قال: فحسر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن ثوبه حتى أصابه من المطر ،
فقلنا: يا رسول الله! لم صنعت هذا؟ قال: (( لأنه حديث عهد بربه))"
[ رواه مسلم: 2083 ] . 
* حسر عن ثوبه أي: كشف بعض بدنه.


هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 567x425 .


قال النووي:
ومعناه أن المطر رحمة, وهو قريب العهد بخلق الله تعالى له, فيتبرك به.
وفي الحديث دليل أنه يستحب عند أول المطر أن يكشف بدنه ليناله المطر لذلك.
وعلق العلامة الشيخ عبد الله بن جبرين على الحديث بقوله:
لما نزل المطر مرة, خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المنزل,
وكشف عن رأسه ليُصيبه المطر, وأخذ يمسح رأسه بما أصابه
ويقول:
"إنه حديث عهد بربه
يعني أن هذا المطر حديث عهد بالله، فالله هو الذي أنزله من السماء,
وهو الذي خلقه وسخره، وهو الذي أمر بإنزاله،
فيقول هذه الكلمة إذا خرج إلى المطر وأصابه فإبتل رأسه وإبتلت ثيابه رجاء بركته .
والثابت من سنّة النبي صلّى الله عليه وسلّم:
"أنه إذا نزل المطر حسر ثوبه" ؛ أي: رفعه حتى يصيب المطر بدنه، ويقول: " لأنه حديث عهد بربه " .
وهذه السنّة ثابتة في الصحيح، وعليه فيقوم الإِنسان ويخرج شيئاً من بدنه إما من ساقه،
أو من ذراعه، أو من رأسه حتى يصيبه المطر اتباعاً لسنّة النبي صلّى الله عليه وسلّم.

قال الألباني في مختصر العلو:
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
إذا أمطرت السماء حسر عن منكبيه حتى يصيبه المطر ويقول : إنه حديث عهد بربه.

(77)
" رد التثاؤب "
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( التثاؤب من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع ، فإن أحدكم إذا قال: ها ، ضحك الشيطان )) 
[ متفق عليه:3289 - 7490 ]. 

فإن التثاؤب من الشيطان،
كما قال البخاري رحمه الله في كتاب الأدب:
باب ما يستحب من العطاس وما يكره من التثاؤب،
وذكر حديث أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
( إن الله يحب العطاس )،
وفيه:
( وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان، فليرده ما استطاع، فإذا قال: ها، ضحك منه الشيطان)،
وفي رواية أبي داود :
( فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، ولا يقول: هاها، فإنما ذلك من الشيطان يضحك منه )،وفي رواية:
( إذا تثاءب أحدكم فليمسك على فيه فإن الشيطان يدخل ) 
أي: يدخل مع التثاؤب. إذاً: التثاؤب من الشيطان،
والشيطان يدخل مع التثاؤب إلى جوف الشخص، ويضحك من العبد المتثائب،
أما بالنسبة للتثاؤب فأصله من ثئب فهو مثئوب،
إذاً: مرد التثاؤب إلى الكسل، ومأخوذ منه.
ومن خصائص النبي صلى الله عليه وسلم عدم التثاؤب

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 600x424 .
🌟 ومن آداب التثاؤب 🌟
------------
1- كراهية إظهار التثاؤب بين الناس
2- إذا تثاءب حال قراءة القرآن أمسك عن القراءة
3- تغطية المتثائب فمه بكفه ونحوها
4- تغطية التثاؤب ورده في الصلاة وخارجها
5- 
رد التثاؤب أو وضع اليد على الفم 
أرشد النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث بقوله:
فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع ) 
وجاء في الرواية الأخرى:
( فليضع يده على فيه ). 


(78)
" سُنَنْ الدخول والخروج من الحمام "




1- الدخول بالرجل اليسرى والخروج بالرجل اليمنى :

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 640x480 .


(79)

2- دعاء الدخول:
اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث] 

متفق عليه 







(80) 
3- دعاء الخروج :
[ غفرانك]
أخرجه أصحاب السنن إلا النسائي





ويدخل الإنسان إلى الحمام في يومه وليلته عدة مرات 
وكلما دخل طبق هذه السنن في دخوله وخروجه،
سنتان في الدخول ، وسنتان في الخروج .

(81)" التكبير والتسبيح عند المنام "
عن علي رضي الله عنه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال حين طلبت منه فاطمة ـ رضي الله عنها ـ خادمًا: 
(( ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم ؟ إذا أويتما إلى فراشكما ، أو أخذتما مضاجعكما ،
فكبرا أربعًا وثلاثين ، وسبحا ثلاثًا وثلاثين ، واحمدا ثلاثًا وثلاثين. فهذا خير لكما من خادم ))

[متفق عليه: 6318 – 6915] 

https://www.youtube.com/watch?v=oODuVrbG8fQ
(82)
" قيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام الليل "

قيام الليل 

واظب النبي صلى الله عليه وسلم على احيائها،،،،وانطلق الصحابة معه وجميع المؤمنين 
فطبقوا هذا النهج الرباني ،،،فانفتح لهم الخير من كل مكان
فتجدهم في راحة واطمئنان ،،،



قيام الليل في القرآن

قال تعالى:

{ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} 
وقال تعالى :
{كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }

وقال تعالى: 

{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [الزمر:9]. 






قيام الليل في السنة

قال عليه الصلاة والسلام:
{عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم،ومطردة للداء عن الجسد }


[رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني].




وقال النبي عليه الصلاة والسلام::
{ في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها }


فقيل: لمن يا رسول الله؟ قال:

{ لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائماً والناس نيام }

[رواه الطبراني والحاكم وصححه الألباني].

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 567x425 .






(83)
" التشهد بعد الوضوء "
من السنة أن يقول المسلم بعد الوضوء :
(أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)
رواه مسلم (234)

ولا يقتصر على قوله "لا إله إلا الله" فقط 












(84
)

" القنـــــــــــــــــــــــــــوات فى النوازل "

ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت بأصحابه شهراً على قبائل من العرب غدروا بسبعين من أصحابه رضي الله عنهم وقتلوهم . 

فروى البخاري (3170) ومسلم (677) 
عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
(أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ شَهْرًا بَعْدَ الرُّكُوعِ يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ) .



وكان صلى الله عليه وسلم يقنت في الصلوات الخمس كلها ، لا يخص فرضا دون فرض ،
فروى أبو داود (1443) وأحمد (2741) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : 
(قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا مُتَتَابِعًا فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَصَلَاةِ الصُّبْحِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ إِذَا قَالَ : سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ مِنْ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ ، يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ ، وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ
صححه ابن القيم في "الزاد" (1/280) ، وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود" .


وقال شيخ الإسلام رحمه الله :


"يُشْرَعُ أَنْ يَقْنُتَ عِنْدَ النَّوَازِلِ يَدْعُو لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَدْعُو عَلَى الْكُفَّارِ فِي الْفَجْرِ وَفِي غَيْرِهَا مِنْ الصَّلَوَاتِ " انتهى . 

وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :

"ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في النوازل ،
يدعو على المعتدين من الكفار ويدعو للمستضعفين من المسلمين بالخلاص
والنجاة من كيد الكافرين وأسرهم ، ثم ترك ذلك ولم يخص بالقنوت فرضا دون فرض" انتهى .


"فتاوى اللجنة الدائمة" (7/42) .


وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :


"قنوت النوازل سنة مؤكدة في جميع الصلوات ,
وهو الدعاء على الظالم بأن يخزيه الله ويذله ويهزم جمعه ويشتت شمله ، وينصر المسلمين عليه 
انتهى .


"مجموع فتاوى ابن باز" (7/381) .


وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :


" القنوت في النوازل مشروع في جميع الصلوات كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
وليس خاصاً بصلاة الفجر والمغرب ، وليس خاصاً بليلة أو يوم معين من الأسبوع ،
بل هو عام في كل أيام الأسبوع " انتهى .



هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 650x919 .
(85)
" صلاة ركعتين عند القدوم من السفر "عن كعب بن مالك قال : 

" كان رسول الله إذا قدم من سفر بدأبالمسجد فصـــــلى فـــيـــه ركعــتــين " 

يستفاد من الحديث:

1_ في هذا الحديث أنه يسن للمسافر صلاة ركعتين عند رجوعه 
من سفـــره
2 _ يجوز أن يصلي هذه الصلاة في أي مسجد من بلده
3_ قال الشيخ ابن عثيمين : وما أظــن أحداً من الناس اليوم إلا 
قليلاً يستعمل هذه السنـة ، وهذا لجهل الناس بهذا وإلا فهذا سهل
والحمــد لله
4 _ ينبغي على المسلم أن يحرص على تطبيق السنن وخاصـــة مثل
هذه السنــة التي هجـــرت عند كثير من الناس


يستحب للقادم من السفر أن يبدأ بالمسجد فيصلي فيه ركعتين كأي ركعتي نافلة كما يستحب له أن يصليهما عند الخروج للسفر.

فإن استحباب صلاة ركعتين عند القدوم من السفر
ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين وغيرهما، 


ولفظ البخاري عن كعب:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر ضحى

دخل المسجد فصلى ركعتين قبل أن يجلس. 

(86)
الصدقة الجارية "

قال الله تعالى :قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ
[إبراهيم:31]. 
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 631x494 .

الصدقة الجارية :( هي الوقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــف )
وهي الواردة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ : صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ )
رواه مسلم (1631).


أنواع الصدقات الجارية وأمثلتها كثيرة ، منها :
بناء المساجد ، وغرس الأشجار ، وحفر الآبار ، وطباعة المصحف وتوزيعه ،
ونشر العلم النافع بطباعة الكتب والأشرطة وتوزيعها .

(87)
" قتل الوزغ (البرص) "


عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم 
" من قتل وزغة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة ،
ومن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة دون الأولى ،
وان قتلها في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة "
وفي رواية 
" من قتل وزغا في أول ضربة كتب له مائة حسنة ، وفي الثانية دون ذلك ، وفي الثالثة دون ذلك 
رواه مسلم 




قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه على رياض الصالحين ج 4 ص 536 ما نصه :


كل ذلك تحريضا للمسلمين على المبادرة لقتله ، وان يكون قتله بقوة ليموت في اول مرة ،
وسماه النبي صلى الله عليه وسلم فاسقا ، ...
ولذلك ينبغي للمسلم ان يتتبع الأوزاغ في بيته ، في السوق ، في المسجد ويقتلها ..


عن سائبة مولاة للفاكه بن المغيرة قالت :
( دخلت على عائشة فرأيت في بيتها رمحا موضوعا قلت يا أم المؤمنين ما تصنعون بهذا الرمح ؟
قالت هذا لهذه الأوزاغ نقتلهن به
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين ألقى في النار
لم تكن في الأرض دابة إلا تطفىء النار عنه غير الوزغ فإنه كان ينفخ عليه فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله ..)
الصحيحة للألباني (4/108) .
(88)
" اتباع الجنائز "

فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:
"من شهد الجنازة حتى يُصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان"
قيل: يا رسول الله، ما القيراطان؟ قال: "مثل الجبلين العظيمين
يعني: من الأجر، وهذا يدل على شرعية اتباع الجنائز للصلاة وللدفن جميعاً،



وما ذاك إلا لما في اتباع الجنائز من المصالح الكثيرة:

منها:
أن ذلك يذكر بالموت ويذكر التابع بالاستعداد للآخرة،
وأن الذي أصاب أخاه سوف يصيبه، فليعد العدة وليحذر من الغفلة.

ومن ذلك أيضاً:
أن في اتباع الجنائز جبراً للمصابين ومواساة لهم وتعزية لهم في ميتهم،
فيحصل له بذلك أجر التعزية والجبر والمواساة لإخوانه.

ومن ذلك أيضاً:
أنه يعينهم على ما قد يحتاجون إليه في حمل ميتهم ودفنه.



فعلى كل تقدير اتباع الجنائز فيه مصالح كثيرة،
ولو لم يكن فيه إلا أنه يذكر بالموت وما بعده ويدعو إلى الاستعداد للآخرة
والتأهب للقاء الله عز وجل لكان هذا كافياً، فكيف وفي ذلك مصالح أخرى؟
ثم في ذلك هذا الأجر العظيم، أنه يحصل له بالصلاة قدر قيراط،
قدر جبل من الأجر، وبالصلاة والدفن جميعاً مثل الجبلين العظيمين من الأجر،
وهذا فضل كبير وخير عظيم.

وروى البخاري رحمه الله في صحيحه بلفظ آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"من تبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً وكان معها حتى يُصلى عليها ويُفرغ من دفنها
فإنه يرجع من الأجر بقيراطين، كل قيراط مثل جبل أحد
وفي هذا بيان أن هذا الاتباع يكون إيماناً واحتساباً، لا للرياء والسمعة ولا لغرض آخر،
بل يتبع الجنازة إيماناً واحتساباً، إيماناً بأن الله شرع ذلك،
واحتساباً للأجر عنده سبحانه وتعالى، وفي ضمن ذلك هذه المصالح الكثيرة،
ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: "من تبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً و
كان معها حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها
فإنه يرجع بقيراطين كل قيراط مثل جبل أحد".

وفي هذا الحديث دلالة على أن التابع لا ينصرف حتى تُدفن،
بعض الناس قد ينصرف عند وضعها في الأرض،
هذا خلاف المشروع، المشروع أنه يبقى مع إخوانه حتى يفرغوا من دفنها،
حتى ينتهوا.
*الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله **


*من السنن المهجورة في الصلاة **
(89)
" دعاء الاستفتاح "







(90)

" التصاق الكعب بالكعب بين المصلين في الصف "
وقد استبدله البعض جهلا بالصاق اطراف الاصابع وهذا ليس من السنة .








(91)

" تسوية الصفوف "









(92)

" رفع اليدين فى تكبيرة الإحرام "






(93)

" صلاة ركعتين عند التوبة "هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 589x385 .







(94)
" جلسة الاستراحة "

بعد السجدة الثانية من الركعة الاولى وقبل القيام، وبعد الانتهاء من السجود الثاني في الركعة الثالثة وقبل القيام ، وهي جلسة مثل الجلسة بين السجدتين ولكنها سريعه وخفيفه و لا يقراء فيها شيء .

عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ، فإذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعدًا.
رواه البخاري





(95)
الافتراش "

والافتراش : أن ينصب قدمه اليمنى قائمة على أطراف الأصابع ويفرش رجله اليسرى ويجلس عليها . 

*****(96)
" التورك "
التورك: في التشهد الاخير في الصلاة الرباعية والثلاثية .

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 577x387 .






(97)

" قصر الصلاة فى السفر "








(98)

" التفل عن يساره ثلاثا عند الوسوسة الشديدة ".

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

في تفسير ذلك اذا كان يسار الصف او منفردا .






(99)

"صلاة النافلة فى المنزل "






(100)
"الدعاء عند الدخول والخروج من المسجد "








(101)

" عدم الجهر بالبسملة فى الصلاة الجهرية "










(102)

" اتمام الركوع والسجود "









(103)
" المحافظة على السنن الرواتب "



(104)
غسل الإناء مكان ولغ الكلب سبع مرات "
روى مسلم (279) عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( طَهُورُ إِنَاءِ أَحَدِكُمْ إِذَا وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ أَنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ ، أُولاهُنَّ بِالتُّرَابِ ) .

وقال الشيخ ابن عثيمين : 

" إذا كانت النجاسة على غير الأرض وهي نجاسة كلب ، فإنه لا بد لتطهيرها من سبع غسلات إحداها بالتراب " انتهى . 
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (11/245) . 
والأفضل أن تكون الغسلة الأولى هي التي بالتراب ،
فإن جعل التراب في غيرها حصل المقصود ، وطهر المكان . 

قال النووي في "المجموع" (2/598) : 
" فالحاصل أنه يستحب جعل التراب في الأولى ، فإن لم يفعل ففي غير السابعة أولى ، فإن جعله في السابعة جاز , وقد جاء في روايات في الصحيح ( سبع مرات ) , وفي رواية : ( سبع مرات أولاهن بالتراب ) , وفي رواية : ( أخراهن بدل أولاهن ) , وفي رواية : ( سبع مرات السابعة بتراب ) , وفي رواية : ( سبع مرات وعفروه الثامنة في التراب ) وقد روى البيهقي وغيره هذه الروايات كلها ، وفيه دليل على أن التقييد بالأولى وغيرها ليس للاشتراط , بل المراد إحداهن " انتهى . 

" وغسله بالتراب له عدة طرق : 

1- أن يغسل بالماء ثم نذر التراب عليه . 
2- أن نذر التراب عليه ثم نتبعه الماء . 
3- أن نخلط التراب بالماء ثم نغسل به الإناء
" قاله الشيخ ابن عثيمين في "شرح بلوغ المرام" حديث رقم (14) .



(105)
" مسح الرأس مرة واحدة مقبلا ومدبرا "




(106)
" أذكار الصباح "





(107)

" أذكار المساء "





(108)
" الفطر على الرطب أو التمر أو الماء "


صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يفطرعلى الرطب أو على التمر إن لم يجد الرطب، 

ففي سنن أبي داود والترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: 
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي،
فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء.
صححه الألباني.



(109)
" إجابة الدعوة "


من السنة إجابة الدعوة ولكن 
العلماء 
قسم الدعوة التي أُمر المسلم بإجابتها إلى قسمين :الأول :

الدعوة إلى وليمة العرس ، فجماهير العلماء على وجوب إجابتها إلا لعذر شرعي ،
وسيأتي ذكر بعض هذه الأعذار ـ إن شاء الله ـ .
والدليل على وجوب الإجابة ما رواه البخاري (4779 ) ومسلم ( 2585 )
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
" شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ يُمْنَعُهَا مَنْ يَأْتِيهَا وَيُدْعَى إِلَيْهَا مَنْ يَأْبَاهَا وَمَنْ لَمْ يُجِبْ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ "
الثاني :
الدعوة لغير وليمة العرس على اختلاف أنواعها ، فجماهير العلماء يرون أن إجابتها مستحبة ،
ولم يخالف إلا بعض الشافعية والظاهرية ، فأوجبوها ، ولو قيل بتأكد استحباب الإجابة لكان قريبا .والله أعلم .
لكن العلماء اشترطوا شروطا لإجابة الدعوة ، فإذا لم تتحقق هذه الشروط
لم يكن حضور الدعوة واجبا ولا مستحبا ،بل قد يحرم الحضور ،
وقد لخص هذه الشروط الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله فقال :
1-ألا يكون هناك منكر في مكان الدعوة ، فإن كان هناك منكر وهو يستطيع إزالته وجب عليه الحضور
لسببين :
إجابة الدعوة ، وتغيير المنكر ، وإن كان لا يمكنه إزالته حرم عليه الحضور .
2- أن يكون الداعي للوليمة ممن لا يجب هجره أو يُسنّ .
[ كأن يكون مجاهرا بفسق أو معصية ، وهجره قد ينفع في توبته من ذلك ] 
3- أن يكون الداعي مسلما ، وإلا لم تجب إجابته 
لقوله صلى الله عليه وسلم :
" حق المسلم على المسلم .. " 
4- أن يكون طعام الوليمة مباحا ، يجوز أكله .
5- أن لا تتضمن إجابة الدعوة إسقاط واجب أو ما هو أوجب منها فإن تضمن ذلك حرمت الإجابة .
6- أن لا تتضمن ضررا على المجيب مثل أن يحتاج إلى سفر أو مفارقة أهله المحتاجين إلى وجوده بينهم ، أو نحو ذلك من أنواع الضرر . 
( القول المفيد 3 / 111 بتصرف ) .
وزاد بعض العلماء :
7- أن يخص الداعي المدعو بالدعوة ، بخلاف ما لو دعا الحاضرين في مجلس عام لحضور وليمته ،
وهو أحد هؤلاء ، فلا يلزمه الحضور عند الأكثر .
وبهذا يتبين لك أن حضور مثل هذه الدعوات لا يلزمك بل قد يحرم عليك ،
إذا كنت لا تستطيعين تغيير المنكر أو يترتب على حضورك تضييع حق زوجك أو حق أولادك من تربيتهم ورعايتهم الواجبة عليك ، 
ثم أنت أيضا لا تسلمين من شرهم و ضررهم ، وهذا عذر يسقط عنك حضور الدعوة الواجبة ، فكيف بما هو دونها .


(110)
" تبشير المسلم بما يسره "






(111)
" الصبر عند الصدمة الأولى "


عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أتى على امرأة تبكي على صبي لها، فقال لها: ( اتقى الله واصبري )،
فقالت: وما تبالى بمصيبتي؟، فلما ذهب قيل لها: إنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،
فأخذها مثل الموت، فأتت بابه فلم تجد على بابه بوّابين، فقالت: يا رسول الله لم أعرفك،
فقال لها: ( إنما الصبر عند أوّل صدمة ). أو قال :( عند أول الصدمة ) 
متفق عليه واللفظ لمسلم .



 

(112)
" المسح على الخف "




هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 567x425 .



هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 1024x768 .




(113)
" المسح على العمامة "

العمامة قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم جوز المسح عليها،
وهي من حيث النظر أولى من المسح على الخفين، لأنها ملبوسة على ممسوح،
وطهارة هذا العضو، وهو الرأس أخف من طهارة الرجلين، لأن طهارة الرأس تكون بالمسح،
فالفرع عنه وهي العمامة يكون أولى بالمسح من الملبوس على المغسول،
ولكن هل يُشترط فيها ما يُشترط في الخف بأن يلبسها على طهارة، 
وتتقيد مدتها بيوم وليلة للمقيم وثلاثة أيام بلياليها للمسافر،
أو أن المسح عليها مطلق متى كانت على الرأس مسحها سواء لبسها على طهارة أم لا وبدون توقيت،
إلا إنه في الحدث الأكبر لا يمسح عليها لأنه لا بد من الغسل لجميع البدن؟
هذا فيه خلاف بين أهل العلم، والذي قالوا لا يشترط لبسها على طهارة ولا مدة لها،
قالوا لأنه ليس في ذلك دليل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقياسها على الخفين على ما يقولون قياسٌ مع الفارق،
لأن الخفين لُبسا على عضو مغسول، وأما هذه فقد لُبستْ على عضو ممسوح طهارته أخف،
فلهذا لا يشترط للبسها طهارة ولا توقيت لها.ولكن لا شكّ أن الاحتياط أوْلى، والأمر في هذا سهل فإنه ينبغي أن لا يلبسها إلا على طهارة،
وأن يخلعها إذا تمت مدة المسح، ويمسح رأسه ثم يعيدها.
الشيخ محمد صالح العثيمين


(114)
" المدوامة على العمل الصالح وإن قل "


(115)" ذكر الله فى المجالس "



(116)" الإستغفار بالأسحار "






(117)" بناء المســـــــــــاجد "







(118)" ســـــــــــــــــــــــجدة التلاوة "






(119)" صلاة ركعتين تحية المسجد "






(120)" إفطــــــــــــــــــار صائم"



إفطار الصائم من السنن المنسية ولافطار الصائم عظيم الأجر عند اللهفعن زيد بن خالد الجهني قال : قال صلى الله عليه وسلم :
" مَن فطَّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء " .
رواه الترمذي ( 807 ) وابن ماجه ( 1746 ) وصححه ابن حبان ( 8 / 216 )والألباني في " صحيح الجامع " ( 6415 ) .

قال شيخ الإسلام : 
والمراد بتفطيره أن يشبعه . ا.هـ الاختيارات ص 194 .

وقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويرونه من أفضل العبادات .

وقد قال بعض السلف :
لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلي من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل .

وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم ، منهم عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - وداود الطائي ومالك بن دينار ،
وأحمد بن حنبل ، وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين .

وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس يخدمهم ، منهم الحسن وابن المبارك .


وعبادة إطعام الطعام ، ينشأ عنها عبادات كثيرة منها :
التودد والتحبب إلى المُطعَمين فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة :
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا " رواه مسلم ( 54 ) ،

كما ينشأ عنها مجالسة الصالحين واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك .


(121)" الدعاء لمن رأى مبتلى "

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

( من رأى مبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به و فضلني على كثير
ممن خلق تفضيلا . لم يصبه ذلك البلاء ) .
أخرجه الترمذي 
و
ابن ماجه وغيرهما
قال الشيخ الألباني : ( حسن ) صحيح الجامع 





(122)" إعادة السلام عندما يحول حاجز "


عن أبي هريرة قال :قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- 
( إذا التقى أحدكم أخاه فليسلم عليه فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه أيضاً )
وهذا كما جاء في الحديث عن البراء رضي الله عنه عن رسول الله أنه قال 
(أيما مسلمين التقيا فأخذ أحدهما بيد صاحبه فتصافحا وحمدا الله تعالى جميعا تفرقا وليس بينهما خطيئة)
أخرجه الإمام أحمد والضياء المقدسي
وقال الشيخ الألباني :
( صحيح )انظر حديث رقم : 2741 في صحيح الجامع 






(123)" الصمت عند قضاء الحاجة "




(124)" الدعاء عند الجماع "




يسن لمن أراد جماع أهله أن يقول :
" بِسْمِ اللَّهِ ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ ، وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا" ؛
لما روى البخاري (6388) ومسلم (1434) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا ، فَإِنَّهُ إِنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ فِي ذَلِكَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا ).

وفي رواية للبخاري (3283) 

( لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ وَلَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ ) .

وروايات الحديث تدل على أن هذا الذكر يقال عند الجماع ، لا عند مجرد المداعبة .


واختلف في المراد بقوله : ( لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا )

فقيل : المراد أنه يكون من الصالحين الذين لا سلطان للشيطان عليهم ، 
وقيل : أي لا يصرعه الشيطان ، أو لا يضله بالكفر ، أو لا يشارك أباه فيه عند جماع أمه . 

قال القاضي عياض رحمه الله : 


" قيل المراد بـ(أنه لا يضره) : أنه لا يصرعه شيطان . 

وقيل : لا يطعن فيه الشيطان عند ولادته ، بخلاف غيره . 

قال : ولم يحمله أحد على العموم في جميع الضرر والوسوسة والإغواء" انتهى . 


نقله النووي في "شرح صحيح مسلم" (10/5) .



(125)" النصح للمسلمين "




النصيحة من حق المسلم على أخيه المسلم روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة  قال :
((حق المسلم على المسلم ست إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه)).



وللنصحية آداب لابد من مراعاتها أهمها: 
1- الإخلاص لله تعالى فيها وألا يكون الغرض منها الشماتة في المنصوح 
والفرح بأنك ظفرت له بعيب فإن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم، 
ولا يجوز للمسلم أن يشمت في أخيه المسلم بل يحب له ما يحب لنفسه.
2- أن تكون النصيحة سراً إلا إذا كان المنصوح مجاهراً بالفسق أو البدعة يدعو الناس إليه 
أو تقتدي به الناس في بدعته أو فسقه فيمكن أن ينصح علناً من باب تحذير المسلمين
قال بعض السلف: من نصح أخاه سراً فقد نصحه وزانه ومن نصحه علانية فقد فضحه وشانه.

وقال الإمام الشافعي رحمه الله:


تعمدني بنصحك في انفراد وجنبني النصيحة في الجماعة


فإن النصح بين الناس نوع من التعيير لا أرضى استماعه


3-أن يسلك الناصح أفضل الوسائل التي يرجى معها استجابة المنصوح

فيمكن أن يُعرِّض فيقول: ((ما بال أقوام يفعلون كذا)) ويمكن أن يهدي إليه شريطاً أو كتاباً، 
وكذلك على الناصح اختيار الوقت الملائم حتى لا يعين الشيطان على أخيه.


(126)" تعجيل الفطر "





السنَّة أن يعجّل الإنسان الفطر ، وهذا الذي تدل عليه الأحاديث
فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : 
( قَالَ لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ ) 
رواه البخاري (1821) ومسلم (1838) 

فالذي ينبغي المبادرة إلى الإفطار على لقيمات يسكن بها جوعه ثم يقوم إلى الصلاة ،

ثم إن شاء عاد إلى الطعام حتى يقضي حاجته منه . 

وهذا كان فعل النبي عليه الصلاة والسلام ، 

فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى رُطَبَاتٍ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَتُمَيْرَاتٌ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تُمَيْرَاتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ ) 
رواه الترمذي (الصوم / 632) وصححه الألباني في صحيح أبي داود برقم (560) 

قال المباركفوري في شرحه للحديث : 

وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى كَمَالِ الْمُبَالَغَةِ فِي اِسْتِحْبَابِ تَعْجِيلِ الْفِطْرِ . 

الشيخ محمد صالح المنجد



(127)" الذهاب للمسجد ماشيا "




للمشي إلى المسجد عظيم الأجر , وأن أعظم المصلين أجراً أبعدهم منزلاً . 
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ,
قَالَ : إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ , وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ , وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ , فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ , فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ )
رواه مسلم ( 251 ) . 

وعنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ أَجْرًا فِي الصَّلاةِ أَبْعَدُهُمْ إِلَيْهَا مَمْشًى فَأَبْعَدُهُمْ )
رواه مسلم (662 ) . 

فهذا الحديث وما قبله دليل على فضل المنزل البعيد عن المسجد ؛ لحصول كثرة الخُطَا الذي من ثمرته حصول الثواب ,

وكثرتها تكون ببعد الدار , كما تكون بكثرة التردد إلى المسجد . 
فهذه الأحاديث وغيرها فيها حث للمسلم على أن يجتهد في إتيان المسجد ماشياً لا راكباً ولو كانت داره بعيدة ,
ما لم تكن مشقة أو عذر ككبر ونحوه , وألا يعوَّد نفسه ركوب السيارة , إذا كان المسجد تصله القدم بلا مشقة . 
ومع هذه الفضائل العظيمة في المشي إلى المسجد من محو الخطايا ورفع الدرجات والأجر العظيم والنور التام يوم القيامة ؛ 
فإن هناك فوائد أخرى عظيمة تعود على البدن : 

إن المشي إلى المسجد هو رياضة بحد ذاته , وفوائده لا تحصى ؛ وله دور كبير في تقوية الجسم وتنشيطه بإذن الله تعالى ؛

ليكون أهلاً لمقاومة الأمراض والآفات . 

إن السعي إلى بيوت الله كل يوم في أوقات معلومة متقطعة يكفي لتمرين العضلات 

وتنشيط الأوصال وتحسين حالة الجسم , كما أن المشي إلى المساجد يساهم في الوقاية من الأمراض التي يسببها الخمول 
وكثرة الجلوس وعلى رأسها السمن ؛ لأن المشي يعمل على إذابة الشحوم والدهون . 

كما أن المشي علاج لأمراض القلب حيث إنه يعطي القلب ـ

بإذن الله ـ القدرة على العمل وتحمل الجهود , حيث تكون الدورة الدموية أكثر انتظاماً . 

كما أن المشي إلى المسجد علاج للتعب الذهني والتفكير الطويل ؛

إذ إنه يعيد العقل إلى حالته الطبيعية , ويساعد على الاسترخاء العصبي والعضلي . 

وبالجملة ففي المشي إلى بيوت الله تعالى من الفوائد الصحية الشيء الكثير مما أبان عنه الطب الحديث , 

وهي فوائد عاجلة ينعم الله تعالى بها على عبده المؤمن في الدنيا حيث لبى النداء وأجاب داعي الله , 
وهناك الأجر العظيم والنور التام في الدار الآخرة إن شاء الله . 

انظر : " أحكام حضور المساجد" (60-62) لفضيلة الشيخ عبد الله الفوزان .



(128)" الشرب والإستسقاء من ماء زمزم "





(129)" الدعاء لمن أتى بصدقة "




(130)"البدء فى خلع الحذاء باليسرى "


(131)" زيارة القبور "




(132)إخفاء الصدقة "







(133)" قضاء الصيام عن الميت "


(134)" الأكل بثلاث أصابع "



(135)الدعاء عند المصيبة "







(136)" الدعاء عند نزول منزل "






(137)" الصدقة عن الميت "






(138)"دعاء دخول المقابر "






(139)"إحتساب النفقة على الأهل عند الله"





(140)" غسل الرجل وزوجته من إناء واحد "






(141)" الوضوء من ماء البحر "






(142)" إحفاء الشارب وإعفاء اللحية "






(143)تحسين الصوت بقراءة القرآن"








(144)" دفع المار أمام المصلى "





(145)" صيـــــــــــــــــــــــ الأيام البيض ــــــــــــــــــــــام "





(146)" الســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــحور "






(147)
" التخفيف على المصلين فى صلاة الجماعة "


سئل الشيخ ابن جبرين رحمه الله : 
بعض الأئمة يقرأون في جماعتهم في صلاة العشاء والفجر مقدار صفحة أو صفحتين في الركعة الأولى والثانية ، 
ويشتكي جماعة المسجد بأن الإمام أطال في القراءة ، وحجتهم أنه يوجد كبار السن وبعضهم مرضى ،
وكذلك يقولون : إن هذا ينفر من الصلاة في المسجد ، فهل هذه تُعد إطالة ، وما نصيحتكم تجاه ذلك ؟ 

فأجاب رحمه الله :


" السُنة في صلاة الفجر الإطالة ؛ لأن الله سماها قرآنًا

بقوله : 
( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ) 
أي صلاة الفجر ـ التي تطول فيها القراءة ،
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها ما بين الستين آية إلى المائة أو نحو نصف سورة آل عمران أو ثلثها ،
وذلك قدر اثني عشر صفحة إلى خمسة عشر وجهًا ، 
وكان عمر يقرأ فيها بسورة يوسف كاملة أو بسورة النحل كاملة ، أي فوق ثلاثة عشر وجهًا ، 
وثبت أنه صلى الله عليه وسلم قرأ نصف سورة "المؤمنون" في ركعة , أي نحو أربع صفحات ، 
فعلى هذا لا يُقال لمن قرأ ثلاث صفحات في الركعتين إنه قد أطال , بل هو مختصر , 
ولا عذر لأحد في طلب التخفيف الذي هو خلاف السُنة ، 
ومن كان عاجزًا لكبر سن أو مرض فله أن يُصلي وهو جالس إذا عجز عن الإتمام قائمًا ،
فإن صلى قائمًا وعجز جاز له القعود لمرض أو كبر سن حتى في الفريضة ، فأما القادر فلا يجوز له الجلوس ؛
لأن القيام ركن في الصلاة ، والله أعلم " انتهى من موقع الشيخ .

هذا هو الأصل في صلاة الفجر ، وعلى الإمام أن يراعي حال المأمومين ، فلا يطيل عليهم إطالة تنفرهم من الصلاة خلفه ؛ 

فعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي لَأَتَأَخَّرُ عَنْ الصَّلَاةِ فِي الْفَجْرِ مِمَّا يُطِيلُ بِنَا فُلَانٌ فِيهَا . 
فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَا رَأَيْتُهُ غَضِبَ فِي مَوْضِعٍ كَانَ أَشَدَّ غَضَبًا مِنْهُ يَوْمَئِذٍ ثُمَّ قَالَ :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ , فَمَنْ أَمَّ النَّاسَ فَلْيَتَجَوَّزْ ؛ فَإِنَّ خَلْفَهُ الضَّعِيفَ وَالْكَبِيرَ وَذَا الْحَاجَةِ ) 
متفق عليه.

فقد تكون الإطالة مناسبة في مسجد ، وغير مناسبة في مسجد آخر ، لاختلاف حال أهل المسجدين . 


وقد سئل علماء اللجنة للإفتاء :


ما هو القدر المناسب لقراءة الإمام في الصلاة الجهرية ، علما بأنه يوجد وراءه رجال متقدمين في السن ؟


فأجابوا :


"ذلك مما يختلف باختلاف أحوال المصلين بالمسجد جماعة ، فليراع كل إمام حال جماعة مسجده ؛ 

لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( أيكم أم الناس فليخفف ؛ فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف وذا الحاجة )" 
انتهى .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (6 / 391) .

(148)
" صلاة النافلة على الدابة فى السفر "





فقد ثبت في السنَّة الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى نافلة على راحلته في السفر حيثما توجهت به ،
فسقط شرط الاتجاه للقبلة ، وسقط ركن القيام ،
لكنَّ ذلك مشروط بأن تكون صلاة نافلة ، وأن يكون ذلك في السفر ، كما سبق . 
وعليه : فمن كان مسافراً راكباً في سيارة : فله أن يصلي الضحى – أو غيرها من النوافل – في أي اتجاه سارت تلك السيارة ،
يومئ في ركوعه وسجوده ، ويجعل إيماءه في سجوده أخفض من إيمائه في ركوعه .
عَن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( كَانَ يُصَلِّي التَّطَوُّعَ وَهُوَ رَاكِبٌ فِي غَيْرِ الْقِبْلَةِ ) 
رواه البخاري ( 1043 ) ومسلم ( 540 ) .
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ :
( كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِى السَّفَرِ عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ يُومِئُ إِيمَاءً صَلاَةَ اللَّيْلِ ، إِلاَّ الْفَرَائِضَ ، وَيُوتِرُ عَلَى رَاحِلَتِهِ ) 
رواه البخاري ( 955 ) ومسلم - نحوه - ( 700 ) .
وهي مسألة إجماعية .
ففي " الموسوعة الفقهية " ( 27 / 228 ) :
" اتفق الفقهاء على أنه يجوز للمسافر صلاة النفل على الراحلة حيثما توجهت به " 
انتهى . 
(149)
" التخليل بين الأصابع فى الوضوء "






(150)
" الوضوء لمن أراد أن ينام وهو جنب "







(151)
" الصلاة قاعدا لمن فتر فى صلاة النوافل "




صلاة النافلة الأفضل فيها أن يصليها المصلي قائماً ويجوز فيها الجلوس حتى بغير عذر،
ويدل على ذلك ما ورد في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من صلى قائماً فهو أفضل ومن صلى قاعداً فله نصف أجر القائم"
(رواه البخاري)،
وعن عبد الله بن شقيق قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن تطوعه؟ فقالت:
"كان يصلي في بيتي قبل الظهر أربعاً، ثم يخرج فيصلي بالناس، ثم يدخل فيصلي ركعتين،
وكان يصلي بالناس المغرب ثم يدخل فيصلي ركعتين ويصلي بالناس العشاء ويدخل بيتي فيصلي ركعتين،
وكان يصلي من الليل تسع ركعات فيهن الوتر، وكان يصلي ليلاً طويلاً قائماً وليلاً طويلاً قاعداً،
وكان إذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قائم وإذا قرأ قاعداً ركع وسجد وهو قاعد وكان إذا طلع الفجر صلى ركعتين"

(رواه مسلم).
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة الرجل وهو قاعد فقال:
"من صلى قائماً فهو أفضل ومن صلى قاعداً فله نصف أجر القائم ومن صلى نائماً فله نصف أجر القاعد"
(رواه البخاري، وقال: نائماً عندي مضطجعاً)، 

وقال ابن قدامة:
لا نعلم خلافاً في إباحة التطوع جالساً وأنه في القيام أفضل. 
أما من كان به عذرفجلوسه لا ينقص من أجره على الراجح،

وذلك لتغليب سعة فضل الله تعالى وعظيم لطفه بعباده المؤمنين
ففي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً. )
أخرجه البخاري

(152)
" صيام يوم فى سبيل الله "



الصيام في سبيل الله يعني الصيام في الجهاد في سبيل الله
لأن الصيام مع الجهاد فيه مشقه فلهذا كان جزاء من صام فيه وهو مجاهد في سبيل الله
أن يباعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا
ومعني سبعين خريفا 
سبعين سنة وكان العرب يطلقون الخريف وهو أحد فصول السنة على السنة كاملة
من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل وهذا تعبير معروف عند العرب
فإن قال قائل لم خص ذلك بسبعين خريفا قلنا أن مثل هذه الأمور لا يمكن الإجابة عليها
لأن عقولنا قاصرة عن إدراك الحكمة في تقييد ذلك بسبعين خريفا
ولو قدره النبي صلى الله عليه وسلم بأقل وأكثر لم يكن لدينا علم عن الحكمة في ذلك
فمثل هذه الأمور يسلم الإنسان فيها تسليما كاملا لما جاء به الشرع خبرا أو طلبا
حتى الطلب الآن قد طلب منا أن نصلي خمس صلوات في كل يوم وليلة فلماذا كانت خمس صلوات
ولماذا كانت أربعا في الظهر والعصر والعشاء واثنتين في الفجر
لماذا لم تكن ثمانيا وأربعا في الفجر وما أشبه ذلك من الأمور التي ليس لنا فيها إلا أن نسلم
ونقول سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.
للشيخ ابن عثيمين

#####################
ومن السنن التي ربما لا يعرفها أكثر الناس

ما رواه الترمذي في سننه والحاكم في مستدركه وصححه الألباني

عن
جابر رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ
عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها، فسكتوا، فقال:
لقد قرأتها على الجن ليلة الجن، فكانوا أحسن مردودا منكم
، كنت كلما أتيت على قوله
 {فبأي آلاء ربكما تكذبان} [الرحمن: 13]، قالوا: لا بشيء مننعمك ربنا نكذب، فلك الحمد.

فينبغي عند سماع هذه الآية أن نقول كما قالت الجن لأن النبي صلى الله عليه وسلم مدح مقالتهم، وبين للصحابة فضل الجن في هذه لما سكت الصحابة ولم يقولوا شيئا عند سماعها.


(153)
" قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين قبل النوم "


(154)
" التعوذ من عذاب القبر فى الصلاة "


(155)
" الإقتصار على غسل اليدين لمن أراد أن يأكل وهو جنب "



(156)
" كثرة السجـــــــــــــــــــــود "




كثرة السجود من أحب الأعمال إلى الله 

لأن السجود غاية التواضع والذلة لله

وفيه تمكين أعز أعضاء الإنسان وأعلاها وهو وجهه من التراب الذي يداس ويمتهن 


ولله غاية العزة وله العزة التي لامقدار لها 


وأجر السجود لايقد روكيف تقدر مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ؟!


فعن ربيعة بن كعب الأسلمي قال :كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي :


(( سل ))

فقلت :أسألك مرافقتك في الجنة قال :
(( أو غير ذلك ))؟
قلت: هوذاك ,قال :
((( فأعني على نفسك بكثرة السجود )))

قال النووي في شرح مسلم: 
والمراد به السجود في الصلاة.
(157)
" التيسيـــــــــــــــــــــــــر على الناس "






(158)
" الدعاء لمن تعار من الليل "

معنى تعار من الليل :
في شرح سنن ابن ماجه للسيوطي :والدهلوي
(من تعار من الليل بفتح تاء وراء مشددة بعد الف أي استيقظ ولا يكون الا يقظة مع كلام أي انتبه بصوت من استغفار أو تسبيح أو غيرهما)

قال الشيخ العباد في شرح سنن ابي داوود :
قوله: [ (من تعار من الليل) ]
يدخل في هذا ما إذا استيقظ من غير إرادة منه، أو عمل شيئاً ينبهه ليقوم، فكل ذلك داخل؛ لأن كله استيقاظ سواء كان بسبب أو بغير سبب.)
فهذه الفضيلة التي في الحديث تكون لمن استيقظ من نوم الليل فقط، وقال وفعل ما جاء في الحديث.
أما من استيقظ من النهار فلا يتناوله الحديث المذكور، ولذا نجد أن العلماء يبوبون لهذا الحديث في الاستيقاظ من الليل، قال النووي في كتابه الأذكار: باب ما يقول إذا استيقظ في الليل وأراد النوم بعده. 
والحديث قيد ذلك بالليل، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:
من الليل. 


هناك 3 تعليقات:

  1. من السنن المهجورة .... التطيب
    قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
    " ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
    ( حبب إلي من دنياكم : النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة ) .
    وكان صلى الله عليه وسلم يكثر التطيب ، وتشتد عليه الرائحة الكريهة وتشق عليه .
    ●●●●●
    والطيب :
    غذاء الروح التي هي مطية القوى ، تتضاعف وتزيد بالطيب ،
    كما تزيد بالغذاء والشراب والدعة والسرور ومعاشرة الأحبة وحدوث الأمور المحبوبة .
    والمقصود أن الطيب كان من أحب الأشياء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وله تأثير في حفظ الصحة ودفع كثير من الآلام وأسبابها بسبب قوة الطبيعة به " انتهى .
    "زاد المعاد" (4/308)
    ●●●●●
    وأفضل ما يتطيب به المسك :
    روى مسلم (2252) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
    ( الْمِسْكُ أَطْيَبُ الطِّيبِ ) .
    والتطيب يكون في الرأس واللحية غالبا :
    فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ :
    كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الطِّيبِ (لمعانه) فِي مَفْرِقِ رأس
    النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ .
    متفق عليه .
    ●●●●●
    والمقصود أن تفوح من المتطيب الرائحة الطيبة ،
    وتذهب عنه الرائحة الكريهة ، فبأي طريقة حصل ذلك حصل المقصود من التطيب وثبتت السنة .
    ولذلك جاز التطيب بكل طيب دون تحديد نوع معين ؛
    لأن المقصود حصول الرائحة الطيبة ، فمتى حصلت بأي طيب كان : حصلت السنة .

    ردحذف

السلام عليكم ورحمة الله

شكرا لك على التعليق يسعدني أن اتلقى توجيهاتكم وملاحظاتكم

لمـــن خــــــــــــــــــاف مقام ربــه جنتا