عن ابي اليقظان عمران بن عبد اللّه عن ربيعة السعدي قال أتيت حذيفة بن اليمان وهو في مسجد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم فسمعتُه يقول : قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول :
« خديجةُ بنتُ خويلد سابقةُ نساء العالمين إلى الايمان باللّه وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم » (1).
ـ عن عروة قال قالت عائشة لفاطمة رضي اللّه عنها بنت رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم : ألا ابشرك أني سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول :
« سيدات نساء أهل الجنة أربع : مريم بنت عمران ، وفاطمة بنت رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ، وخديجة بنت خويلد و آسية » (2).
ـ عن أبي عبد اللّه ( الصادق ) ( عليه السلام ) قال : دخل رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم منزله ، فاذا عائشة مقبلة على فاطمة تصايحها وهي تقول : واللّه يا بنت خديجة ، ما ترين إلا أن لاُمِكِ علينا فضلا ، وأىُ فضل كانَ لها علينا ؟!
ما هي إلاّ كبعضنا ، فسمع صلى الله عليه وآله وسلم مقالتها لفاطمة ، فلما رأت فاطمة رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم بكت ، فقال : ما يبكيك يا بنت محمَّد ؟! قالت : ذكرتْ اُمّي فتنقّصتْها فبكيتُ ، فغضب رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ). ثم قال :
« مَهْ يا حميراء ، فان اللّه تبارك وتعالى بارك في الوَدُود الولود ، وأَن خديجة رحمها اللّه ولدَتْ مِنّي طاهِراً ، وهو عَبْدُ الله وهو المطهّر وَوَلدَتْ منّي القاسم ، وفاطمة ، ورقية ، واُم كلثوم ، وزينب ، وأنت ممن أعقم اللّهُ رحمه فلم تلدي شيئاً » (3).
أجل هذه هي « خديجة بنت خويلد » شرفٌ وعقلٌ ، وحبٌ عميق لرسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ، ووفاء وإخلاص ، وتضحية بالغالي والرخيص في سبيل الإسلام الحنيف.
هذه هي « خديجة » أول من آمنت باللّه ورسوله ، وصدّقت محمَّداً فيما جاء به عن ربه ، من النساء ، وآزره ، فكان صلى الله عليه وآله وسلم لا يسمع من المشركين شيئاً يكرهه من ردّ عليه ، وتكذيب له الاّ فرّجَ اللّه عنه بخديجة الّتي كانت تخفف عنه (4) ، وتهوّن عليه ما يلقى من قومه ، بما تمنحه من لطفها ، وعطفها ، وعنايتها به صلى الله عليه وآله وسلم ، في غاية الاخلاص والودّ والتفاني.
ولهذا كان رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يحبُّها حباً شديداً ويجلّها ويقدرها حق قدرها (5) ، ولم يفتأ يذكرها ، ولم يتزوج عليها غيرَها حتّى رحلت وفاء لها ، واحتراماً لشخصها ومشاعرها ، وكان يغضب إذا ذكرها احدٌ بسوء ، كيف وهي الّتي آمنت به إذ كفر به الناسُ ، وصدّقته إذ كذّبه الناسُ ، وواسته في مالها إذ حرمهُ الناسُ.
ولهذا أيضاً كانت وفاتها مصيبة عظيمة أحزنت رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ودفعته إلى أن يسمّي ذلك العام الّذي توفي فيه ناصراه وحامياه ، ورفيقا آلامه ( زوجته هذه : خديجة بنت خويلد ، وعمه المؤمن الصامد الصابر ابو طالب ( عليهما السلام ) ) بعام الحداد ، أوعام الحزن (6) وان يلزم بيته ويقلّ الخروج (7) ، وأن ينزل صلى الله عليه وآله وسلم عند دفنها في حفرتها ، ويدخلها القبر بيده ، في الحجون (8).
عن ابن عباس في حديث طويل في زواج فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) بعلي ( عليه السلام ) اجتمعت نساء رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان يومئذ في بيت عائشة ليسألنّه أن يُدخلَ الزهراء على ( عليّ ) ( عليه السلام ) فاحدقْن به وقلت : فَديناك بآبائنا وأُمهاتنا يا رسول اللّه قد اجتمعنا لأمر لو أنّ « خديجة » في الأحياء لتقرّتْ بذلك عينُها.
قالت امُ سلمة : فلما ذكرنا « خديجة » بكى رسولُ اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال : « خديجة واين مثل خديجة ، صدَّقْتني حين كذَّبني الناس ووازرتني على دين اللّه وأعانتني عليه بمالها ، إنّ اللّه عزّ وجلّ أمرَني أنْ ابشر خديجة ببيت في الجنة من قصب ( الزمرّد ) لا صخَبَ فيهِ ولا نصَب » (9).
لقد كانت خديجة من خيرة نساء قريش شرفاً ، واكثرهنّ مالا ، واحسنهن جمالا وأقواهنُّ عقلا وفهماً وكانت تدعى في الجاهلية بالطاهرة لشدَة عفافها وصيانتها (10) ويقال لها : سيدة قريش (11) ، وكان لها من المكانة والمنزلة بحيث كان كل قومها وسراة أبناء جلدتها حريصين على الاقتران بها (12) ، وقد خطبها ـ كما يحدثنا التاريخ ـ عظماء قريش وبذلوا لها الأموال ، وممن خطبها « عقبة بن ابي معيط » و « الصلت بن ابي يهاب » و « ابو جهل » و « ابوسفيان » فرفضتهم جميعاً ، وأختارت رسول اللّه ـ وهي في سن الأربعين وهو صلى الله عليه وآله وسلم في الخامسة والعشرين ـ وهي تمتلك تلكم الثروة الطائلة ، وهو صلى الله عليه وآله وسلم لا يمتلك من حطام الدنيا إلاّ الشيء اليسير اليسير ، رغبة في الاقتران به ولما عرفت فيه من كرم الاخلاق ، وشرف النفس ، والسجايا الكريمة والصفات العالية ، وهي ما كانت تبحث عنه في حياتها وتتعشقه وإذا بتلك المرأة الغنية الثرية العائشة في
أفضل عيش تصبح في بيت زوجها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تلك الزوجة المطيعة الخاضعة ، الوفية المخلصة ، وتسارع إلى قبول دعوته ، واعتناق دينه بوعي وبصيرة وارادة منها واختيار ، وهي تعلم ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر ومتاعب ، وتجعل كل ثروتها في خدمة العقيدة والمبدأ ، وتشاطر زوجها آلامه ، ومتاعبه ، وترضى بأن تذوق مرارة الحصار في شعب أبي طالب ثلاث سنوات وفي سنّ الرابعة أو الخامسة والستين. وهي مع ذلك تواجه كل ذلك بصبر وثبات (13) ، ودون أن يذكر عنها تبرُّم أو توجع.
هذا مضافاً إلى أنها كانت تعامل رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم بأدب تامّ يليق بمقام الرسالة والنبوة ، على العكس من غيرها من بعض نساء النبيّ اللائي كنّ ربما يثرن سخطه وغضبه ، ويؤذينه في نفسه وأهله.
واليك فيما يأتي بعض ما قاله عنها كبار الشخصيات ، والمؤرخين ممّا يكشف عن عظيم مكانتها عند المسلمين أيضاً ، قال اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) :
« كنتُ أولَ من أسلَم ، فمكَثْنا بِذلِكَ ثلاث حجَج وما عَلى الأَرض خَلْقٌ يُصلّي ويشهَد لرسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم بما أتاهُ غيْري ، وغير ابنة خويلد رحمها اللّه وقد فعل » (14).
وقال محمَّد بن اسحاق : كانت خديجة أولَ من آمن باللّه ورسوله وصدّقت بما جاء من اللّه ، ووازرته على أمره فخفف اللّه بذلك عن رسول اللّه ، وكان لا يسمع شيئاً يكرهه من ردّ عليه وتكذيب له فيحزنه ذلك إلا فرج اللّه ذلك عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم بها إذا رجع إليها تثبِّتُه ، وتخفّف عنه ، وتهوّن عليه امر الناس حتّى ماتت رحمها اللّه (15).
وعنه أيضاً : أن « خديجة بنت خويلد » و « ابا طالب » ماتا في عام واحد ، فتتابع على رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم هلاك خديجة وابي طالب وكانت خديجة وزيرة صدق على الإسلام ، وكان رسول اللّه يسكن اليها (16).
وقال أبو امامة ابن النقاش : ان سبق خديجة وتأثيرها في اول الإسلام ومؤازرتها ونصرتها وقيامها للّه بمالها ونفسها لم يشركها فيهُ احدٌ لا عائشة ولا غيرها من اُمهات المؤمنين (17).
وقد جاء في المنتقى : ان رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم عند ما اُمِرَ بأن يصدع بالرسالة صعد على الصفا ، وأخبر الناس بما أمره اللّه به فرماه أبو جهل قبحه اللّه بحجر فشجّ بين عينيه ، وتبعه المشركون بالحجارة فهرب حتّى أتى الجبل ، فسمع عليّ و خديجةٌ بذلك فراحا يلتمسانه صلى الله عليه وآله وسلم وهو جائع عطشان مرهق ، ومضت خديجة تبحث عنه في كل مكان في الوادي وهي تناديه بحرقة وألم ، وتبكي وتنحب ، فنظر جبرئيل إلى خديجة تجول في الوادي فقال : يا رسول اللّه الا ترى إلى خديجة فقد أبكت لبكائها ملائكة السماء ؟ اُدعُها اليك فاقرأها مني السلام وقل لها : إن اللّه يقرئك السلامَ ، ويبشّرها أن لها في الجنةِ بيتاً من قصب لا نصَبَ فيه ولا صخَب فدعاها النبي صلى الله عليه وآله وسلم والدماء تسيلُ من وجههِ على الارض وهو يمسحها ويردّها ، وبقي رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ، وعلي وخديجة هناك حتّى جَنَّ الليلُ فانْصرفوا جميعاً ودخلت به خديجةُ منزلها ، فأقعدَتْه على الموضع الّذي فيه الصخرة واظلّته بصخرة من فوق رأسه ، وقامت في وجهِه تستره ببُردها وأقبلَ المشركون يرمونه بالحجارة ، فاذا جاءتْ من فوق رأسه صخرة وقته الصخرة ، وإذا رمَوْهُ مِن تحته وقتْهُ الجدرانُ الحُيّط ، وإذا رُميَ من بين يديه وقتْهُ خديجة رضي اللّه عنها بنفسها ، وجعَلتْ تنادي يا معشر قريش ترمى الحُرّةُ في منزلها ؟ فلَمّا سمِعوا ذلك انصرفُوا عنه ، وأصبَحَ رسولُ اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ، وغدا إلى المسجد يُصلّي (18).
ولقد بَلَغ من خضوعها لرسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وحبّها له أنها بعد أن تمَ عقدُ زواجها برسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قالت له صلى الله عليه وآله وسلم : « إلى بيتك ، فبيتي بيتك ، وأنا جاريتك » (19).
وجاء في السيرة الدحلانية بهامش السيرة الحلبية : ولسبقها إلى الإسلام وحسن المعروف جزاها اللّه سبحانه فبعث جبرئيل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو بغار حراء وقال له : اقرأ عليها السَّلام من ربها ومني ، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ؛ فقالت : هو السلام ومنه السلام وعلى جبرئيل السلام ، وعليك يا رسول اللّه السلام ورحمة اللّه وبركاته ، وهذا من وفور فقهها رضي اللّه عنها حيث جعلت مكان ردّ السلام على اللّه الثناء عليه ثم غايرت بين ما يليق به وما يليق بغيره ، قال ابن هشام والقصب هنا الؤلؤ المجوف ، وابدى السهيلي لنفي النصب لطيفة هي انه صلى الله عليه وآله وسلم لما دعاها إلى الايمان أجابت طوعاً ولم تحوجه لرفع صوت ولا منازعة ولا نصب بل ازالت عنه كل تعب ، وآنسته من كل وحشة ، وهوّنت عليه كل عسير فناسب ان تكون منزلتها الّتي بشرها بها ربُها بالصفة المقابلة لفعلها وصورة حالها رضي اللّه عنها واقراء السلام من ربها خصوصية لم تكن لسواها ، وتميزت أيضاً بأنها لم تسؤه صلى الله عليه وآله وسلم ولم تغاضبه قط ، وقد جازاها فلم يتزوج عليها مدة حياتها وبلغت منه ما لم تبلغه امرأة قط من زوجاته (20).
افتخار اهل البيت بخديجة ( عليها السلام ) :
وما يدل على سمو مقامها وعلو منزلتها أن اهل البيت ( عليهم السلام ) طالما افتخروا بأن خديجة منهم ، وانهم من خديجة وقد كانوا يعتزون بها ، ويشيدون بمكانتها :
فقد خطب معاوية بالكوفة حين دخلها والحسن والحسين ( عليهما السلام ) جالسان تحت المنبر فذكر علياً ( عليه السلام ) فنال منه ثم نال من الحسن فقام الحسين ( عليه السلام ) ليردَّ عليه فأخذه الحسن بيده وأجلسه ثم قام فقال :
« أيُّها الذاكِرُ عَليّاً أنا الحَسن وأبي عليّ وأنت معاويةُ وأبوك صخرٌ واُمي فاطمة واُمُّك هند وجدي رسُول اللّه وجدُّك عُتبةُ بنْ رَبيعة وجدتي خديجة وجدتُك قتيلة فلعن اللّه أخْمَلَنا ذكراً والأَمُنا حَسَباً وشَرَّنا قديماً وحديثاً. فقال طوائفُ من أهل المسجد : آمين (21).
وقيل : ان « الحسين » ( عليه السلام ) ساير « أنس بن مالك » فاتى قبرَ خديجة فبكى ثم قال : إذْهَبْ عَنّي قال « أنس » ؛ فاستخفيتُ عنه فلما طال وقوفُه في الصلاة سمعته يقول :
يا رَبِّ يَا رَبِّ أنْتَ مَولاهُ يا ذا المَعالِي عَلَيْكَ مُعْتَمدي طُوْبى لِمَنْ كانَ خادِماً أرقاً فَاْرحَمْ عُبيْداً إلَيْكَ مَلْجاهُ طُوبْى لِمَنْ كُنْت اَنتَ مَوْلاهُ يَشْكُوْ إلى ذِيْ الجَلالِ بَلْواهُ
إلى آخر الابيات (22).
هكذا كان اهل البيت النبوي ـ اقتداءً برسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يحترمون خديجة ويكرمونها لما كان لها من شخصية عظيمة ولما اسدته إلى الإسلام وإلى رسول الإسلام من خدمات لا تنسى على مرّ الدهور.
ان بيان ونقل الاحاديث والروايات ، وكذا الاقوال الّتي وردت في شأن خديجة والحديث عن شخصيتها ومكانتها ومدى إسهامها في انجاح ونصرة الدعوة المحمدية خارج عن امكانية هذه الدراسة ، ونطاقها ، لذلك نكتفي بهذه الالماعة العابرة تاركين الكلام باسهاب حولها إلى مجال آخر.
ولنَعُدْ إلى تبيّن الأسباب الظاهرية والباطنية لزواجها من رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ).
ــــــــــــــ
1 و 2 ـ المستدرك على الصحيحين : ج 3 ، ص 184 ـ 186 ووردت روايات بمضمون ذيل الحديث في صحيح مسلم : ج 7 ، ص 133.
3 ـ الخصال : ج 2 ، ص 37 و 38 ، كما في بحار الأنوار : ج 16 ، ص 3.
4 ـ اعلام النساء لعمر رضا كحالة : ج 1 ، ص 328.
5 ـ اعلام النساء : ج 1 ، ص 330.
6 ـ تاريخ اليعقوبي : ج 2 ، ص 35 ، وقد روي عنه صلّى اللّه عليه وآله أنه قال بهذه المناسبة : « اجمتعت على هذه الاُمة مصيبتان لا أدري بأيهما أنا أشدّ جزعاً » المصدر نفسه ، وراجع تاريخ الخميس : ج 1 ، ص 301 نقلا عن سيرة مغلطاي.
7 ـ السيرة الحلبية : ج 1 ، ص 347 ، المواهب اللدنية حسب نقل تاريخ الخميس : ج 1 ، ص 302 وفيه إضافة : ونالت قريش منه ما لم تكن تنال.
8 ـ السيرة الحلبية : ج 1 ، ص 346.
9 ـ بحار الأنوار : ج 43 ، ص 131 نقلا عن كشف اليقين.
10 و 11 و 12 ـ السيرة الحلبيّة : ج 1 ، ص 137.
13 ـ شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد : ج 14 ، ص 59 قال : خديجة بنت خويلد وهي عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله محاصَرة في الشِعب.
14 ـ بحار الأنوار : ج 16 ، ص 2 ومثله في روايات متعددة في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج 4 ، ص 119 و 120.
15 ـ بحار الانوار : ج 16 ، ص 10 ـ 12.
16ـ نفس المصدر.
17 ـ تاريخ الخمس في أحوال أنفس نفيس : ج 1 ، ص 266.
18 ـ بحار الانوار : ج 18 ، ص 243.
19 ـ بحار الأنوار : ج 16 ، ص 4 نقلا عن الخرائج والجرايح : ص 186 و 187.
20 ـ السيرة الحلبية : ج 1 ، ص 169 الهامش.
21 ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي : ج 16 ، ص 46 و 47.
22ـ بحار الأنوار : ج 44 ، ص 193 نقلا عن عيون المحاسن.
منقول لكتب الشيخ جعفر السبحاني
« خديجةُ بنتُ خويلد سابقةُ نساء العالمين إلى الايمان باللّه وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم » (1).
ـ عن عروة قال قالت عائشة لفاطمة رضي اللّه عنها بنت رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم : ألا ابشرك أني سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول :
« سيدات نساء أهل الجنة أربع : مريم بنت عمران ، وفاطمة بنت رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ، وخديجة بنت خويلد و آسية » (2).
ـ عن أبي عبد اللّه ( الصادق ) ( عليه السلام ) قال : دخل رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم منزله ، فاذا عائشة مقبلة على فاطمة تصايحها وهي تقول : واللّه يا بنت خديجة ، ما ترين إلا أن لاُمِكِ علينا فضلا ، وأىُ فضل كانَ لها علينا ؟!
ما هي إلاّ كبعضنا ، فسمع صلى الله عليه وآله وسلم مقالتها لفاطمة ، فلما رأت فاطمة رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم بكت ، فقال : ما يبكيك يا بنت محمَّد ؟! قالت : ذكرتْ اُمّي فتنقّصتْها فبكيتُ ، فغضب رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ). ثم قال :
« مَهْ يا حميراء ، فان اللّه تبارك وتعالى بارك في الوَدُود الولود ، وأَن خديجة رحمها اللّه ولدَتْ مِنّي طاهِراً ، وهو عَبْدُ الله وهو المطهّر وَوَلدَتْ منّي القاسم ، وفاطمة ، ورقية ، واُم كلثوم ، وزينب ، وأنت ممن أعقم اللّهُ رحمه فلم تلدي شيئاً » (3).
أجل هذه هي « خديجة بنت خويلد » شرفٌ وعقلٌ ، وحبٌ عميق لرسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ، ووفاء وإخلاص ، وتضحية بالغالي والرخيص في سبيل الإسلام الحنيف.
هذه هي « خديجة » أول من آمنت باللّه ورسوله ، وصدّقت محمَّداً فيما جاء به عن ربه ، من النساء ، وآزره ، فكان صلى الله عليه وآله وسلم لا يسمع من المشركين شيئاً يكرهه من ردّ عليه ، وتكذيب له الاّ فرّجَ اللّه عنه بخديجة الّتي كانت تخفف عنه (4) ، وتهوّن عليه ما يلقى من قومه ، بما تمنحه من لطفها ، وعطفها ، وعنايتها به صلى الله عليه وآله وسلم ، في غاية الاخلاص والودّ والتفاني.
ولهذا كان رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يحبُّها حباً شديداً ويجلّها ويقدرها حق قدرها (5) ، ولم يفتأ يذكرها ، ولم يتزوج عليها غيرَها حتّى رحلت وفاء لها ، واحتراماً لشخصها ومشاعرها ، وكان يغضب إذا ذكرها احدٌ بسوء ، كيف وهي الّتي آمنت به إذ كفر به الناسُ ، وصدّقته إذ كذّبه الناسُ ، وواسته في مالها إذ حرمهُ الناسُ.
ولهذا أيضاً كانت وفاتها مصيبة عظيمة أحزنت رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ودفعته إلى أن يسمّي ذلك العام الّذي توفي فيه ناصراه وحامياه ، ورفيقا آلامه ( زوجته هذه : خديجة بنت خويلد ، وعمه المؤمن الصامد الصابر ابو طالب ( عليهما السلام ) ) بعام الحداد ، أوعام الحزن (6) وان يلزم بيته ويقلّ الخروج (7) ، وأن ينزل صلى الله عليه وآله وسلم عند دفنها في حفرتها ، ويدخلها القبر بيده ، في الحجون (8).
عن ابن عباس في حديث طويل في زواج فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) بعلي ( عليه السلام ) اجتمعت نساء رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان يومئذ في بيت عائشة ليسألنّه أن يُدخلَ الزهراء على ( عليّ ) ( عليه السلام ) فاحدقْن به وقلت : فَديناك بآبائنا وأُمهاتنا يا رسول اللّه قد اجتمعنا لأمر لو أنّ « خديجة » في الأحياء لتقرّتْ بذلك عينُها.
قالت امُ سلمة : فلما ذكرنا « خديجة » بكى رسولُ اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال : « خديجة واين مثل خديجة ، صدَّقْتني حين كذَّبني الناس ووازرتني على دين اللّه وأعانتني عليه بمالها ، إنّ اللّه عزّ وجلّ أمرَني أنْ ابشر خديجة ببيت في الجنة من قصب ( الزمرّد ) لا صخَبَ فيهِ ولا نصَب » (9).
لقد كانت خديجة من خيرة نساء قريش شرفاً ، واكثرهنّ مالا ، واحسنهن جمالا وأقواهنُّ عقلا وفهماً وكانت تدعى في الجاهلية بالطاهرة لشدَة عفافها وصيانتها (10) ويقال لها : سيدة قريش (11) ، وكان لها من المكانة والمنزلة بحيث كان كل قومها وسراة أبناء جلدتها حريصين على الاقتران بها (12) ، وقد خطبها ـ كما يحدثنا التاريخ ـ عظماء قريش وبذلوا لها الأموال ، وممن خطبها « عقبة بن ابي معيط » و « الصلت بن ابي يهاب » و « ابو جهل » و « ابوسفيان » فرفضتهم جميعاً ، وأختارت رسول اللّه ـ وهي في سن الأربعين وهو صلى الله عليه وآله وسلم في الخامسة والعشرين ـ وهي تمتلك تلكم الثروة الطائلة ، وهو صلى الله عليه وآله وسلم لا يمتلك من حطام الدنيا إلاّ الشيء اليسير اليسير ، رغبة في الاقتران به ولما عرفت فيه من كرم الاخلاق ، وشرف النفس ، والسجايا الكريمة والصفات العالية ، وهي ما كانت تبحث عنه في حياتها وتتعشقه وإذا بتلك المرأة الغنية الثرية العائشة في
أفضل عيش تصبح في بيت زوجها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تلك الزوجة المطيعة الخاضعة ، الوفية المخلصة ، وتسارع إلى قبول دعوته ، واعتناق دينه بوعي وبصيرة وارادة منها واختيار ، وهي تعلم ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر ومتاعب ، وتجعل كل ثروتها في خدمة العقيدة والمبدأ ، وتشاطر زوجها آلامه ، ومتاعبه ، وترضى بأن تذوق مرارة الحصار في شعب أبي طالب ثلاث سنوات وفي سنّ الرابعة أو الخامسة والستين. وهي مع ذلك تواجه كل ذلك بصبر وثبات (13) ، ودون أن يذكر عنها تبرُّم أو توجع.
هذا مضافاً إلى أنها كانت تعامل رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم بأدب تامّ يليق بمقام الرسالة والنبوة ، على العكس من غيرها من بعض نساء النبيّ اللائي كنّ ربما يثرن سخطه وغضبه ، ويؤذينه في نفسه وأهله.
واليك فيما يأتي بعض ما قاله عنها كبار الشخصيات ، والمؤرخين ممّا يكشف عن عظيم مكانتها عند المسلمين أيضاً ، قال اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) :
« كنتُ أولَ من أسلَم ، فمكَثْنا بِذلِكَ ثلاث حجَج وما عَلى الأَرض خَلْقٌ يُصلّي ويشهَد لرسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم بما أتاهُ غيْري ، وغير ابنة خويلد رحمها اللّه وقد فعل » (14).
وقال محمَّد بن اسحاق : كانت خديجة أولَ من آمن باللّه ورسوله وصدّقت بما جاء من اللّه ، ووازرته على أمره فخفف اللّه بذلك عن رسول اللّه ، وكان لا يسمع شيئاً يكرهه من ردّ عليه وتكذيب له فيحزنه ذلك إلا فرج اللّه ذلك عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم بها إذا رجع إليها تثبِّتُه ، وتخفّف عنه ، وتهوّن عليه امر الناس حتّى ماتت رحمها اللّه (15).
وعنه أيضاً : أن « خديجة بنت خويلد » و « ابا طالب » ماتا في عام واحد ، فتتابع على رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم هلاك خديجة وابي طالب وكانت خديجة وزيرة صدق على الإسلام ، وكان رسول اللّه يسكن اليها (16).
وقال أبو امامة ابن النقاش : ان سبق خديجة وتأثيرها في اول الإسلام ومؤازرتها ونصرتها وقيامها للّه بمالها ونفسها لم يشركها فيهُ احدٌ لا عائشة ولا غيرها من اُمهات المؤمنين (17).
وقد جاء في المنتقى : ان رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم عند ما اُمِرَ بأن يصدع بالرسالة صعد على الصفا ، وأخبر الناس بما أمره اللّه به فرماه أبو جهل قبحه اللّه بحجر فشجّ بين عينيه ، وتبعه المشركون بالحجارة فهرب حتّى أتى الجبل ، فسمع عليّ و خديجةٌ بذلك فراحا يلتمسانه صلى الله عليه وآله وسلم وهو جائع عطشان مرهق ، ومضت خديجة تبحث عنه في كل مكان في الوادي وهي تناديه بحرقة وألم ، وتبكي وتنحب ، فنظر جبرئيل إلى خديجة تجول في الوادي فقال : يا رسول اللّه الا ترى إلى خديجة فقد أبكت لبكائها ملائكة السماء ؟ اُدعُها اليك فاقرأها مني السلام وقل لها : إن اللّه يقرئك السلامَ ، ويبشّرها أن لها في الجنةِ بيتاً من قصب لا نصَبَ فيه ولا صخَب فدعاها النبي صلى الله عليه وآله وسلم والدماء تسيلُ من وجههِ على الارض وهو يمسحها ويردّها ، وبقي رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ، وعلي وخديجة هناك حتّى جَنَّ الليلُ فانْصرفوا جميعاً ودخلت به خديجةُ منزلها ، فأقعدَتْه على الموضع الّذي فيه الصخرة واظلّته بصخرة من فوق رأسه ، وقامت في وجهِه تستره ببُردها وأقبلَ المشركون يرمونه بالحجارة ، فاذا جاءتْ من فوق رأسه صخرة وقته الصخرة ، وإذا رمَوْهُ مِن تحته وقتْهُ الجدرانُ الحُيّط ، وإذا رُميَ من بين يديه وقتْهُ خديجة رضي اللّه عنها بنفسها ، وجعَلتْ تنادي يا معشر قريش ترمى الحُرّةُ في منزلها ؟ فلَمّا سمِعوا ذلك انصرفُوا عنه ، وأصبَحَ رسولُ اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ، وغدا إلى المسجد يُصلّي (18).
ولقد بَلَغ من خضوعها لرسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وحبّها له أنها بعد أن تمَ عقدُ زواجها برسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قالت له صلى الله عليه وآله وسلم : « إلى بيتك ، فبيتي بيتك ، وأنا جاريتك » (19).
وجاء في السيرة الدحلانية بهامش السيرة الحلبية : ولسبقها إلى الإسلام وحسن المعروف جزاها اللّه سبحانه فبعث جبرئيل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو بغار حراء وقال له : اقرأ عليها السَّلام من ربها ومني ، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ؛ فقالت : هو السلام ومنه السلام وعلى جبرئيل السلام ، وعليك يا رسول اللّه السلام ورحمة اللّه وبركاته ، وهذا من وفور فقهها رضي اللّه عنها حيث جعلت مكان ردّ السلام على اللّه الثناء عليه ثم غايرت بين ما يليق به وما يليق بغيره ، قال ابن هشام والقصب هنا الؤلؤ المجوف ، وابدى السهيلي لنفي النصب لطيفة هي انه صلى الله عليه وآله وسلم لما دعاها إلى الايمان أجابت طوعاً ولم تحوجه لرفع صوت ولا منازعة ولا نصب بل ازالت عنه كل تعب ، وآنسته من كل وحشة ، وهوّنت عليه كل عسير فناسب ان تكون منزلتها الّتي بشرها بها ربُها بالصفة المقابلة لفعلها وصورة حالها رضي اللّه عنها واقراء السلام من ربها خصوصية لم تكن لسواها ، وتميزت أيضاً بأنها لم تسؤه صلى الله عليه وآله وسلم ولم تغاضبه قط ، وقد جازاها فلم يتزوج عليها مدة حياتها وبلغت منه ما لم تبلغه امرأة قط من زوجاته (20).
افتخار اهل البيت بخديجة ( عليها السلام ) :
وما يدل على سمو مقامها وعلو منزلتها أن اهل البيت ( عليهم السلام ) طالما افتخروا بأن خديجة منهم ، وانهم من خديجة وقد كانوا يعتزون بها ، ويشيدون بمكانتها :
فقد خطب معاوية بالكوفة حين دخلها والحسن والحسين ( عليهما السلام ) جالسان تحت المنبر فذكر علياً ( عليه السلام ) فنال منه ثم نال من الحسن فقام الحسين ( عليه السلام ) ليردَّ عليه فأخذه الحسن بيده وأجلسه ثم قام فقال :
« أيُّها الذاكِرُ عَليّاً أنا الحَسن وأبي عليّ وأنت معاويةُ وأبوك صخرٌ واُمي فاطمة واُمُّك هند وجدي رسُول اللّه وجدُّك عُتبةُ بنْ رَبيعة وجدتي خديجة وجدتُك قتيلة فلعن اللّه أخْمَلَنا ذكراً والأَمُنا حَسَباً وشَرَّنا قديماً وحديثاً. فقال طوائفُ من أهل المسجد : آمين (21).
وقيل : ان « الحسين » ( عليه السلام ) ساير « أنس بن مالك » فاتى قبرَ خديجة فبكى ثم قال : إذْهَبْ عَنّي قال « أنس » ؛ فاستخفيتُ عنه فلما طال وقوفُه في الصلاة سمعته يقول :
يا رَبِّ يَا رَبِّ أنْتَ مَولاهُ يا ذا المَعالِي عَلَيْكَ مُعْتَمدي طُوْبى لِمَنْ كانَ خادِماً أرقاً فَاْرحَمْ عُبيْداً إلَيْكَ مَلْجاهُ طُوبْى لِمَنْ كُنْت اَنتَ مَوْلاهُ يَشْكُوْ إلى ذِيْ الجَلالِ بَلْواهُ
إلى آخر الابيات (22).
هكذا كان اهل البيت النبوي ـ اقتداءً برسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يحترمون خديجة ويكرمونها لما كان لها من شخصية عظيمة ولما اسدته إلى الإسلام وإلى رسول الإسلام من خدمات لا تنسى على مرّ الدهور.
ان بيان ونقل الاحاديث والروايات ، وكذا الاقوال الّتي وردت في شأن خديجة والحديث عن شخصيتها ومكانتها ومدى إسهامها في انجاح ونصرة الدعوة المحمدية خارج عن امكانية هذه الدراسة ، ونطاقها ، لذلك نكتفي بهذه الالماعة العابرة تاركين الكلام باسهاب حولها إلى مجال آخر.
ولنَعُدْ إلى تبيّن الأسباب الظاهرية والباطنية لزواجها من رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ).
ــــــــــــــ
1 و 2 ـ المستدرك على الصحيحين : ج 3 ، ص 184 ـ 186 ووردت روايات بمضمون ذيل الحديث في صحيح مسلم : ج 7 ، ص 133.
3 ـ الخصال : ج 2 ، ص 37 و 38 ، كما في بحار الأنوار : ج 16 ، ص 3.
4 ـ اعلام النساء لعمر رضا كحالة : ج 1 ، ص 328.
5 ـ اعلام النساء : ج 1 ، ص 330.
6 ـ تاريخ اليعقوبي : ج 2 ، ص 35 ، وقد روي عنه صلّى اللّه عليه وآله أنه قال بهذه المناسبة : « اجمتعت على هذه الاُمة مصيبتان لا أدري بأيهما أنا أشدّ جزعاً » المصدر نفسه ، وراجع تاريخ الخميس : ج 1 ، ص 301 نقلا عن سيرة مغلطاي.
7 ـ السيرة الحلبية : ج 1 ، ص 347 ، المواهب اللدنية حسب نقل تاريخ الخميس : ج 1 ، ص 302 وفيه إضافة : ونالت قريش منه ما لم تكن تنال.
8 ـ السيرة الحلبية : ج 1 ، ص 346.
9 ـ بحار الأنوار : ج 43 ، ص 131 نقلا عن كشف اليقين.
10 و 11 و 12 ـ السيرة الحلبيّة : ج 1 ، ص 137.
13 ـ شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد : ج 14 ، ص 59 قال : خديجة بنت خويلد وهي عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله محاصَرة في الشِعب.
14 ـ بحار الأنوار : ج 16 ، ص 2 ومثله في روايات متعددة في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج 4 ، ص 119 و 120.
15 ـ بحار الانوار : ج 16 ، ص 10 ـ 12.
16ـ نفس المصدر.
17 ـ تاريخ الخمس في أحوال أنفس نفيس : ج 1 ، ص 266.
18 ـ بحار الانوار : ج 18 ، ص 243.
19 ـ بحار الأنوار : ج 16 ، ص 4 نقلا عن الخرائج والجرايح : ص 186 و 187.
20 ـ السيرة الحلبية : ج 1 ، ص 169 الهامش.
21 ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي : ج 16 ، ص 46 و 47.
22ـ بحار الأنوار : ج 44 ، ص 193 نقلا عن عيون المحاسن.
منقول لكتب الشيخ جعفر السبحاني


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم ورحمة الله
شكرا لك على التعليق يسعدني أن اتلقى توجيهاتكم وملاحظاتكم