الثلاثاء، مايو 14، 2013

حواري مع اللعين ابليس


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




حاورت الشيطان الرجيم في الليل البهيم فلما سمعت أذان الفجر أردت للذهاب إلى المسجد



فقال لي :عليك ليل طويل فارقد .



قلتأخاف أن تفوتني الفريضة



قال :الأوقات طويلة عريضة



قلتأخشى ذهاب صلاة الجماعة



قال: لا تشدد على نفسك في الطاعة



فما قمت حتى طلعت الشمس ...



فقال لي في همس : لا تأسف على ما فات فاليوم كله أوقات



وجلست لآتي بالأذكار ففتح لي دفتر الأفكار



فقلت: أشغلتني عن الدعاء



قال: دعه إلى المساء



وعزمت على المتاب ، فقال: تمتع بالشباب !



قلت: أخشى الموت



قال: عمرك لا يفوت ...



وجئت لأحفظ المثاني



قال: روّح نفسك بالأغاني



قلت: هي حرام



قال: لبعض العلماء كلام!



قلتأحاديث التحريم عندي في صحيفة



قال: كلها ضعيفة



ومرت حسناء فغضضت البصر



قال: ماذا في النظر؟



قلتفيه خطر



قال: تفكر في الجمال فالتفكر حلال



وذهبت إلى البيت العتيق فوقف لي في الطريق ..



فقال: ما سبب هذه السفرة ؟



قلت: لآخذ عمرة



فقال: ركبت الأخطار بسبب هذا الاعتمار وأبواب الخير كثيرة والحسنات غزيرة



قلتلابد من إصلاح الأحوال



قال: الجنة لاتدخل بالأعمال



فلما ذهبت لألقي نصيحة ..



قال: لا تجر إلى نفسك فضيحة



قلتهذا نفع العباد



فقال: أخشى عليك من الشهرة وهي رأس الفساد



قلت فما رأيك في بعض الأشخاص؟



قال : أجيبك على العام والخاص



قلت أحمد بن حنبل؟



قال : قتلني بقوله عليكم بالسنة والقرآن المنزّل



قلت : فابن تيمية؟



قال : ضرباته على رأسي باليومية



قلت : فالبخاري؟



قال : أحرق بكتابه داري



قلت : فالحجاج ؟



قال : ليت في الناس ألف حجاج فلنا بسيرته ابتهاج ونهجه لنا علاج



قلت فرعون ؟



قال : له منا كل نصر وعون



قلت : فصلاح الدين بطل حطين؟



قال : دعه فقد مرغنا بالطين



قلت محمد بن عبدالوهاب؟



قال : أشعل في صدري بدعوته الالتهاب وأحرقني بكل شهاب



قلت أبوجهل؟



قال : نحن له أخوة وأهل



قلت : فأبو لهب ؟



قال : نحن معه أينما ذهب !



قلت : فلينين؟



قال : ربطناه في النار مع استالين



قلت فالمجلات الخليعة ؟



قال : هي لنا شريعة



قلت فالدشوش ؟



قال : نجعل الناس بها كالوحوش



قلت فالمقاهي ؟



قال : نرحب فيها بكل لاهي



قلت ما هو ذكركم؟



قال : الأغاني



قلت وعملكم؟



قال : الأماني



قلت وما رأيكم بالأسواق ؟



قال : علمنا بها خفاق وفيها يجتمع الرفاق



قلت فحزب البحث الاشتراكي ؟



قال : قاسمته أملاكي وعلمته أورادي وأنساكي



قلت كيف تضلّ الناس ؟



قال : بالشهوات والشبهات والملهيات والأمنيات والأغنيات



قلت : كيف تضلّ النساء ؟



قال : بالتبرج والسفور وترك المأمور وارتكاب المحظور



قلت : فكيف تضلّ العلماء؟



قال : بحب الظهور والعجب والغرور وحسد يملأ الصدور



قلت : كيف تضلّ العامة ؟



قال : بالغيبة والنميمة والأحاديث السقيمة وما ليس له قيمة



قلت : فكيف تضلّ التجار ؟



قال : بالربا في المعاملات ومنع الصدقات والإسراف في النفقات



قلت : فكيف تضلّ الشباب ؟



قال : بالغزل والهيام والعشق والغرام والاستخفاف بالأحكام وفعل الحرام



قلت : فما رأيك بدولة اليهود (اسرائيل) ؟



قال : إياك والغيبة فإنها مصيبة واسرائيل دولة حبيبة ومن القلب قريبة



قلت فأبو نواس؟



قال : على العين والرأس لنا من شعره اقتباس



قلت فأهل الحداثة؟



قال : أخذوا علمهم منا بالوراثة



قلت : فالعلمانية؟



قال : إيماننا علماني وهم أهل الدجل والأماني ومن سماهم فقد سماني



قلت : فما تقول في واشنطن؟



قال : خطيبي فيها يرطن وجيشي فيها يقطن وهي لي وطن



قلت فما رأيك في الدعاة ؟



قال : عذبوني وأتعبوني وبهذلوني وشيبوني يهدمون ما بنيت ويقرءون إذا غنيت ويستعيذون إذا أتيت



قلت : فما تقول في الصحف ؟



قال : نضيع بها أوقات الخلف ونذهب بها أعمار أهل الترف ونأخذ بها الأموال مع الأسف



قلت : فما تقول في هيئة الإذاعة البريطانية ؟



قال : ندخل فيها السم في الدسم ونقاتل بها بين العرب والعجم ونثني بها على المظلوم ومن ظلم



قلت : فما فعلت في الغراب ؟



قال : سلطته على أخيه فقتله ودفنه في التراب حتى غاب



قلت فما فعلت بقارون ؟



قال : قلت له احفظ الكنوز يا ابن العجوز لتفوز فأنت أحد الرموز



قلت : فماذا قلت لفرعون ؟



قال : قلت له يا عظيم القصر قل أليس لي ملك مصر فسوف يأتيك النصر



قلت : فماذا قلت لشارب الخمر ؟



قال : قلت له اشرب بنت الكروم فإنها تذهب الهموم وتزيل الغموم وباب التوبة معلوم



قلت : فماذا يقتلك ؟



قال : آية الكرسي منها تضيق نفسي ويطول حبسي وفي كل بلاء أمسي



قلت فما أحب الناس اليك ؟



قال : المغنون والشعراء الغاوون وأهل المعاصي والمجون وكل خبيث مفتون



قلت فما أبغض الناس اليك ؟



قال : أهل المساجد وكل راكع وساجد وزاهد عابد وكل مجاهد



قلت أعوذ بالله منك فاختفى وغاب كأنما ساخ في التراب وهذا جزاء الكذاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم ورحمة الله

شكرا لك على التعليق يسعدني أن اتلقى توجيهاتكم وملاحظاتكم

لمـــن خــــــــــــــــــاف مقام ربــه جنتا